السويد وفنلندا إلى “الناتو”.. ترقب تداعيات الانضمام على سوريا

الرقة – نورث برس

يترقب العالم بشكل عام، وشمالي سوريا بشكل خاص، تداعيات اتفاق انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خاصة بعد التهديدات التي أطلقتها وتطلقها تركيا بشن عملية عسكرية ضد شمالي سوريا.

والثلاثاء الفائت، أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، موافقته طلب انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، وذلك بعد أن قُوبل الطلب بالرفض منذ أيار/ مايو الفائت، باستخدام أنقرة الفيتو بحجة أن الدولتين تدعمان حزب العمال الكردستاني، وتمتنعان عن تصدير الأسلحة إلى تركيا.

وجاء طلب السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا وزعزعة الوضع الأمني في أوروبا، في خطوة لتوسع الحلف لمواجهة التوسع الروسي في أوروبا الشرقية.

علاقات استراتيجية

يقول عبد الحليم سليمان، وهو صحفي سوري، إن العنوان الأبرز  للعلاقة بين السويد وشمال شرقي سوريا هو التحالف في مكافحة الإرهاب، هذه العلاقة استراتيجية بطبيعتها لا سيما وأن السويد عضو أساسي في التحالف الدولي لإنهاء “داعش والإرهاب”.

وبالرغم من حداثة هذه العلاقة مقارنة بعمر العلاقات الدبلوماسية بين الدول، لكن السويد خطت خطوات كبيرة في هذا المجال.

وإلى جانب الدعم المادي المقدم في محاربة “الإرهاب” لم تنقطع الزيارات الرسمية لوفودها إلى شمال شرقي سوريا “وهي الدولة الأكثر زخماً وتقدما في مجال العلاقات الدبلوماسية مع المنطقة”، وفقاً لـ”سليمان”.

يعتقد الصحفي في حديث مع نورث برس، أن التفاهمات الحاصلة بين تركيا والسويد وفنلندا في إطار دخولهما حلف شمال الأطلسي، “لن تؤثر على طبيعة علاقة السويد مع شمال شرقي سوريا”.

هل انتصرت أنقرة؟

 الصحفي التركي معاذ إبراهيم أوغلو، قال إن وسائل الإعلام التركية أعلنت أن يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “قوية، وأنه نجح في الخروج من هذه الاتفاقية”.

وأرجع “أوغلو”، السبب في “نجاح” أردوغان، “هو أنه  حقق مبتغاه في أن السويد ستتوقف عن دعم حزب العمال الكردستاني، وحركة غولن المعارضين لسياسة أنقرة”.

ووفقاً لـ”أوغلو” فإن الاتفاق لا يؤثر على الانتخابات التركية بأي شكل من الأشكال، رغم اعترض المعارضة التركية عليه والتي أشارت إلى أن “أردوغان لم يفِ بوعده ووافق أخيراً على انضمام الدولتين للحلف”.

ويعتقد “أوغلو” أن العملية العسكرية التي تنوي تركيا القيام بها شمالي سوريا “تدخل في نطاق اتفاقية انضمام الدولتين إلى الحلف”.

الموقف الروسي

قال الكاتب بسام البني المقيم في موسكو، لنورث برس، إن “موقف روسيا من الضوء الأخضر التركي لدخول السويد وفنلندا لحلف الناتو هو موقف عادي هي تعتبر موقف تركيا سيادي، فالقرار يعود للناتو”.

وأشار إلى أن الناتو هو من دعا هاتين الدولتين للدخول. ولكن هذا “لن يساعد في الاستقرار بل سيساعد على تصعيد الأزمة في أوروبا”، بحسب “البني”.

ويرى البني أن دخول السويد وفنلندا “لن يقوم عليه أي تصعيد من قبل روسيا، فهي تنتظر حتى تعرف كيف سيستخدم الناتو أراضي هاتين الدولتين”.

وبالنسبة للعلاقات الروسية التركيا في سوريا، يشير الكاتب إلى أنها “علاقات استراتيجية ضمن مسار أستانا واتفاقيات سوتشي”.

إعداد: إحسان محمد ـ تحرير: زانا العلي