مخيم الركبان.. مآسٍ جديدة وخياران لا ثالث لهما

درعا- نورث برس

يقف النازحون في مخيم الركبان على الحدود السورية – الأردنية، في ظل تردي الوضع المعيشي، أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما البقاء والموت جوعاً أو التوجه إلى مناطق سيطرة الحكومة ومواجهة مصير مجهول.

ومنذ نحو 60 يوماً، يشهد مخيم الركبان حصاراً خانقاً تفرضه الحكومة السورية، الأمر الذي أدّى إلى نفاد معظم المواد الأساسية والأدوية وحليب الأطفال، وفقاً لتقارير صحفية.

ويقع مخيم الركبان ضمن منطقة الـ 55 كيلومتراً شرق محافظة حمص عند الحدود الشرقية لسورية مع الأردن والعراق،

ويقول أحمد الزغير رئيس المجلس المدني الموحد في المخيم، إن الوضع في المخيم “يزداد سوءً يوماً بعد يوم، بسبب انقطاع كافة أنواع الدعم ما تسبب في انهيار الوضع المعيشي للنازحين”.

ويضيف “الزغير” لنورث برس، أن “أسعار المواد مرتفعة جداً ضمن المخيم، كونها تدخل عبر مصدر واحد، وهو طريق التهريب حيث يتحكم والمهربون بذلك”.

وما يشهده مخيم الركبان اليوم، من انقطاع شبه كامل للمساعدات الإنسانية والمستمر منذ عام 2019، إضافة إلى أنه لا يكاد ينتهي من حصار حتى يدخل في آخر، يثير تساؤلاً عن المستقبل الذي ينتظر هذا المخيم؟.

أُنشئ المخيم عام 2014، وينحدر معظم الساكنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، ويعيش فيه أكثر من 12 ألف لاجئ من عدة مناطق سورية، بحسب “الزغير”.

“حصار خانق”

ويرى الناشط الإعلامي عمر الحمصي المقيم في مخيم الركبان، أن مستقبل مخيم الركبان “كان ولا يزال مجهولاً في ظل ما يشهده من سوء الأوضاع المعيشية للنازحين”.

ويأتي كل هذا التضييق والحصار في إطار محاولات الحكومة لإجبار النازحين على الخروج، إلى مناطق سيطرتها، وفقاً لنشطاء.

ولم يغب عن المشهد خلال السنوات الماضية، الاتهامات المتبادلة بين موسكو ودمشق من جهة، وواشنطن من جهة أخرى، حيث تجهد الأولى لإعادة النازحين إلى مناطقهم سيطرة الحكومة السورية، وفقاً لتقارير صحفية.

ولطالما اتهمت موسكو واشنطن، بعرقلة عملية إخلاء وتفكيك المخيم، فيما أكدت هيئة العلاقات العامة والسياسية بمخيم الركبان آنذاك، أن سبب فشل روسيا هو عدم التزامهما بوعودهما في سلامة النازحين.

ويتوقع “الحمصي”، حدوث “انفرج في تلك الأوضاع إذا ما قامت الأردن بتشكيل فصائل عسكرية على حدودها”.

أقرأ أيضاً:



المغادرة خيار أخير

ورغم غياب أي ضمانات أمنية تمنع اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية، يتوالى خروج العائلات بشكل غير منظم وفردي خاصة في ظل حالة الحصار، قاصدين مناطق الحكومة، “غير آبيهن بما قد ينتظرهم في تلك المناطق”، بحسب نازحين.

ويقول “الحمصي” لنورث برس: “هناك عمليات مغادرة بشكل مستمر، للعائلات، وكانت آخر دفعة قبل ثلاثة أيام”.

ولم يتطرق الناشط لعدد النازحين الذين غادرو المخيم، فيما أكد أن “النازحين يكابدون لأجل البقاء على قيد الحياة، فإن ضاقت بهم السبل، توجهوا إلى مناطق الحكومة”.

والخميس الماضي، غادرت خمس عائلات تتألف من أكثر من 30 شخصاً مخيّم الركبان، واتّجهت إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بحسب ما نقلت تقارير صحفية عن دير مكتب العلاقات العامة في المجلس المحلي لمخيّم الركبان محمد الفضيل.

وفي حزيران/ يونيو الماضي شهد المخيم مغادرة 20 عائلة، معظم نساء وأطفال ومسنون.

كما يلجأ بعض النازحين إلى “دفع أموال للمهربين مقابل إخراجهم لمناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية”، بحسب “الحمصي”.

وفي نيسان/ أبريل الماضي، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كلّ الأطراف المعنية إلى التحرك العاجل لتقديم الدعم الإغاثي للنازحين السوريين في مخيّم الركبان، في ظل اشتداد الأزمة الإنسانية ونفاد المواد الأساسية.

وأشار المرصد، في بيان، إلى أنّ نحو ثمانية آلاف نازح سوري في المخيّم يعانون من ظروف معيشية سيّئة جد، بسبب حصار القوات الحكومية، وإغلاق الجانب الأردني من الحدود، وامتناع قوات التحالف الدولي عن تقديم أيّ مساعدة إنسانية.

ولم تسفر اجتماعات، جرت في أوقات سابقة ومتقطعة، عقدت بين وجهاء في المخيم مع قيادة التحالف الدولي في قاعدة التنف، عن أي نتيجة تتعلق بتحسين أوضاع سكان المخيم.

واقتصرت الخدمات التي تم تقديمها على نقل المرضى إلى نقاط طبية وإجراء فحوصات وتقديم العلاج اللازم لهم، بحسب الناشط الإعلامي.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: فنصة تمو