إنتاج الأراضي في أرياف حلب “مخيب لآمال” المزارعين

حلب- نورث برس

يواجه دياب حبوش(55 عاماً)، وهو من سكان  بلدة حيّان في ريف حلب الشمالي، تحديّات حول كيفية تأمين قوت عائلته حتى الموسم القادم وخاصة أن إنتاج أرضه البعليّة المزروعة بالقمح لم يغطِّ تكاليف الزراعة.

ولم يجنِ المزارع سوى 2 طن من أرضه البالغة مساحتها عشرة هكتارات، وهي كمية غير كافية في حال باعها لاسترداد المبالغ المالية التي تكلّف بها لشراء السماد والمحروقات والحراثة والنقل والحصاد وأجور العمال.

وفي أرياف مدينة حلب، كان إنتاج الأراضي البعليّة والمرويّة متدنياً هذا الموسم، وهو ما كبّد مزارعون خسائر.

ويُرجع مزارعون السبب إلى  تقلبات المناخ خاصة في شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، حيث أثّرت موجات الصقيع وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير على سنابل القمح في بداية تفتّحها خلال شهر آذار.

وأمام هذا الحال، لجأ بعض المزارعين لضمان أراضيهم لمربي ماشية في محاولة منهم لتخفيف الخسائر وتوفيراً لأجور الحصاد.

ويقول “حبوش”، إن المشاكل التي يواجهونها لا تقتصر على تقلُّبات الطقس والطبيعة، إذ يعدُّ ارتفاع تكاليف الإنتاج العائق الأكبر أمام جنيّ أرباح تساعدهم على تأمين قوت عائلاتهم.

ويُشير المزارع، إلى أن وصول سعر شراء الليتر الواحد من المازوت إلى خمسة آلاف ليرة سورية من السوق السوداء، أثّر على زيادة تكاليف حراثة الأرض وحصادها.

ووصلت أجرة حراثة الهكتار الواحد من القمح إلى 50 ألف ليرة، فيما تصل أجرة حصاد الهكتار هذا العام إلى 325 ألف ليرة.

وهذا العام، لم تُقدّم الحكومة للأراضي البعليّة سوى الأسمدة، حيث حصل المزارعون على كيس واحد(50 كغ) من سماد يوريا لكل هكتار بسعر33000  ليرة للكيلوغرام الواحد ولا تتضمن أجور النقل والتحميل.

وكان مؤتمر الحبوب في الحكومة السورية، قد حدّد في أيار/ مايو الماضي، سعر شراء القمح بــ 1700 ليرة لهذا العام.

وبحسب مزارعين، فإن الأراضي المرويّة عادة يتراوح إنتاجها ما بين 4 و  5طن للهكتار الواحد، أما البعليّة فيصل الإنتاج ما بين طن ونصف إلى 2 ونصف للهكتار الواحد.

ولكن في قرية فاح في منطقة السفيرة، جنوب شرقي حلب، لم يتخطّى إنتاج أرض عبد الحميد الخلف(45 عاماً)، البالغة مساحتها 6 هكتارات الـ 7 طن.

ويصف “الخلف” إنتاج أرضه من القمح المرويّ بأنه كان “مخيّباً للآمال”.

ويشتكي المزارع الأربعيني، من قلة الدعم الحكومي والذي يساهم في زيادة خسائرهم، حيث استلم من الحكومة 20 ليتر من المازوت للهكتار طول الموسم، “بينما أحتاج لأكثر من 70 ليتر للهكتار الواحد”.

هذا الأمر، أجبر المزارع على شراء المازوت من السوق السوداء ودفع  800ألف ليرة للبرميل سعة  220ليتر.

وينطبق ذات الأمر على الأسمدة، حيث استلم قسم منها، فيما قام بدعم أرضه بسماد عضويّ(مخلّفات الحيوانات) بسعر   200 ألف ليرة للطنّ الواحد.

ويُشير “الخلف” إلى أن مبيع أرضه لم يسدّ جزء من التكاليف.

ولم يتخطّى إنتاج أرض محمود اسماعيل(49 عاماً)، وهو مزارع من بلدة الطرفاوي بالريف الجنوبي لحلب، الـ10  طن في أرض مساحتها 51 هكتار كانت مزروعة بعلاً.

لكن قلة الإنتاج لم تكن المشكلة الوحيدة التي واجهها “إسماعيل”، فقد تبيّن بعد حصاد محصوله بأن حبات القمح تعرضت للتلف والتكسير ولن يكون بإمكانه تسويق محصوله لمراكز الحكومة.

ويقول المزارع، إن “المواصفات التي أعلنتها الحكومة ومراكز استلام الحبوب عالية الجودة ولا تتناسب مع محاصيل الكثير من الفلاحين الذين فضّل الكثير منهم إبقاء قمحه ليصار إلى تحويله علفاً للحيوانات”.

إعداد: جورج سعادة – تحرير: سوزدار محمد