المتقدمون لمسابقة جامعة تشرين يناشدون الحكومة لزيادة المسابقات المماثلة في اللاذقية

اللاذقية – عليسة أحمد – NPA
تتطلع أعداد كبيرة من خريجي الجامعات والمعاهد والشهادات الثانوية في اللاذقية غرب سوريا، إلى توظيفها ضمن القطاعات الحكومية، مترقِّبين مسابقة تعيينات بلهفة وصفوها أنها "فرصة لن يحظو بها مرة أخرى".
فمنذ أن طرحت الجامعة الحكومية في اللاذقية، عام 1971 وعرفت بعدها باسم جامعة تشرين مسابقتها وفتحت فيها فرص التقدم للعمل بفئتيها (الأولى والثانية)، فتحت معها نافذة أمل داخل كثيرين ممن أعياهم انتظار العمل لرسم مستقبلهم.
جامعة تشرين -التي تضم /21/ كلية وعدد من الكليات المفتتحة فيها والمرشحة للازدياد، مع ثلاثة معاهد عليا تخصصية ومركز للحاسبات الالكترونية ومدرسة التمريض وغيرها من المراكز التابعة لها- قدمت مسابقة تطلب فيها /160/ عاملاً إدارياً لخريجي الجامعات و/60/ للمعاهد وقرابة /310/ عمال من الحاصلين على الشهادة الثانوية للتعاقد أو حتى التعيين في هذه المسابقة.
متسابقون أبدوا استياءهم من هذا العدد الضئيل للفرص مقارنة بحجم الكليات والأقسام في الجامعة، وبمدينة اللاذقية التي تعاني من شح في التوظيف الحكومي.
فيما أرسل سكان من اللاذقية ومتسابقين مطالبهم عبر "نورث برس" والتي لخصوها بـ"إنقاذ أبنائهم من اليأس المتأزم بفعل الحرب والإحباط المستشري من قلة الفرص وعدم الاستقرار المعيشي في اللاذقية".
ووصفوا لـ"نورث برس" مدينتهم بأنها "تستنزف فئاتها الشابة الذين يتركونها شباناً وفتيات ويهجرونها إلى العاصمة أو مدينة أخرى بحثاً عن فرص مناسبة" مناشدين الجهات الحكومية السورية لـ"زيادة الفرص واستيعاب أكبر عدد من المتقدمين الناجحين لهذا العمل كونها مدينة قل أن تطرق بابها مسابقة حكومية".
كما وصف سكان التوظيف لـ"نورث برس" بأنه "استقرار وأمان في مقابل التسلط والتحكم الذي يمارسه البعض في القطاع الخاص وضمان تقاعد وشيخوخة كريمة".
في حين تروي "صفاء ياسين" التي تجاوزت سن الرابعة والثلاثين مخاوفها من البقاء وحيدة دون معيل في حال توفي والداها وبقيت دون عمل تصارع الحياة، في ظل غياب أخوة تستند عليهم.
وتضيف أن "هذه المسابقة فتحت لي طاقة من الأمل للتطلع لحياة أفضل ولا أريد تكرار تجربة والدي اللذين لم يكونا موظفين ولم يحظيا بتقاعد أو ضمان حكومي يرأف بشيخوختهما".
في حين يؤكد أحمد العلي وهو والد أحد المتقدمين للمسابقة أن جامعة ضخمة كجامعة تشرين افتتحت كليات جديدة مؤخراً، تحتاج لأعداد عاملين كبير للقيام بأعباء أعمالها.
وتمنى على الحكومة السورية إيجاد عمل لفئة الشباب "ينقذهم من الضياع والتسرب في الشوارع أو المقاهي والتنصل من مسؤولياتهم المستقبلية الأمر الذي يفاقم مشكلة ضياع الفئات الشابة الباحثة عن طرق ملتوية للإيفاء بمتطلبات حياتها".
كذلك يشتكي حسن بلال الذي يطرق أبواب الثلاثين من العمر حاجته لهذا العمل ويأمل بعد نجاحه بالاختبار الكتابي أن يحظى بفرصة في العمل مع قلة العدد المطلوب وكثرة الناجحين.
ووسط كل هذا التسابق إلى مسابقة تعاني مدينة اللاذقية من قلة مثيلاتها، تتصاعد شكاوى السكان من عدم قدرة الجهات الحكومية على تأمين مستقبل الشبان الذين باتت الأرصفة تأكل من أجسادهم والحاضر يلتهم مستقبلهم، مع اقتراب الوقت الذي يفصل الناجحين في الاختبار الكتابي عن موعد المقابلات الشفهية.