سنوات في أربيل وحلم العودة يقيده قلق السوريين على مصير جيل ولد بالمخيمات

أربيل- نورث برس

خلال عقدٍ من اللجوء، أنجب السوريون في مخيمات الجوار ومن ضمنها إقليم كردستان العراق، جيلاً من الأطفال، الذين لا يعلمون الكثير عن بلدهم الأم سوريا، ولم يزوروا مدنهم أو قراهم، ما خلق حالة من القلق لدى الآباء، أن يفقد أولادهم الانتماء لأرضهم بسبب تركها.

وبعد مرور نحو عشر سنوات على إقامة آلاف اللاجئين السوريين في إقليم كردستان، يرغب العديد منهم بالعودة، لكن “التهديدات الخارجية”، بحسب وصف البعض منهم، تمنعهم من العودة، في حين أن البعض الآخر أسس عملاً كمصدر لرزقه في بلاد اللجوء.

“محسن محمد”، وهو لاجئ سوري يعيش في مخيم “كوره كوسك” في مدينة أربيل، يحاول أن يحكي لابنته ذات السبع سنوات عن مدينتها سري كانيه (رأس العين) يقول لنورث برس: “أتحدث مع ابنتي عن سوريا، أشرح لها عن وطنها، لكنني أخشى عجزي عن زرع الانتماء في قلبها”.

ولا توجد حصيلة رسمية بخصوص عدد الأطفال اللذين ولدوا من أبوين لاجئين في إقليم كردستان، لكنهم يبلغون الآلاف نظراً لوجود ما يقارب 250 لاجئ سوري في الإقليم منذ 2011 وحتى 2022، بحسب حصيلة رسمية للأمم المتحدة.

ويضيف “محمد”: “نحن نرغب بالعودة إلى جذورنا و بلدنا وأرضنا، لكن بعد عشر سنوات مرّت على اللجوء، إن فكرنا بالعودة، هل سيقبل أطفالنا الذين ولدوا هنا أن يعودوا؟ لطالما سألت نفسي هذا السؤال، ولم أجد إجابة”.

أما إبراهيم عبد الحاج، الرجل الستيني، فهو لا يفكر باللجوء إلى أوروبا، بل يحلم بالعودة إلى سوريا، لكنه أسس مصدر رزقه داخل المخيم.

 يقول “عبد الحاج”: “لم نشعر كيف مرت السنوات العشر، في البداية لم أكن أعمل، ظننت أنها فترة مؤقتة وسأعود إلى سوريا، لكن الآن لدي محل للخياطة، افتتحته منذ ثلاثة سنوات، بعد أن تلاشى الأمل بعودة قريبة”.

ويعيش اللاجئون السوريون في أربيل، حالة من القلق، خاصة الذين أسسوا عملاً خاصاً، كيف سيعودون إلى سوريا، ويتركون أشغالهم وأعمالهم، يرافق هذه الحالة متابعتهم للأخبار اليومية، يقول “عبد الحاج”: “ربما لم يحن الوقت للعودة بعد، لكننا نرغب بذلك”.

ولعل التهديدات التركية لشمال وشرق سوريا، هو أكبر عائق أمام  عودة اللاجئين،  هذا ما يؤكده يقول اللاجئ السوري “عرب خشمان عرب” بالقول: “اعتقد معظم اللاجئين يرغبون بالعودة، يشعرون بالحنين إلى وطنهم، خاصة بعد مرور عشر سنوات على رحلة لجوئهم، لكن التهديدات الخارجية تمنعهم من اتخاذ هذا القرار”.

والقسم الأكبر من اللاجئين هم من جاؤوا ما بين 2012-2015، فيما شهدت المخيمات نوع من الاستقرار بالعدد ليزيد مرة أخرى بعد الهجوم التركي على عفرين عام 2018 وعلى مدينتي رأس العين (سري كانيه) وتل أبيض علام 2019.

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، بدأت رحلة العائلات السورية مع اللجوء، وانتقل معظمهم للعيش داخل مخيمات وعددها اليوم لا يقل عن 10 موزعة على محافظات دهوك وأربيل والسليمانية.

وأشار “عرب” إلى متاعب اللجوء ومعاناتهم صعوبات معيشية جمّة، خاصةَ بعد أن أوقفت المنظمات التابعة للأمم المتحدة دعم اللاجئين.

ولأن العراق غير مشارك في اتفاقية اللجوء عام 1951، فلا يحق للاجئين الحصول على الجنسية العراقية، حتى بعد مرور عشر سنوات على إقامتهم في أرض العراق، ولن يتمكن اللاجئون من الهجرة إلى أوروبا أو تقديم ملفات لإعادة التوطين، هذا ما يشعر اللاجئ السوري بـ”الأسف”، وفقاً لـ”عرب”.

إعداد: سهى كامل ـ تحرير: هوزان زبير