الحصاد باليد والمنجل…تكتيك مزارعين لإنقاذ محاصيلهم على خطوط التماس بإدلب
إدلب – NPA
لجأ أهالي من جبل شحشبو, الممتد من ريف إدلب الجنوبي الغربي إلى ريف حماة الشمالي الغربي, إلى حصاد المواسم الزراعية بالطريقة البدائية القديمة، باليد أو بالمنجل، لصعوبة إدخال الحصادات الحديثة ذات السرعة الأكبر في إنجاز عملية الحصاد.
وتعود الأسباب إلى مجاورة قرى وبلدات جبل شحشبو لمناطق سيطرة قوات الحكومة السورية والتي لا تبعد إلا بضعة كيلومترات قليلة عن خطوط التماس، ما أدى لانتشار الطرق البدائية في الحصاد بشكل متسارع.
موسم جني المحاصيل تصادف مع بدء الحملة العسكرية على مناطق خفض التصعيد ليتهم مزارعون القوات الحكومية خلال حديثهم لـ"نورث برس" بتعمد ذلك.
ويتحدث المزارع أحمد القاسم من أهالي جبل شحشبو، عن تكرار قوات الحكومة السورية تنفيذ عملياتها مع بدء موسم الحصاد ما يعود بأضرار جسيمة على المحاصيل.
يقول القاسم: "كانت المدفعية والراجمات وبعض الأحيان طائرات النظام تلقي الذخائر الحارقة من النوع العنقودي متسببة بأضرار في المواسم الصيفية وحرائق كنا نتمكن من السيطرة عليها بمساعدة الدفاع المدني سابقاً".
ويتابع "اختلفت سياسات النظام في استهداف أرزاقنا هذا العام، إذ صعدت قواته استهدافها العسكري لهذه المناطق بشكل جنوني وغير معتاد"، مشيراً لمغادرته منزله ومعزاً نفسه بترميمه من خيرات موسم هذا العام
تصعيد القوات الحكومية تسبب بحرق كبير للمحاصيل في سهل الغاب وجبل شحشبو ومناطق أخرى من جنوب إدلب إذ يردف القاسم قائلاً: "بدأت قوات الحكومة تكثيف قصفها على القرية ما أدى لاشتعال مساحة واسعة من الأراضي الزراعية، كان من بينها الأرض التي تعود ملكيتها لي ولعائلتي"
الحرائق هذه تسببت بخسارته وأخوته وعائلته لأكثر من /120/ دونم من المحصول الصيفي من القمح والشعير، لتبدأ عملية انتشار الحصاد اليدوي.
ظاهرة الحصاد بالمنجل واليد وهي الطريقة البدائية للحصاد انتشرت بشكل واسع من خلال لجوء بعض النازحين من القرى إلى مخيمات الشمال للمخاطرة بأنفسهم بين الضربات البرية والجوية الحكومية والروسية, في سبيل تأمين لقمة العيش.
ويتحدث أحمد أبو محمد عن عمله بمجال الحصاد اليدوي في جبل شحشبو قائلاً: "أعمل بشكل يومي في مجال الحصاد اليدوي، ويتواصل معي العديد من أصحاب الأراضي الزراعية منذ بدئي بهذا العمل بعد نزوحي إلى مخيمات الشمالي السوري بفترة قصيرة".
ويضيف "كنت أعمل في فصل الصيف قبل نزوحنا في تعبئة التبن الناتج عن فرز الحبوب عن باقي المحصول خلف الحصادات، لكن بعد خروجي مع عائلتي إلى الشمال السوري تراجع الوضع المعيشي لدي".
ويشرح طريقة عمله بالقول: "هذا العام اختلف كل شيء، أقوم الآن، مع مجموعة من الشبان لا يتجاوز عددنا ستة اشخاص، بالحصاد اليدوي بشكل شبه يومي، ويبلغ أجرنا مبلغ تقريبي بين /10/ و/15/ ألف ليرة سورية اعتماداً على خطورة أو أمان المنطقة التي نعمل فيها".
وتعتمد هذه العملية من الحصاد اليدوي على نقل المحاصيل الزراعية إلى أماكن اكثر أمناً لفصلها من أجل فرز المحصول، وتجميع الإنتاج كمادة جاهزة للبيع.
يشار إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة في إدلب وحماة وحلب ومحيطها تعرضت لحرائق كبيرة بفعل عمليات القصف البري والجوي الحكومية وسط مخاوف من السكان من احتراق مساحات أكبر، من المزروعات، نتيجة استمرار التصعيد.