البادية السورية مسرح صراعٍ من جديد.. عمليات لـ”داعش” وحملات تمشيط للحكومة

دمشق – نورث برس

عادت البادية السورية لواجهة الصراع من جديد، وذلك بين خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من جهة، وقوات حكومة دمشق وفصائل موالية لإيران من جهة أخرى، حيث تنشط عمليات “داعش”، بينما تكثف القوات حملات التمشيط لملاحقة هذه الخلايا.

وخلال حزيران/ يونيو الجاري، نفذ “داعش” حوالي 11 عملية في البادية السورية، فقد خلالها 42 عنصراً من قوات الحكومة حياتهم، وأصيب 31 آخرون بجروح متفاوتة، فضلاً عن وفاة أحد السكان وإصابة 14 آخرين بجراح متفاوتة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتشغل البادية السورية ما يقارب نصف مساحة سوريا، وتتوزع على “دير الزور، الرقة، حلب، حمص، حماة، ريف دمشق، السويداء”، وقلبها تدمر، وتمتاز باحتوائها على حقول وآبار الغاز، إضافة إلى الفوسفات، الذي كانت سوريا تحتل المرتبة الخامسة فيه قبل بدء الحرب فيها.

ومنذ أن خسر “داعش” في مقره الأخير في الباغوز بدير الزور، لصالح قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في 2019، تحولت البادية لملجأ أخير له، باعتباره مُلم بطبيعتها الجغرافية بعد أن سيطر عليها منذ  2014.

ومنذ أيام، أطلقت القوات الحكومية حملة تمشيط بتغطية من الطيران الروسي في باديتي البشري والرصافة جنوبي الرقة وشرقي مدينة حمص، للحيلولة دون تمدد نشاطات خلايا “داعش”.

وجاءت الحملة بعد استهداف عناصر “داعش” حافلة لقوات الحكومة السورية بريف مدينة الرقة، فقد على إثره  18 عنصراً من قوات الحكومة، وحُرقت جثامينهم داخل الحافلة قبل انسحاب عناصر التنظيم من الموقع.

وفي نفس السياق، شنت إيران التي تتركز في البادية السورية، حملة اعتقالات طالت مقاتلين محليين منضوين في صفوفها، لرفضهم المشاركة في حملة تمشيط البادية بدير الزور، حسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشار المرصد الحقوقي إلى أنّ عدد المعتقلين ارتفع منذ بداية الأسبوع الجاري إلى 28 شخصاً على الأقل، مع وجود معلومات عن آخرين رفضوا تمشيط بادية البوكمال وصولاً إلى الصالحية والسويعية. 

ومما يساعد عناصر التنظيم على التخفي، هو أنّ منطقة البادية السورية مليئة بالوديان والجبال التي اتخذا منها هؤلاء أوكاراً للاختباء وشن هجمات مباغتة.

إعداد وتحرير: رهف يوسف