ارتفاع أسعار المنتجات يحرم سكاناً في حلب من شراء ما يقي من حرّ الصيف

حلب- نورث برس

يستعين محمد نعيمي (58 عاماً)، وهو من سكان حي الأكرميّة في حلب، بقطعة كرتون تارةً، وبمنشفة صغيرة تارةً أخرى ليحرك بها الهواء، في محاولة منه لتخفيف شدة الحرارة في الغرفة.

وسعى الرجل الخمسيني بعد تحطم مروحته أثناء نقل أثاث منزله من حي الأعظمية إلى مكان إقامته الحالي، لشراء أخرى، يُخفف بها الحرارة عن العائلة في أوقات توفر الكهرباء الحكومية والأمبيرات الصناعية.

لكن سعرها “المرتفع جداً” حال دون شرائها، ليقضي مع العائلة صيفهم بدون أي وسيلة تبريد وتحمل درجات حرارة مرتفعة في منزلهم، وهو عبارة عن قبو يفتقر إلى متنفس لدخول الهواء إليه.

وفي حلب، تشهد أسعار الأدوات الكهربائية، وخاصة المرتبطة بفصل الصيف، ارتفاعاً ملحوظاً، الأمر الذي حال دون تمكن بعض العائلات من شرائها.

يقول “نعيمي” باستياء: “خربت الحياة، مياه تأتي بالقطّارة وكهرباء تغذي بالإشارة، وغاز مفقود وخبز معدود ووقود منهوب، وسيراً على الأقدام نذهب ونعود”، إشارة منه إلى الأزمات التي تعاني منها سوريا.

وبعد تقاعد “النعيمي” عام 2014 من وظيفته التي قضى فيها ثلاثون عاماً في مستودعات معمل الإسمنت للشركة العربية، بلغ راتبه التقاعدي 88600 ليرة سورية شهرياً.

ويعمل حالياً في محل تجاري لبيع المعجنات براتب 20 ألف ليرة سورية أسبوعياً، لكن الراتبين لا يكفيان لشراء مروحة ذات محرك صيني جيد، إذ يصل سعرها إلى 240 ألف ليرة.

تضخّم الأسعار

وأدى ارتفاع أسعار الأدوات المنزلية إلى كساد في أسواقها، حيث تجاوز سعر أي نوع من الغسّالات والبرّادات والأفران المنزلية، المليون ونصف المليون ليرة سورية.

ويُرجع محمد لطفي (45 عاماً)، وهو صاحب متجر في سوق العبّارة وسط مدينة حلب، السبب في ذلك إلى “فقدان المواد الأولية للصناعة وهو ما أدى بدوره لارتفاع الأسعار، والشركات التجارية كل فترة لها لائحة جديدة”.

ويُعتبر سوق العبّارة للأدوات المنزلية، مركزاً تجارياً ذو أهمية لتمرّكز الشركات المصنِّعة والتجارية، مثل (المصري والأنوار ووتّار ورامكو والحافظ ) ووكلاء شركة LG  من نواعم المطابخ حتى البرادات.

ومنذ شهر، ارتفعت أسعار أدوات التبريد والمرواح نحو 75 ألف ليرة دفعة واحدة للقطعة الواحدة، والقطعة التي تباع لا تعوّض، بسبب قلة التصنيع وهذا مبرر آخر للشركات لرفع أسعار منتجاتها، حسب وجهة نظر “لطفي”.

ويعود السبب الآخر للارتفاع الضخم في أسعار المنتجات الكهربائية، إلى “عدم ثبات قوة الشراء بالليرة السورية أمام الدولار الأميركي المعتمَد في استيراد القطع من خارج البلاد ومنع التداول محليّاً”.

وسجّل الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية، 3970 ليرة في السوق السوداء، بينما سعر الصرف في البنك المركزي السوري 2525 ليرة سورية.

رواتب لا تناسب الغلاء

ويعاني السكان بحلب، من صعوبات معيشية نتيجة التضخم الكبير في الأسعار وتدني أجور الموظفين والأعمال الحرّة، فتحتاج الأسرة وسطياً إلى مليون ومئتي ألف ليرة سورية لسداد تكاليف تضخم الأسعار.

بينما تتراوح رواتب موظفي الدرجة الأولى بين 120 و150 ألف ليرة سورية، والأعمال الحرة بحسب نوع العمل ما يقارب 400 ألف ليرة للعامل.

وتقول ليندا أشرفي (40 عاماً)، وهي من سكان حي محطة بغداد في حلب، إنّ تضخّم الأسعار حرمها من شراء بطارية جافة تساعدها على تشغيل المروحة في فترة انقطاع الكهرباء.

ولا تجد السيدة الأربعينية التي تعيش هي وأمها في المنزل، سوى الاستعانة بكرتون أو مناشف لتحريك الهواء، وتقول بائسة: “لكني أخشى على والدتي من إصابتها بأمراض بسبب الحرارة المرتفعة”.

ووصل سعر بطارية بحجم السبعة أمبير إلى 75 ألف ليرة بعدما كانت بـ25 ألفاً العام الماضي، وهي بطارية تعدُّ صغيرة الحجم تساعد في تشغيل المراوح في فترات انقطاع الكهرباء.

وتعاني مناطق سيطرة الحكومة السورية من انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي مع دخول فصل الصيف وخروج عدة محطات رئيسية عن الخدمة، الأمر الذي تبرره الحكومة بـ”الحمل الزائد على المنظومة الكهربائية”.

إعداد: رافي حسن – تحرير: سوزدار محمد