نازحون في مخيمات الرقة يشكون شح المساعدات الإنسانية المقدمة لهم

الرقة – نورث برس

تترك عنود الموسى (35 عاماً) وهي نازحة في مخيم حويجة السوافي جنوبي الرقة، أطفالها الثلاثة لدى جدتهم، وتذهب منذ ساعات الصباح الباكر للعمل في الحقول الزراعية القريبة من المخيم.

ولم تحصل “الموسى”، كما جميع النازحين في المخيم الذي تعيش فيه، على أي مساعدة إغاثية أو مادية منذ شهور، وتحاول تأمين القليل من النقود من خلال عملها لتأمين قوت يوم أطفالها خلال هذه الفترة.

ويشتكي نازحون في مخيماتٍ تقع في ريف مدينة الرقة، من شح المساعدات الإنسانية المقدمة لهم في ظل أوضاعٍ إنسانية واجتماعية صعبة يعيشونها تحت الخيم.

بالإضافة إلى أن المساعدات الإنسانية “شحيحة جداً” وبالكاد تصلهم بفوارق زمنية كبيرة، تصل أحياناً لسنة كاملة رغم تمزق الخيام المتكرر بسبب العواصف الغبارية التي باتت تشهدها المنطقة باستمرار خلال هذا العام، بحسب نازحي المخيم الآنف الذكر.

وتصف “الموسى” وهي نازحة من ريف حمص الشرقي، وضعهم في المخيم بينما كانت تلف وجهها بوشاح أسود، “وضعنا سيء جداً”.

وبحسب نازحين التقت بهم نورث برس، فإن نقص المساعدات الإنسانية شيء يتكرر في كل المخيمات الواقعة في ريف الرقة.

ويشير هؤلاء إلى أن الإجابة التي يتلاقها النازحون عند تقديمهم شكاوى للمسؤولين في الرقة حول نقص المساعدات، هي أن السبب يعود “لإغلاق المعابر وقلة المساعدات الإنسانية الواردة للمنطقة التي تديرها الإدارة الذاتية”.

إغلاق الشريان الرئيسي

ولا يزال إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر) مستمراً ويمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال شرقي سوريا.

وتتكرر مناشدات مسؤولو الإدارة والنازحين كي لا يتم إقصاء المنطقة من المساعدات الأممية والتي ستكون سهلة التنفيذ في حال تم إعادة فتح المعبر المغلق منذ  أكثر عامين.

وكانت مخيمات شمال شرقي سوريا تعتمد بالدرجة الأولى على المساعدات الواردة من معبر تل كوجر, والذي يعتبر الشريان الرئيسي للمنطقة.

لكن إغلاقه تسبب بتفاقم الوضع الإنساني للمتضررين جراء الحرب، بحسب تصريح سابق لشيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية.

وفي أرياف الرقة 58 مخيماً عشوائياً، تتوزع على بلدات وقرى الريف، ويسكن تلك المخيمات نازحون معظمهم من مناطق سيطرة الحكومة السورية في حماة وحمص وحلب ودير الزور.

ويعيش في تلك المخيمات، نحو 90 ألف نازح يقسّمون على 16165 عائلة، وفقاً لإحصائية رسمية حصلت عليها نورث برس من مكتب شؤون المخيمات والنازحين في مجلس الرقة المدني.

شح  في المساعدات

ويتفق منور الماجد، رئيس مكتب شؤون المخيمات والنازحين في مجلس الرقة المدني، مع النازحين على أن المخيمات تعاني شحاً كبيراً في كمية المساعدات الإنسانية المقدمة.

ويحمل “الماجد” غياب الدعم الإنساني عن المنطقة وإغلاق معبر تل كوجر، مسؤولية الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها النازحون في المخيمات.

ويدعو إلى تجنب استعمال ملف المساعدات الإنسانية الداخلة إلى سوريا لأغراضٍ سياسية، وأن ذلك سيحمل معه آثاراً سلبية يدفع النازحون “ثمنها الأعظم على الصعيد الإنساني”.

ويعتمد معظم النازحين على فرص عمل موسمية ترتبط بالعمل بالحقول الزراعية وتنحصر بفصل الصيف خلال فترة زراعة الخضار وحصاد القمح وزراعة القطن، أما في الشتاء فإنه من النادر الحصول على فرصة عمل، ما يفاقم وضعهم سوءاً.

وتقول هدبة الجاسم (40 عاماً) وهي نازحة في مخيم حويجة السوافي، إن معظم القاطنين في المخيمات هم من النساء والأطفال وكبار السن وهم “بحاجة ماسة لتقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل”.

وتضيف لنورث برس، أن معظم النازحين يركزون على تأمين المواد الأساسية مثل السكر والزيت، في حال استطاعوا الحصول على فرصة عمل وتأمين بعض النقود من خلال العمل في الحقول الزراعية.

ولكن “تجاهل معاناة النازحين في المخيمات أمر يزيد من حدة مأساتهم ويزيد الأعباء الإنسانية والاجتماعية التي يعيشونها”، بحسب “الجاسم”.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: عمار حيدر