مخاوف متباينة في إدلب من اقتصار دخول المساعدات الأممية عبر حكومة دمشق

إدلب -نورث برس

مع قرب انتهاء مدة تفويض آلية دخول المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا، يتخوف سكان ونازحون في مناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا في إدلب شمال غربي سوريا، من فيتو روسي يفضي إلى إغلاق كامل المعابر وحصر دخول المساعدات عن طريق حكومة دمشق.

وفي العاشر من تموز/ يوليو القادم، من المزمع أن يعقد مجلس الأمن اجتماعاً حول تجديد التصويت على آلية تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، وفقاً للقرار رقم 2533.

وقبل شهرين تقريباً، قال فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا في مجلس الأمن خلال الجلسة، إن “بلاده لا ترى أي مبررات لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا والتي تنتهي مهلتها في تموز/ يوليو القادم”.

نتائج كارثية

يقول عيسى الأيوب (42 عاماً) وهو من نازحي ريف حماة، ويقيم في مخيم الملعب البلدي قرب مدينة إدلب، إن “إدخال المساعدات لآلاف السوريين في إدلب عبر منافذ لحكومة دمشق يعتبر أمراً كارثياً”.

ويضيف، أن “النظام السوري في حال سمح بإدخال المساعدات الإنسانية سوف يقوم بإرسال جزء صغير فقط أمام أعين المراقبين والكاميرات”.

ويرى أن حكومة دمشق “ستقوم بافتعال المشاكل من قصف وحروب وغيرها لجعل الطرق غير سالكة أمام قوافل المساعدات، وبالتالي سيواجه مئات آلاف السوريين في إدلب خطر المجاعة، وهو ما تريده روسيا لإخضاع الشعب”.

ويشير إلى أن المخيم الذي يقطنه، “يأوي أكثر من 500 عائلة من نازحي أرياف حماة وحلب وغيرها من المناطق، جميع تلك العائلات تعيش على السلة الشهرية التي تقدمها المنظمات الإنسانية الشريكة مع الأمم المتحدة والتي لا يتجاوز سعرها الثلاثين دولاراً”.

ولكن إن توقفت تلك السلة، بحسب “الأيوب”، فسوف “تواجه جميع تلك العائلات خطر المجاعة”.

ويعتقد أحمد الأسود وهو طالب جامعي في إدلب، أن القرار إذا طبق “سيعقبه تبعات سياسية، وهي أن النظام سيضغط لإعادة تفعيل منظمة الهلال الأحمر السوري المحظورة في المنطقة، ليتبع ذلك مشاركة الملفات الأمنية مع النظام”.

ويضيف أن “النظام سيحاول من خلال المنظمة تزوير البيانات المتعلقة باحتياجات المنطقة، بحيث ستكون مغايرة ومنخفضة وفي مقابل ذلك ستحوّل المساعدات إلى مناطق سيطرته وإلى تجار الحرب التابعين له”.

“تواطئ وإعادة شرعية”

ويعتبر إياد الفرج  (36 عاماً) وهو من نازحي مدينة حلب، ويقيم في بلدة أطمة الحدودية مع تركيا شمال إدلب، “موافقة الأمم المتحدة على إدخال المساعدات الإنسانية عن طريق النظام السوري تواطئ معه وإعادة لشرعيته”.

ويستبعد “الفرج”، أن تتمكن روسيا من تحقيق مبتغاها في إغلاق المعابر وحصرها بمنافذ الحكومة، “لأنها في الوقت الحالي، تمر في موقف دولي لا يساعدها على تنفيذ ذلك”.

ويضيف لنورث برس، أن روسيا في حال تمكنت من ذلك “سيكون الفضل في ذلك النجاح هو هيئة تحرير الشام التي سمحت بدخول المساعدات الإنسانية إلى إدلب من مناطق سيطرة النظام السوري لأكثر من خمسة مرات”.

ومنتصف هذا الشهر دخلت قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، في إدلب، قادمة من مناطق سيطرة الحكومة السورية شرقي إدلب، وهي الخامسة خلال شهر تقريباً.

ولكن محمد الأطرش (38 عاماً) وهو اسم مستعار لناشط مدني بإدلب، يرى أنه في حال “نجحت روسيا”، فإن الأوضاع في شمال غربي سوريا، “لن تتغير بشكل كبير، لأن أغلب المنظمات الإنسانية التي تعمل اليوم هناك غيرت نظام عملها إلى نظام الكاش بدلاً من المساعدات العينية”.

ويرى الناشط أن “المساعدات التي سوف تدخل عن طريق النظام السوري ستستمر، لأنه لا يمكن للأخير منعها، على اعتبار أن مكتب الأمم المتحدة في دمشق سيكون مشرفاً على هذا الموضوع، وبالتالي المساعدات سوف تصل إلى إدلب”.

إعداد: عمران خليل – تحرير: فنصة تمو