مشاكل تهدد القطاع التعليمي لدى اللاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق

أربيل- نورث برس

تشهد العملية التعليمية للطلبة السوريين اللاجئين في إقليم كردستان العراق، تراجعاً مستمراً، خاصة في المخيمات، حيث يمتنع المعلمون عن إعطاء الدروس، احتجاجاً على تأخير صرف مرتباتهم الشهرية، فضلاً عن مسائل أخرى تتعلق بالمنهاج الدراسي.

وأبرز ما يشتكي منه اللاجئون السوريون في مخيم “باريكا” في محافظة السليمانية، هو أن التدريس متقطع، ويعتمد إعطاء الدروس على تواجد المعلم من عدمه، كما أن بعض المدارس لم تجرِ امتحان نهاية العام.

وأشارت سهيلا حسو وهي لاجئة سورية تنحدر من مدينة القامشلي، إلى معاناتها من عدم انتظام دوام ابنتها في المدرسة.

وقالت: “تراجع مستوى ابنتي في الصف الرابع الابتدائي لأنها لم تذهب إلى المدرسة يومياً، بسبب تغيّب المعلمين”.

وعبرت “حسو” عن قلقها على مصير ابنتها والكثيرات أمثالها، “نشعر بالخوف على مستقبل أطفالنا، ونطالب المنظمات الدولية بإيجاد حل لهذه المشكلة”.

ولم يحصل المعلمون على مرتباتهم الشهرية منذ نحو عامين، ما دفعهم للاحتجاج ومطالبة الجهات المعنية بصرف مرتباتهم، لكن احتجاجاتهم لم تلق آذاناً صاغية.

ويتولى مهمة التدريس في مدارس اللاجئين، كوادر معظمهم سوريين يعينون من مديريات التربية ويتقاضون راتباً لا يتجاوز الـ 200 دولار شهرياً.

والمشكلة ليست في الرواتب فحسب، فقد لفت صالح مامو وهو معلّم سوري في إحدى مدارس اللاجئين بالسليمانية، إلى حزمة من المسائل التي تعيق العملية التعليمية.

وقال المعلم: “لا يوجد أي عنوان وظيفي للمدرسين، إضافة إلى تأخر رواتبهم المستحقة لأشهر عديدة، وقلة المدارس داخل المخيمات، ما أدى إلى تدني المستوى التعليمي للطلبة السوريين اللاجئين في السليمانية”.

وفي البداية كانت حكومة الإقليم تصرف لهم رواتب شهرية تقدر بنحو 400 دولار أميركي، وتمنحهم الأمم المتحدة 200 دولار بوصفهم متطوعين في مجال العمل الانساني.

ولكن بعد الأزمة الاقتصادية التي شهدها الإقليم في العام 2014، وبُعيد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تم تخفيض رواتب المعلمين إلى أقل من 200 دولار شهرياً.

وتزامن ذلك مع قطع الأمم المتحدة للمنح المالية، ما دفع كثيراً من المعلمين إلى ترك العملية التعليمية والبحث عن عمل آخر.

عدا ذلك، يواجه الطالب السوري في الإقليم روتيناً شديداً في آلية جلب أوراقه الثبوتية من سوريا لإكمال تعليمه في مدارس الإقليم، إضافة إلى مشكلة المنهاج وتغيره المستمر بين اللغتين العربية والكردية.

ويحمل مجلس اللاجئين السوريين في مدينة السليمانية على كاهله مسؤولية إيصال أصوات اللاجئين في المحافظة إلى الجهات الحكومية والأممية.

وقال هوزان عفريني، وهو رئيس مجلس اللاجئين الكرد في روجآفا-سوريا، إنه “حاول التدخل مراراً وتكراراً لإنقاذ التلاميذ”.

وأضاف أن “مستقبل الطلبة السوريين اللاجئين بات مجهولاً، والعملية التعليمية في تراجع مستمر. نحتاج إلى حل كي لا يزداد الأمر سوءاً”.

ويعد إقليم كردستان، وجهة للعديد من العائلات السورية بعد نشوب الحرب في العام 2011، ويوجد في مدينة أربيل أربعة مخيمات خاصة باللاجئين السوريين، ونحو خمسة في محافظة دهوك، وواحد في مدينة السليمانية.

وطالب “عفريني” المنظمات الدولية وحكومة الإقليم بمنح رواتب شهرية ثابتة للمعلمين، منعاً لتسرّب الطلاب من المدارس.

إعداد: سهى كامل- تحرير: هوزان زبير