منذ عشر سنوات.. قرى وبلدات بريف حلب الشمالي تعيش بلا كهرباء النظامية

ريف حلب الشمالي ـ نورث برس

تقضي فهيمة الضرير (40 عاماً) وهي من سكان بلدة فافين بريف حلب الشمالي، عدة ساعات يومياً لغسل ملابس أطفالها يدوياً، بسبب عدم توفر الكهرباء النظامية في منطقتها.

تقول السيدة الأربعينية بلهجتها الحلبية، “نسينا شيء اسمو الكهرباء، ما منقدر نشغل لا البراد ولا الغسالة ولا التلفزيون”.

ومنذ عام 2012، تعيش أكثر من 40 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي بلا كهرباء نظامية، ما يسبب معاناة لسكانها وخاصة في فصل الصيف حيث الحاجة للمياه الباردة وحفظ الأطعمة في البرادات.

وخلال سنوات الحرب، سيطرت الفصائل المسلحة بشكل متتابع على الريف الشمالي لحلب, ودارت معارك طاحنة بين القوات المسيطرة عليها.

وأدى ذلك إلى تدمير شبكات الكهرباء وسرقة معداتها، دون أن تعمل الحكومة على تأهيلها بعد إعادة سيطرتها على المنطقة عام 2016.

وبعد نزوح سكان عفرين إلى منطقة ريف حلب الشمالي، عملت هيئة الإدارة المحلية والبلديات التابعة لإقليم عفرين والعاملة حالياً بالمنطقة على تغذية المنطقة بالكهرباء من خلال المولدات.

ولكن تم توزيع أمبير واحد فقط على كل عائلة مجاناً، بساعات التغذية محددة، (ساعتين في النهار وخمس ساعات في الفترة المسائية).

ولكن “الضرير” تشير وهي والدة لأربعة أطفال، إلى أن أمبيراً واحداً لا يكفي لتشغيل الغسالة والتلفاز وإنارة المنزل والبراد سوياً، وهو ما يجبرها على إنجاز كافة أمور منزلها يدوياً.

 كما أنها تحاول إعداد الطعام لعائلتها بكميات قليلة وخاصة أن عدد ساعات تغذية الكهرباء في النهاء لا تكفي لحفظ الأطعمة في البراد.

وبحسب محمد علو، الرّئيس المشارك لهيئة البلديات فإنه منذ فترة وعدت لجنة من مديرية الكهرباء بحلب خلال زيارتها للبلدية التابعة للإدارة الذاتية، بالتنسيق معها لإعادة تأهيل خطوط الكهرباء وصيانتها.

 ولكن، “لا بوادر للعمل على أرض الواقع حتى الآن”، وفقاً لما يفيد به “علو”.

وبحسب البلدية التابعة للإدارة الذاتية فإن 72 مولدة كهربائية تعمل على تغذية نحو 25 ألف منزل في قرى تابعة لناحية شيراوا جنوبي عفرين لا تسيطر عليها تركيا والفصائل، إضافة لقرى وبلدات بريف حلب الشمالي ومخيمات نازحي عفرين.

وقدّر “علو” كمية المحروقات التي تستهلكها هذه المولدات شهرياً، بـ 1200 برميل (ما يعادل 240 ألف ليتر من المازوت).

ولكن قرى تل جيجان وسموقة وتل المضيق ومرعناز والمالكية ومنغ وشوارغة بالمنطقة لا يتم تغذيتها بكهرباء الأمبيرات، بسبب وقوعها على خط التماس مع الفصائل الموالية لتركيا ونزوح غالبية سكانها، بحسب “علو”.

وينقطع التيار الكهربائي في قرى تابعة لشيراوا مثل عقيبة وأبين والزيارة وصوغانكة، بالإضافة إلى قرى شيخ عيسى وحربل وبلدتي دير جمال وتل رفعت بريف حلب الشمال للانقطاع بشكل متكرر نتيجة قصفها من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها.

ويعجز علاء الزامل (32 عاماً) وهو من سكان قرية حاسين منذ سنوات عن شراء مولدة خاصة لتغذية منزله، في ظل قلة ساعات كهرباء الأمبيرات، إذ أن سعرها يفوق قدرته الشرائية.

ويقول إن “معاناتهم منذ سنوات مستمرة دون أي حلول حتى الآن”.

إعداد: فايا ميلاد- تحرير: سوزدار محمد