باحث في العلاقات الدولية: إيران تستخدم أساليب عديدة في سوريا لإضعاف الأردن

القامشلي ـ نورث برس

قال منذر حوارات، الأستاذ والباحث في العلاقات الدولية، أن إيران تستخدم أساليب عديدة لإضعاف الأردن، وجعلها أداة في صراعاتها الدولية، الأمر الذي يدعو الأخيرة للتخوف من التطورات التي تحدث على حدودها الشمالية مع سوريا.

وجاء ذلك خلال حوار له، أمس السبت، على منصة واشنطن أونلاين، الذي تبثه نورث بلس.

وتخوف “حوارات” المقيم في العاصمة الأردنية عمان حالياً، من مفرزات الأزمة الروسية_ الأوكرانية على حدود الأردن، التي أعطت إيران وحلفائها فرصة الوجود والتمركز هناك، مما أدى لتطور عمليات تهريب “الكبتاغون”، والأسلحة.

ويضاف إلى ذلك، عمليات التغيير الديمغرافي على الحدود السورية، عبر توطين سكان من أصول إيرانية وأصحاب المذهب الشيعي، الأمر الذي أوجد مخاوف أردنية عميقة بهذا الخصوص، من أن تتمكن إيران من غرس عناصرها في الداخل الإيراني، وفق الباحث.

وتنتشر شائعات بأن الجانب الإيراني تمكن من ذلك بالفعل، الأمر الذي أوصل مسؤولين أردنيين إلى القناعة بأن طهران تريد أن تجعل عمان “نقطة انطلاق لعملياتها مستقبلاً”، حسب “حوارات”.

وأشار “حوارات” إلى أنّ الحكومة الأردنية حاولت إعادة تأهيل الحكومة السورية، وزيادة انفتاحها على المنطقة العربية، لكي لا يكون الطرف الإيراني هو خيارها الوحيد.

ولكن الرئيس السوري بشار الأسد “اختار إيران من جديد، بتحالف أكبر”، الأمر الذي كان واضحاً في زيارة الأسد الأخيرة لإيران، بحسب الباحث.

والآن يعتبر الأسد، إيران “الراعي الرسمي” لبقائه، وبالتالي بدأ يقدم لها “تنازلات أكبر”، في المناطق الحدودية التي تريد التمركز فيها، “لتأخذها كورقة مفاوضات مع الغرب، فيما يخص برنامجها النووي، كونها تستفيد من الوضع السوري، لتضع أهدافاً جديدة لها من ضمنها الأردن”، كما قال “حوارات”.

وأفاد أنّ “الأردن بدأ من جديد يتحدث عن صيغ أمنية أكثر من السياسية، الذي يبينها اللقاء في قاعدة التنف العسكرية مع الأميركان وفيلق المغاوير التابع للمعارضة السورية، وبالتالي استغنى الأردن عن اتفاق مع الحكومة السورية”.

ويبقى الشيء الأبرز، هو أن ما يحدث على أرض الواقع عكس ما أرادت الأردن تحقيقه في سوريا، فإيران التي تسيطر على الاقتصاد منعت تصدير المنتجات الأردنية إلى الأسواق السورية، والوضع الأمني يزداد على الحدود تردياً، وفق ما بينه “حوارات”. 

ولا يعتقد الباحث، أن الولايات المتحدة الأميركية تريد الانخراط عسكرياً في المنطقة، ولكنها من المحتمل أن تفعل ذلك سياسياً، باعتبار أنها أدركت أنّ “فكرة الاشتراك بصراعات كبرى تستنزف قوتها، ولكنها ربما تريد أن توجد بالوكالة، لذا تحاول إنشاء حلف عربي _إسرائيلي”.

ويضيف: “بدأت بوادر هذا الحلف من خلال نصب مضادات صواريخ إسرائيلية في بعض دول الخليج، ومحاولة إيجاد قيادة موحدة لتحالف مستقبلي، ولربما نجدها ترعى تحالفاً إقليمياً تقوده إسرائيل ضد إيران”.

ويرى “حوارات” أن “لا أحد في هذه اللحظة قادر على التصدي للخطر الإيراني، بدون تدخل الولايات المتحدة، لأن الأخيرة موجود في أربع دول رئيسية واستراتيجية على طول الخليج  العربي وهي (العراق، سوريا، اليمن، لبنان)، وتتحكم بشكل جزئي بالمضائق الدولية”.

ووصف الباحث وضع إيران في هذه الفترة بـ”أقوى لحظاتها تاريخياً”، لذا تريد أن تفرض شروطها على العالم، عبر الإقرار بموقعها الإقليمي وسيادتها، وبرنامجها النووي والصاروخي، وقواتها العابر على الحدود كالحرس الثوري وفيلق القدس، التي أوقفت توقيع الملف النووي، لتضغط على أميركا لإزالتهما عن لوائح “الإرهاب”.

وما يزيد من نفوذ إيران، أن “روسيا بحاجة لوسيط تصدر منه منتجاتها إلى قارة آسيا، ولعبت إيران هذا الدور، فقط لتظهر قوتها للعالم، غير آبهة بالرأي العالمي ولا بالوضع الداخلي المتزعزع لها، فهي تعرضت للعقوبات وعرفت كيف تتحايل عليها”، وفق ما أفاد “حوارات”.

ولفت الباحث النظر، إلى أنّ إيران تدرك حاجة الغرب لها، لسببين رئيسيين هما “محاولة قطع طريق العبور الروسي_ الصيني، والآخر أنه في حال ضخت إيران الآن الثلاثة ونصف مليون برميل يومياً، كانت ستهدئ الأسواق العالمية، إلا أنها اختارت الوقوف ضد الغرب”.

إعداد وتحرير: رهف يوسف