السويداء عطشى وتقنين المياه يحرم سكان حلب من صيف مريح

حلب/ السويداء – نورث برس

تستعين عبير اليوسف (45 عاماً)، بعد أن انتقلت إلى منزلها الجديد في حي الحمدانية بحلب، بمياه الصهاريج لتعبئة خزان منزلها بعد تأخر وصول الضخ.

وتقول “اليوسف” لنورث برس، إنَّ وصول المياه أصبح غاية في الصعوبة مع دخول فصل الصيف بسبب البرنامج التقنين الجديد.

وبداية الشهر الجاري، أعلنت مؤسسة المياه في حلب، عن برنامج صيفي لضخ المياه وصل إلى 18 ساعة قطع، ما أثرَ على تغذية المناطق في الجهة الغربية والجنوبية للمدينة ذات المستوى الُمرتفع.

وتعاني الأحياء الغربية والجنوبية في مدينة حلب بشكل دائم في فصل الصيف من تقنين حاد في المياه نتيجة ضعف الضخ تجاهها وحاجة الخزانات إلى تجميع المياه لأيام ثم ضخها من جديد، حسب سكان التقت بهم نورث برس.

وتصف السيدة الأربعينية، تمديد القطع من المؤسسة بـ”الكارثة”، كون مياه الآبار غير صالحة للشرب ما سيكلفها ثمن مياه معدنية للشرب، “هي الأخرى لم تعد متوفرة في الأسواق مع ارتفاع الحرارة”.

أما رضوان عبد الغني (25 عاماً) وهو من سكان حي صلاح الدين، يقول: “فصل الصيف متعب مع قلة الاستحمام وبرنامج التقنين الجديد فيه ظلم وعدم تحمل مسؤولية تجاه السكان”.

ويضيف: “كل ثلاثة أيام تصل المياه إلينا مرة واحد والكل يسعى للتعبئة في آنٍ واحد، وغياب الكهرباء خلق إشكالاً مع وجود أصحاب المولدات لعدم منح الجميع كهرباء إضافية لعمل مضخات المياه نحو المنازل في الأبنية”.

ولا يقتصر الأمر على حلب، إذ تعيش محافظة السويداء جنوبي سوريا أزمة مياه كبيرة رغم  تربعها على مخزون كافٍ من الآبار الجوفية يُقدر عددها حوالي 250بئراً عاملة، أهمها آبار الثعلة غرب المحافظة، وخازمة من الجنوب، وآبار الدياثة في الشرق.

ويقول شادي نعيم (35عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة السويداء، لنورث برس: “يتكرر مشهد أزمة المياه في المدينة  كلَّ عام، ما يضطر السكان لشراء صهاريج المياه بسعر يتراوح بين 30 – 50 ألف ليرة حسب كُلّ المنطقة”.

وفي ظل الوضع الاقتصادي المتدهور والرواتب التي لا تتجاوز 150ألف للموظف، وقلة الموارد الاقتصادية ومواسم الزراعة السيئة، “يقف المواطن عاجزاً عن تأمن حتى مياه الشرب لأسرته”، على حد وصف “نعيم”.   

ويتساءل الرجل الثلاثيني، “ألم تستوعب الحكومة منذ سنين أنَّ المشكلة هي نفسها وسط تجاهلها المتعمد لمعالجتها”.

ويضيف: “اعتماد السويداء على الآبار الجوفية يحتاج لكهرباء لجر المياه من عمق الأرض، ومع وجود واقع  الكهرباء المزري وجهد كهربائي ضعيف بمعدل ساعة ونص إنارة لا يكفي لتشغيل براد فكيف الحال بتشغيل المئات من الآبار التي تتعرض غطاساتها للسرقة بمناقصات الإصلاح من قبل المسؤولين”.

وتقول سلمى الأباظة (40عاماً) وهو اسم مستعار لسيدة من قرية نمرة في الريف الشّرقيّ للسويداء، إنَّ الحصول على الماء “أصبح نوعاً من الرفاهية في بلدنا”.

وتضيف لنورث برس: “منذ أيام توعدَ شبان القرية بالتصعيد إذا لم يتم تأمين المياه، وفي اليوم التالي وصلت المياه للقرية بحجة نقص المحروقات والكهرباء. لا تُحل الأمور إلا إذا فكر الشارع بالمطالبة بحقوقه”.

ويقول حسن بشير (44عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان قرية ذيبين جنوبي السويداء، “منذ سنتين الوعود قائمة لإصلاح البئر الشمالي للقرية ولغاية الآن لم يتم إصلاحه”.

ويشير إلى أن “المواطن أصبحَ يدفع ثمن كأس الماء الذي يشربه رغم أن مخزون مياهنا الجوفية كافٍ”.

ويرى أن “الفساد الحكومي وإعادة تدوير المشكلة بين وزارتي الكهرباء والمياه يدفع ثمنه المواطن. الأفضل والمفترض أن تفكر الحكومة بتأمين الطاقة البديلة للآبار من أن تهدر المال بالفساد”.

إعداد: رافي حسن/ رزان زين الدين  – تحرير: سلمان الحربيّ