نازحون في مخيم عشوائي بالسويداء يواجهون ظروفاً قاسية
السويداء- نورث برس
في مخيم عشوائي غرب مدينة السويداء على طريق قرية الثعلة، جنوبي سوريا، يعيش نازحون من خارج المحافظة بلا كهرباء ومياه وشبكة صرف صحي ومدرسة.
وضمن خيم مصنوعة، مغطاة بشوادر لا تمنع الحر أو البرد والمطر، يعتمد النازحون على وسائل الإضاءة القديمة كالكاز والشموع، إضافة للبطاريات التي يقومون بشحنها في المناطق التي يعملون بها خارج المخيم.
وتأسس المخيم عام 2013 ويأوي نازحين من مناطق دير الزور وريفي حلب وحمص ويقدر عددهم بحوالي ألف نسمة موزعين على150 خيمة، بحسب ساكنيه.
وقال أبو محمد (57 عاماً) وهو نازح من دير الزور، ورب أسرة مكونة من ثمانية أفراد إنهم طالبوا مديرية الكهرباء في المحافظة بتمديد كهرباء إلى المنطقة التي يسكنون فيها، “ولكن لا يوجد أي استجابة حتى الآن”.
وأشار الرجل الخمسيني الذي يسكن في المخيم منذ عام 2016، إلى أنهم سحبوا خطوط كهرباء من الشبكة بشكل غير رسمي، لتقوم دورية من طوارئ الكهرباء وأخرى أمنية بفصل الخطوط وتهديدهم بالاعتقال في حال تكرر الأمر.
ومع عدم وجود تمديدات لمياه الشرب والصرف الصحي، يعتمد النازحون على خزان صغير واحد يملؤونه على حسابهم، كانت قد وضعته إحدى المنظمات في وقت سابق.
كما يضطرون في أحيان كثيرة لنقل المياه من الآبار في قرية الثعلة التي تبعد عنهم أكثر من سبعة كيلومترات أو من مدينة السويداء التي تبعد حوالي أربعة كيلومترات عن مخيمهم.

وتحيط بالخيم، معامل للرخام والبلوك والبلاط والحديد الصناعي، إضافة لمراكز بيع الرمل والحصاة والإسمنت، وتعد تلك المنشآت مصدر رزق لغالبية نازحي المخيم.
ولكن تلك المعامل ينتج عنها أدخنة وغبار، تعرض سكان المخيم لخطر الإصابة بالأمراض.
وقالت طبيبة أطفال تعمل في مشفى خاص في مدينة السويداء، إن الغبار والأدخنة المتصاعدة من تلك الورش والمعامل تسبب ضرراً كبيراً على الجهاز التنفسي للإنسان وخاصة الأطفال.
وأشارت إلى أن تلك الأدخنة تؤدي لأمراض الربو والحساسية المزمنة وضيق التنفس وأمراض عينية مثل التهاب ملتحمة العين وأخرى جلدية وداخلية بشكل عام.
وتعد مشكلة كتم قيود الأطفال من أكبر مشاكل هذا المخيم، فالكثير من الأطفال بدون قيود وبدون تعليم، ويبلغ بعضهم الثانية عشر ولم يذهب إلى المدرسة حتى الآن.
وقالت زليخة بكور (26 عاماً) وهي نازحة تسكن في المخيم منذ عام2016 إنها لا تملك أي أوراق ثبوتية باستثناء البطاقة الشخصية لزوجها.
ولم تتمكن “بكور” حتى الآن من تسجيل أطفالها الخمسة في السجلات الرسمية ولا إصدار عقد زواج بدل ضائع، “كوننا لا نملك سند إقامة، حيث رفضت البلدية والجهات المسؤولة منحنا أي وثيقة رسمية بحجة أن المخيم غير رسمي”.
وأشارت إلى أن البلدية اقترحت عليهم الانتقال إلى مخيم في بلدة رساس بريف السويداء الجنوبي، الذي يعتبر المخيم الرسمي الوحيد في المحافظة، لكنها لم تتمكن من ذلك وخاصة أن زوجها يعمل في أحد المعامل المجاورة.
وتحسرت على حال أطفالها ويبلغ أكبرهم ثمانية أعوام لعدم ارتيادهم المدرسة، في ظل مخاوفها من إرسالهم إلى مدرسة قرية الثعلة أو مدينة السويداء بسبب بعد المسافة، إضافة لعدم امتلاكها أي أوراق ثبوتية خاصة بأطفالها.
كما تلعب الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم التمكن من تحمل مصاريف المدارس والمواصلات، دوراً آخر في امتناع جميع العائلات في المخيم عن إرسال أطفالها إلى المدارس.
وتعتمد العائلات على الحطب لإعداد طعامها، فيما كان معظم الأطفال بلا أحذية أثناء تجولهم بين الخيم.

وبحسب نازحين فإن مسؤولين في مديرية التربية والبلدية بالسويداء أخبروهم بعدما طالبوهم بإنشاء مدرسة، بعدم إمكانية بناء مدرسة أو مستوصف أو أي بناء خدمي في المخيم، لأنه خارج الخطة التي وضعت لتخديم المحافظة وبأن الاستثناء يأتي بقرار من مجلس الوزراء.