أوضاع إنسانية صعبة داخل مخيم الهول وانتقادات لاذعة للمنظمات الإنسانية لتقاعسها

مخيم الهول – دلسوز يوسف – NPA
يواجه قاطنو مخيم الهول شرقي الحسكة، شمال شرقي سوريا، صراعاً للبقاء على قيد الحياة في ظل تدني الظروف الإنسانية فيه؛ في ظل افتقارهم لأبسط المقومات، وسط  تقاعس المنظمات الإنسانية في القيام بدورها بالشكل المطلوب.
ويعمل ضمن المخيم ما يقارب /10/ منظمات وجمعيات إغاثية دولية إلى جانب عدة منظمات محلية لتقديم الخدمات، إلا أن مساعداتها لا تسد حاجات قاطنيه نظراً للأعداد الهائلة الموجودة.
وما يلفت الانتباه لدى الدخول إلى المخيم وقوف الآلاف من قاطنيه على شكل طوابير أو تجمعات أمام مراكز المنظمات الإغاثية، للحصول على سلال غذائية في ظل معاناتهم من نقص في المواد الأساسية كـ”الخيم والطعام والشراب وأغطية النوم”.
وحسب الإحصائيات يضم المخيم نحو/62/ ألف لاجئ ونازح من العراقيين والسوريين، إلى جانب الآلاف من عوائل وزوجات عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين خصص لهم قطاع خاص.

معاناة 

يقول عمار الصعب، أحد قاطني المخيم من مدينة الميادين شرقي دير الزور لـ”نورث برس”، بأنه عاطل عن العمل منذ فترة، الأمر الذي يدفعه لبيع السلال الغذائية التي يحصل عليها من المنظمات ليتمكن من إعالة أسرته.
مضيفاً “الوضع مزرٍ في المخيم، نعاني من نقص في المياه والخبز، فمنذ مجيئنا إلى المخيم لا نأكل سوى المجدرة والبرغل والرز صباح مساء”.
مشتتين في الشارع

بينما تشتكي مريم العبدالله لاجئة من مدينة قائم العراقية، من أن خيمتها احترقت قبل أربعة أيام وإلى الآن لم يقدم لها أحد المساعدة، وأن أطفالها مشتتون إما في الشارع أو عند الجيران.
 وتتابع بلهجتها العراقية “المنظمات متقاعسة كل يوم يقولون سوف نسلمك الخيمة، لكن عندما آتي إليهم يقولون لا توجد خيم، الآن أنا وأطفالي في الشارع”.
بدورها تقول عفراء رافي، أيضاً لاجئة من العراق، لـ”نورث برس” إن المنظمات قامت بتسليمها مروحة هوائية للتبريد؛ لكن لا يوجد لديها كهرباء لشحنها، وتضيف “أطفالنا قتلتهم الحرارة، معاناة بكل شيء، حتى الأدوية التي نحتاجها غير موجودة بسبب الفقر وقلة المنظمات”.
وبحسب إدارة مخيم الهول الذي تديره الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرقي سوريا، فإنهم قاموا بتسجيل عدة حالات حرق للخيم مؤخراً لكن دون تقديم المساعدة لهم من قبل المنظمات حتى الآن.
تقاعس المنظمات

يقول شعبان عبد الحميد رئيس مجلس النازحين السوريين ضمن مخيم الهول، في حديثه لـ”نورث برس”، إن المخيم بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني ضمن سوق المخيم، مشيراً إلى أن أبرز المشاكل التي يعانيها سكان المخيم هي الماء بالإضافة إلى انسداد مجاري الصرف الصحي دون إيجاد حلول لها.
متابعاً حديثه “المنظمات تتقاعس في أعمالها بشكل كبير؛ كما أن المنظمات تقدم نفس الأطعمة منذ تواجدهم هنا، وهي الرز والمجدرة دون سواها”.
لافتاً إلى أن “أغلبية النازحين لا يوجد معهم ليرة واحدة ليصرف على أسرته، فمعظم النازحين يعانون من أمراض؛ لكن بسبب الوضع المعيشي المتردي لا يمكنهم تلقي العلاج خارج المخيم”.
وأوضح عبدالحميد، بأنهم يتواصلون مع المنظمات مراراً لكن دون جدوى، “المنظمات ليست شاطرة سوى بالأقوال إنما الأفعال على الأرض لا يوجد شيء”.
ويبين رئيس المجلس، بأن نسبة البطالة كبيرة ضمن المخيم؛ فـ”يوجد في المخيم الكثير من الأيدي العاملة وذو كفاءات وخبرات، لكن المنظمات تقوم بجلب العمال من الخارج، لماذا لا يتم تشغيل الموجودين داخل المخيم لتحسين أمور الناس هنا”.
المنظمات ترفض التعليق

واستجابة لشكاوي سكان المخيم، حاولت “نورث برس” التواصل مع العديد من المنظمات الإنسانية العاملة ضمن مخيم الهول للرد على الانتقادات الموجهة لهم، لكن مسؤوليها رفضوا التعليق على تلك الشكاوى بحجة “عدم وجود موافقة من قبل إدارتهم للحديث”.
يذكر أن تأسيس مخيم الهول يعود إلى عام 1991 أثناء حرب الخليج، حيث أنشأت المفوضية العليا للاجئين، مخيماً للاجئين العراقيين، جنوبي البلدة وتم تشغيله بالاتفاق مع الحكومة السورية حينها, وفي أعقاب حرب العراق2003 أعيد افتتاح المخيم من جديد.
وبعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي على المنطقة قامت بإعادة تأهيله من جديد، وفي نيسان/أبريل عام 2016 عاد مخيم الهول ليفتح أبوابه أمام كافة اللاجئين وخاصة العراقيين منهم.