سياسيون: التهديدات التركية جدية والدولة السورية ستتصدى لأي احتلال دولي

دمشق- نورث برس

يجمع متابعون ومعنيون بالشأن السياسي على جدية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول شن بلاده لعملية عسكرية شمالي سوريا، على أنها جدية كونها نابعة من مخطط وطمع تركي قديم في الشمال السوري.

ومطلع هذا الشهر،  جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ، نية بلاده شن عملية عسكرية جديدة، “للرد على الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي”، وحدد أردوغان تل رفعت ومنبج هدفاً للعملية.

ويرى عمر رحمون عضو “لجنة المصالحة في سوريا”، أن التهديدات التركية لشمالي سوريا، “حقيقية وواقعية وهي قائمة على أسباب وظروف”.

وأضاف “رحمون” لنورث برس، أن “هذه التهديدات مبنية على مخطط تركي قديم وأطماع قديمة منذ أن تم تفكيك الدولة العثمانية في القرن الماضي عام 1908–1922”.

وأشار إلى أن الطمع التركي بالمحافظات الشمالية السورية موجود، وهي تنتظر الظرف الدولي والإقليمي المناسب لضم هذه المناطق لأراضيها.

وهناك الكثير من الإشاعات حول تأجيل العملية حيث تقول بعضها إنها تأجلت إلى موعد غير محدد، وأخرى تقول إنها تأجلت إلى ما بعد عيد الأضحى، بحسب “رحمون”.

دور الحكومة

وأضاف “رحمون”: “يعلم الجميع أن سوريا اليوم، ليست سوريا 2011 أو سوريا 1998 أثناء توقيع اتفاق أضنة”.

وأعربت الحكومة السورية في أكثر من تصريح على لسان مسؤولين فيها عن رفضها لأي اعتداء على أراضيها سواء كان تركي أو إسرائيلي.

وتلك التصريحات تعبر عن موقف سوريا الرسمي بأنها “ضد هذا التدخل وأنها ستقدم كل ما في وسعها لمنع الاحتلال التركي، سواء عبر المقاومة الشعبية أو عبر ما سيقدمه الجيش السوري”، بحسب عضو لجنة المصالحة.

وأضاف “رحمون”: “لكن المسألة لا تتعلق بالدولة السورية فقط بل تتعلق  بقسد التي تسيطر على المنطقة كقوة عسكرية، وهي لا تملك السلاح لمواجهة العدوان التركي بمفردها”.

وقال عمر رحمون عضو “لجنة المصالحة في سوريا”،  من واجب الدولة والحكومة أن تدافع عن كامل التراب “ولكن هذه المنطقة غير واقعة تحت سيطرة الحكومة، وإذا أردنا أن لا تحتل تركيا هذه المنطقة فعلى قسد أن تسلمها للدولة”.

تهديدات لا أخلاقية

ويرى محمد اللحام هو اسم مستعار لباحث سياسي في محافظة حماة، أن “تركيا تتحرك بهامش معين، وتتمتع بمهارة مراوغة في الهامش المعطى لها، ولكن هناك خطوط مرسومة لها من الدول الفاعلة لا يمكنه تخطيها”.

وأضاف “اللحام ” لنورث برس،  أن “الروس أكدوا أنهم لن يساوموا على السيادة السورية، والأميركي يتخبط دولياً والرسائل السورية الدبلوماسية أعطت تصريحاً واضحاً أنهم سيتصدون لأي احتلال دولي والدليل التعزيزات الضخمة للجيش”.

ويرى أنه “في السياسة، قرار استخدام القوة يحكمه القرار السياسي وهو هنا دخل غرفة الموت السريري التركي”.

ووفقاً لمبادئ القانون الدولي، “لا يجوز التهديد باستعمال القوة في النزاعات الدولية، والاعتداء والتهديد بالعدوان هو بكل المقاييس بالتشريع الإسلامي، هو تهديد أقل ما يوصف باللاأخلاقي”، بحسب “اللحام”.

إعداد : إحسان محمد- تحرير: قيس العبد الله