حوادث السير في إدلب تحصد أرواح سكان فيها

إدلب نورث برس

لا تزال زوجة وطفل مصطفى الأبرش (30 عاماً)، وهو من سكان بلدة حزانو  شمالي إدلب، في العناية المركزة في مشفى باب الهوى، نظراً لخطورة حالتهما، فيما أصيب هو بكسور في قدميه ويديه إثر تعرضهم لحادث سير مطلع الاسبوع الفائت.

وحدث ذلك عندما كان الرجل الثلاثيني عائداً برفقة عائلته من منزل أحد أقاربه في مدينة معرة مصرين، حيث اصطدمت سيارة بدراجتهم النارية على الطريق الواصل بين مدينة إدلب ومعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بالقرب من بلدة حزانو.

ويشير “الأبرش” إلى أن صاحب السيارة لاذ بالفرار على الرغم من وجود العديد من دوريات الشرطة في المنطقة.

وتشهد إدلب ارتفاعاً ملحوظاً في حوادث المرور ولا سيما بريفها الشمالي، فتتسبب بفقدان أشخاصاً لحياتهم، إضافة لأضرار في السيارات.

وفي الثالث عشر من الشهر الجاري، شهدت أرياف إدلب نحو 17 حادثاً مرورياً في مناطق مختلفة، حيث تسببت بوفاة خمسة أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين بينهم نساء وأطفال.

كما وقعت حوادث على الطريق الواصل بين مدينتي الدانا وسرمدا شمال إدلب، إضافةً إلى حوادث متفرقة في مناطق حارم ومعرة مصرين.

وبحسب إحصائيات حصلت عليها نورث برس من منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) العاملة في المنطقة، حدث أكثر من 555 حادث سير منذ بداية العام الجاري وحتى منتصف الشهر الجاري في شمال غربي سوريا.

وأدت تلك الحوادث إلى وفاة أكثر من 22 شخصاً بينهم نساء وأطفال، فيما تم إسعاف أكثر من 560 شخصاً إلى النقاط الطبية والمشافي، بحسب المنظمة.

وتُشير تلك الإحصائيات إلى أن 80 حادث منها كان منذ بداية هذا الشهر، قد تسبب بفقدان سبعة أشخاص وإصابة 92 آخرين.

الأسباب

ويرى زاهر الرجب (35 عاماً) وهو ناشط مدني في إدلب، أن عدم توفر نظام خاص بالسير أو قوانين خاصة، إضافة لعدم وجود عقوبات أو غرامات إلزامية رادعة، زاد من وقوع الحوادث.

ولا توجد قوانين للسير تحدد السرعة المسموح بها داخل المدن والمناطق المفتوحة، إضافة لضعف البنية التحتية، إذ أن غالبية الطرق داخل المدن وخارجها وحتى الطرق الدولية غير مهيأة لأعداد السيارات التي تعبرها، بحسب “الرجب”.

بالإضافة إلى قلة وجود الشاخصات المرورية التحذيرية أو التوجيهية، الأمر الذي يساهم في السير العشوائي ووقوع الحادث المروري بسبب السرعة، بالإضافة إلى أن غالبية الطرق هي ذات مسلك واحد مزدحم، وفقاً لما يقوله الناشط لنورث برس.

وسهولة امتلاك دراجة نارية أو استيراد السيارات الأوروبية، نظراً لرخص أسعارها، كان سبباً في ضيق المنطقة الجغرافية التي باتت لا تستوعب الكم الهائل لهذه المركبات.

ويشير الناشط المدني إلى أن المدارس الخاصة بتعليم القيادة غير إلزامية ويرتادها عدد قليل ومحدود جداً من الناس لتعلم القيادة أو الحصول على رخصة قيادة كونها إلزامية للعمل في الجهات الرسمية أو المنظمات.

ويرى الناشط أن التوزيع غير المنظّم لشرطة المرور له دور في وقوع الحوادث، حيث يتركز وجودهم داخل المدن والعقد المرورية في حين يندر وجودهم على الطرق السريعة.

“لا اشارة مرور”

ومطلع الشهر الماضي، فقد أيهم الحسن (45 عاماً) وهو من سكان مدينة سرمدا شمال إدلب، طفله ناصر البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً في حادث مروري أثناء محاولته عبور الطريق الواصل بين مدينتي الدانا وسرمدا.

ويقول الأب، إن طفله أصيب بجروح بليغة أثناء تعرضه للحادث وفقد الحياة قبل وصوله إلى المشفى.

ويعتبر الطريق الواصل بين الدانا وسرمدا من أكثر الطرق خطورة نظراً للكثافة السكانية العالية بالقرب منه، حيث تحوي المنطقة أكثر من مليون شخص معظمهم من النازحين في المخيمات المجاورة.

وتحدث معظم الحوادث أثناء محاولة السكان العبور إلى الجهة المقابلة أمام السيارات، وسط افتقار الطرق لجسور مشاة وإشارات مرور.

وبحسب سكان، يقوم بعض الأطفال الذين يقودون الدراجات النارية بحركات “بهلوانية متهورة”، كالقيادة على عجلة واحدة على طرق رئيسية مزدحمة، ما يعرضهم  لمخاطر كبيرة وحوادث على تلك الطرقات.

ويضيف “الحسن” المفجوع على طفله، “لا زلت حتى اليوم أنتظر دخول ناصر من الباب”.

إعداد: عمران خليل – تحرير: سوزدار محمد