نقص المحروقات يشل الحركة الصناعية في السويداء
السويداء- نورث برس
تؤثر مشكلة قلة المحروقات وعدم التوزيع الكامل لمستحقات المنشآت الصناعية في السويداء، سلباً على الإنتاج وتتسبب في شل حركة تلك المنشآت وخاصة أنها تعتمد بالدرجة الأولى على الوقود في الإنتاج والتسويق والنقل.
ومنذ مطلع عام 2021، تعاني المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية من أزمة المحروقات وأدى تخفيض مخصصات المعامل والورش الصناعية ورفع أسعار المحروقات إلى توقف بعضها عن العمل .
ويفكر ممدوح أبو عساف وهو صاحب معمل ألبان وأجبان جبل الشيخ، بإغلاق معمله في السويداء بسبب عدم حصوله على كامل مخصصاته من الغاز.
ويقول “أبو عساف” إن مخصصات معمله تبلغ 24 جرة غاز في الشهر، بينما يستلم منها ستة فقط.
ويضيف “لم يعد باستطاعتنا الاعتماد على شراء الغاز بأسعار مضاعفة من السوق السوداء”.
ويزيد على ذلك بلهجته المحلية، “أصحاب المعامل بدها تهج من البلد”.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن نقص كمية المحروقات في البلاد، يتوفر الغاز والبنزين والمازوت بكثرة في السوق السوداء ولكن بأسعار مضاعفة.
ويصل سعر جرة الغاز لأكثر من 120 ألف ليرة سورية في السوق السوداء، بينما يباع ليتر المازوت بسبعة آلاف ليرة، ويصل ليتر البنزين إلى حوالي تسعة آلاف ليرة.
“تنافي الواقع”
وقبل أيام قالت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، إنَّ ناقلات نفط وصلت إلى ميناء بانياس مع بدء تفعيل الخط الائتماني السوري الإيراني.
وأضافت أنَّ “عمل الخط بدأ مع وصول الناقلات بشكل طبيعي وعلى جداول زمنية محددة وبذلك تكون أزمة النفط في سوريا بدأت بالانحسار”، وفقاً للصحيفة.
ولكن أشخاصاً تعتمد طبيعة أعمالهم على المحروقات يرون أن الانفراجات التي تتحدث عنها الحكومة، ” تنافي” الواقع الفعلي في المجالات الصناعية التي تعتمد على مادة المازوت في دوران الآلات ولا سيما المشاغل الصغيرة منها.
ويبلغ عدد المنشآت الصناعية والحرفية العاملة في السويداء نحو 4889 منشأة، بحسب ما نشره الموقع الرسمي لرئاسة الوزراء في الجمهورية العربية السورية نقلاً عن مديرة صناعة السويداء شذى شقير في وقت سابق.
ومع ازدياد تقنين الكهرباء وارتفاع سعر البنزين في السوق السوداء وعدم حصوله على مخصصاته من المادة، اضطر حسام نصر (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لصاحب منشرة في مدينة السويداء، بداية العام الماضي، لترك ورشته القريبة من منزله، واستئجار محل في المنطقة الصناعية.
ويقول الرجل الأربعيني إنه مخصصاته من البنزين تتراوح ما بين 1500 إلى4000 ليتر شهرياً بحسب استطاعة المشغل، “ولكن لا يتم توزيعها”.
هذا الأمر دفع به لنقل ورشته إلى المنطقة الصناعية حيث تتوفر الكهرباء حتى الساعة الرابعة عصراً.
“ارتفاع تكلفة الإنتاج”
ويشير “نصر” إلى أن زيادة تكاليف الإنتاج تُضاف إلى قيمة البضاعة وتتسبب بتضاعف أسعارها وخاصة أن أجار محله يبلغ 600 ألف ليرة سورية شهرياً، إضافة إلى تكاليف شحن المواد من الميناء عن طريق الشاحنات التي تحتاج إلى الوقود.
ويشير إلى أن متر خشب الزان في الميناء يبلغ سعره مليون ليرة سورية، ويباع بثلاثة ملايين وأربعمائة ألف ليرة سورية في السويداء، بسبب ارتفاع سعر المحروقات في السوق السوداء.
وحالياً، يعمل الرجل وحيداً في ورشته بعد أن صرف عماله الخمسة، نظراً لارتفاع تكلفة الإنتاج وقلة الطلب.

ولا تختلف حال بعض الورش الصناعية عن حاله فقد أُغلق عدد منها، وتقلص عمل أخرى بسبب المحروقات.
ويعتمد أحمد الخطيب (50 عاماً) وهو اسم مستعار لصاحب مصنع للمواد الغذائية في مدينة شهبا، شمالي السويداء، اعتماداً كلياً على مادة المازوت في إنتاج دبس العنب ودبس التفاح والرمان.
ويقول إن مخصصاته من المازوت تتراوح ما بين 500 إلى 2000 ليتر اسبوعياً، “ولكن في بعض الأوقات لا يتم توزيع سوى ربع الكمية، فيضطر لشرائها من السوق الحرة”.
ويشير “الخطيب” إلى أن توقف منشآت صناعية عن تصنيع المنتجات الزراعية كالدبس والزبيب بسبب المحروقات، يحرم السكان من الاستفادة من القيمة المضافة الناجمة عن تلك المشاريع، ما يضطرهم لبيع منتجاتهم من التفاح والعنب إلى التجار “بأسعار بخسة”.