ازدياد عمليات السلب والسرقة في درعا واتهامات تطال عناصر في القوات الحكومية
درعا- نورث برس
تشهد محافظة درعا، جنوبي سوريا، منذ أشهر ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات سلب ينفذها مسلحون مجهولون، وتتركز معظمها في الريف الشرقي للمحافظة.
ولا يستبعد سكان في درعا وجود عناصر في القوات الحكومية تقف وراء تلك العمليات وخاصة أن العديد منها حدث بالقرب من نقاط عسكرية حكومية تنتشر بشكل كبير في ريف درعا الشرقي.
وقبل نحو اسبوعين، تعرض سعيد الطويرش (47 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان ريف درعا الشرقي لعملية سرقة من قبل مسلحين مجهولين على الطريق الواصل بين بلدتي الجيزة والمسيفرة بريف درعا الشرقي.
ويقول الرجل الأربعيني الذي يعمل في تجارة الأراضي، إنه كان عائداً ليلاً إلى منزله في ساعة متأخرة ، حيث اعترض ثلاثة أشخاص مسلحين طريقه وتم تهديده بالقتل مقابل إعطائهم كل ما يحمل من أموال وأجهزة الكترونية.
ولسوء حظ “الطويرش”، كان بحوزته عشرة ملايين ليرة سورية، إضافة إلى هاتفه النقال، حيث تم سرقتهم، وفقاً لما يرويه لنورث برس.

ويشير إلى أن المسلحين لاذوا بالفرار بواسطة دراجة نارية كانوا يستقلونها.
ونظراً لتزايد تلك الحالات، يقول قاسم العرابي (53 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد وجهاء ريف درعا الشرقي، إن وجهاء المنطقة شكلوا وفداً للذهاب إلى ضباط القوات الحكومية المتواجدة على الحواجز العسكرية في المنطقة بهدف إيجاد حل لهذه المشكلة.
ويشير إلى أن الوفد طالب بتسيير دوريات عسكرية ليلاً على الطرقات الواصلة بين مدن وبلدات الريف الشرقي من درعا، حيث تشهد العدد الأكبر من عمليات السلب مقارنة مع الريف الغربي والمدينة.
لكن الطلب قوبل بالرفض، “بحجة خوفهم على عناصرهم من الاستهداف على يد مجهولين أثناء تواجدهم على الطرقات”، بحسب قوله.
ويدرس حالياً وجهاء في ريف درعا الشرقي ، خطة لتسيير دوريات محلية تضم شباناً من مدن وبلدات المنطقة لتأمين الحماية للطرقات، وفقاً لما أفاد به “العرابي” لنورث برس.
ويشدد الخمسيني على ضرورة عدم التنقل بين المدن والبلدات في ساعات متأخرة من الليل إلا في حالات الضرورة القصوى.
وقبل أيام، نشر ناصر أبو نقطة، وهو أحد أطباء القلبية في درعا عبر صفحته الشخصية على موقع “الفيس بوك” منشوراً أشار فيه إلى تعرضه للنهب والسرقة من قبل مجهولين أثناء عودته من بلدة الغارية الشرقية بريف درعا الشرقي إلى مدينة درعا.
وذكر الطبيب وهو من مدينة طفس بريف درعا الغربي ويسكن في مدينة درعا منذ عدة سنوات، في منشوره إنه تم سرقة سيارته من طراز “كيا ريو” فضية اللون، وكل ما معه من مال وأغراض شخصية ومن بينها جواله النقال.
ويربط نايف العمران (35 عاماً) وهو اسم مستعار، من سكان مدينة درعا، ازدياد عمليات السلب بانتشار المواد المخدرة في المحافظة.
ويشير أن حاجة الشبان للمال لشراء المواد المخدرة يدفعهم للقيام بالسرقة والسلب وهذا ” ينذر بخطر كبير قد يواجه أهالي المحافظة في الأيام المقبلة”.
ويشدد “العمران” على ضرورة قيام حملات لوضع حدّ لكل من يروج للمخدرات التي أصبحت ” تشكل خطراً كبيراً قد تتحمل المحافظة عواقبه خلال فترة ليست بالبعيدة”.
ويرى أن حملات التوعية من قبل الشخصيات الفاعلة بالمجتمع في درعا من أطباء ووجهاء وشيوخ يجب أن لا تتوقف وعليهم تكثيفها.