نازحون في مخيم بمنبج يخشون رحلة نزوح أخرى بسبب التهديدات التركية

منبج – نورث برس 

يتخوف علي شعبان (62 عاماً) وهو نازح يسكن في مخيم منبج الشرقي الجديد، شمالي سوريا، من عواقب التهديدات التركية وعيش تجربة نزوح أخرى بعد رحلة نزوح عانى منها رفقة عائلته لأكثر من عشرة مرات لحين استقر به المقام في منبج.

نزح الستيني منذ نحو خمس سنوات رفقة عائلته المؤلفة من ثمانية أشخاص، من مدينته مسكنة بريف حلب الشرقي، حيث تنقل بين عدة قرى بريف حلب الشمالي، لينتهي به المطاف في مخيم منبج الشرقي.

يقول النازح لنورث برس بلهجته المحلية: “يلي فينا كافينا، ما بدنا نرجع ننزح مرة ثانية”.

وبداية هذا الشهر، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نية بلاده شن عملية عسكرية جديدة “للرد على الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي”، وحدد أردوغان تل رفعت ومنبج هدفاً للعملية.

ومنذ عام 2017، نزح غالبية سكان منطقتي مسكنة ودير حافر الواقعتين بريف حلب الشرقي والجنوبي الشرقي بعد سيطرة قوات الحكومة السورية عليها، على خلفية معارك خاضتاها لطرد تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” منها.

وفي الخامس عشر من آذار/ مارس عام 2018،  أُنشأ مخيم منبج الشرقي الجديد في قرية الرّسم الأخضر، 10 كيلومتر جنوب شرقي مركز مدينة منبج.

ويتخوف نازحون في مخيمات منبج من تكرار سيناريو النزوح مرة أخرى والعيش تحت وطأة الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، عقب التهديدات التركية على المنطقة بشن عملية عسكرية على مناطق في الشمال السوري.

وأمام هذا الحال ورغم وجود “نواقص كثيرة في المخيم والحاجة الماسة لبعض المستلزمات المعيشية، إلا أن الأمر يبقى  أفضل من العيش مع القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها”، بحسب النازح الستيني.

ومنذ بداية التهديدات التركية، أصبحت ذكريات النزوح السابقة تراود مخيلة جميع النازحين بسبب التخوف من رحلة نزوح أخرى هرباً من الانتهاكات التي سترتكبها الفصائل المسلحة في حال خضعت المنطقة لسيطرتها، بحسب وصف نازحين في المخيم الآنف الذكر.

ويحمّل “شعبان”، الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مسؤولية حماية النازحين في المنطقة من التهديدات التركية وهجومها المحتمل.

ويعيش في المخيم الشرقي الجديد 625 عائلة بعدد 3395 شخصاً من منطقتي مسكنة ودير حافر، فيما يضم المخيم الشرقي القديم  387 عائلة بعدد 1795 شخص.

 بينما يقطن في المخيمات العشوائية، 1935عائلة بعدد 9786 شخصاً من ذات المناطق، وفقاً لإدارة المخيمات في الإدارة المدنية في منبج.

وينتاب حسين العبيد (48 عاماً)، نازح من مدينة مسكنة، يعيش في مخيم منبج الشرقي الجديد، القلق والخوف من خسارة أحد أفراد عائلته وأقاربه من الأطفال والنساء وكبار في السن، في حال شنت تركيا عملية عسكرية على المنطقة يكون ضحيتها سكان المنطقة ونازحو المخيمات.

ويقول لنورث برس، إنه في حال بدأت تركيا بعملية عسكرية سيكون مصير النازحين مجهولاً لعدم وجود مكان آمن للاستقرار فيه، إضافة للمعاناة التي سيخضعون لها على خلفية هذه التهديدات وممارسات الفصائل المسلحة التي ستسيطر على المنطقة.

ويضيف أنه بعد حالة الاستقرار في المنطقة فإن جميع النازحين رافضين لهذه التدخلات في المنطقة والتوغل داخل الأراضي السورية، وسعي تركيا لخلق حالة الفوضى وزعزعة الأمن في مناطق شمالي سوريا.

وفي ذات المخيم، يقول ضياء الحسين (28 عاماً) وهو نازح من منطقة دير حافر، إن “التهديدات التركية للمنطقة تسعى لإثارة المشاكل وزعزعة الاستقرار بحجة إنشاء منطقة آمنة وحماية الأمن القومي التركي”.

ويرفض “الحسين” التهديدات التركي بشكل قاطع، “لا نرغب بالنزوح إلى أي مكان آخر أو البقاء تحت سيطرة الفصائل الإرهابية التي تقتل وتشرد وتسلب وتنهب السكان والنازحين”.

ويطالب هو الآخر الدول الفاعلة في الشأن السوري “باتخاذ موقف يفضي لإنهاء التهديدات وحماية النازحين من خطر التهجير وتعريض حياتهم للخطر”.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: عمار حيدر