مجدداً شركة لافارج.. غرفة انطلاق عمليات للتحالف الدولي في كوباني
الرقة – نورث برس
يتفاءل عبد الرحيم أحمد من سكان ناحية جلبية 40 كم جنوب كوباني شمال سوريا، بعودة التحالف الدولي إلى منطقته عند سماعه للمرة الثانية، منذ مقتل عبدالله قراداش زعيم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في شباط/فبراير الماضي، أزيز مروحيات التحالف الدولي وهي تهبط في شركة لافارج بالقرب من منزله.
وكان التحالف الدولي يتمركز في شركة لافارج الفرنسية للإسمنت بالقرب من كوباني والتي كانت تعتبر قاعدة التحالف الرئيسية في سوريا التي انسحب منها إبان غزو تركيا لمدينتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
وأمس الأربعاء، هبطت مروحيتان للتحالف الدولي في ساعة التاسعة في شركة لافارج وبعد أربع ساعة انطلقت المروحيات. وفقاً لأحمد.
وتداول ناشطون مدنيون شريط مصور يوضح طائرات التحالف الدولي أثناء انطلاقها من شركة من لافارج.
ومنذ ما يقارب شهر، تشهد تحركات ملحوظة لقوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في أطراف الشركة ويعتقد سكانٌ محليون أنهم يعملون على إنشاء “مطار حربي”.
وإبان انسحاب التحالف الدولي عام 2019، دخلت القوات الروسية والحكومة السورية إلى مناطق كوباني ومنبج وريف تل أبيض وسري كانيه، بالاتفاق مع “قسد” لوقف التوغل التركية.
وتمركزت القوات الروسية في أغلبية قواعد ونقاط العسكرية لقوات التحالف الأمر الذي اعتبره مسؤولون أميركيون آنذاك إنه “احتلال روسي لقواعد أميركية”.
بينما بقيت قاعدة التحالف الدولي في شركة لافارج تابعة لـ”قسد” فقط.
وكان انسحاب التحالف الدولي في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 من قواعده في كوباني وسري كانيه، صدمة لسكان المنطقة وخاصة فتح المجال للقوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة للتوغل في مدينتي سري كانيه وتل أبيض، ما تسبب بنزوح ما يقارب 300 ألف نسمة، وفقاً للتقارير أممية.
ويقول “أحمد”، أن ليلة الثاني والثالث من شباط/فبراير الماضي، “كانت مفرحة لسكان كوباني عندما هبطت ستة مروحيات للتحالف الدولي في قاعدة لافارج جنوب كوباني، للمرة الأولى بعد الانسحاب، في تفكير أن التحالف بدأ بالعودة إلى قواعده في مناطقهم”.
ومنذ انسحاب التحالف من مناطق في شمالي سوريا هذه هي المرة الثانية التي يعود إليها مروحياته لتنفيذ عمليات ضد عناصر “داعش” في منطقة سيطرة الفصائل المعارضة التابعة لتركيا، العملية الأولى استهدفت زعيم التنظيم عبدالله قراداش في إدلب والثاني استهدفت هاني أحمد الكردي والي الرقة في جرابلس.
ويبدي “أحمد” في حديثه مع نورث برس، ارتياحاً في استخدام التحالف الدولي شركة لافارج التي لا تبعد عن منزله سوى مئات الأمتار لانطلاق عمليات ضد “داعش”، بالتزامن مع التهديدات التركية لشن عملية عسكرية جديدة على مناطق شمالي سوريا.
وأمس الخميس، أعلن التحالف الدولي نجاح عملية تضمنت إلقاء القبض على قيادي بارز في تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة جرابلس شمال سوريا.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن المسؤولون أميركيون تعرفوا على المشتبه به على أنه “هاني أحمد الكردي” الذي يعرف أيضاً باسم “والي الرقة”.
والكشف عن هوية “الكردي” جاء بعد ساعات من تنفيذ قوات التحالف الدولي إنزالاً جوياً في ريف مدينة جرابلس، شمالي حلب.
وفي الثالث من شباط/فبراير الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن قواتهم نفذت في منطقة آطمة في إدلب قرب الحدود التركية، عملية إنزال جوي استهدفت زعيم التنظيم داعش عبدالله قراداش، وعلى بعد 24 كيلومتراً من مكان قتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في عملية مماثلة في السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2019.
وفي الأول من حزيران/يونيو الماضي، قال محمود كوباني وهو قيادي في مجلس كوباني العسكري المنضوي تحت راية “قسد”، لنورث برس، إن لديهم تنسيق دائم مع قوات التحالف الدولي للإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع تركيا.