أطفال في الرقة يستعدون لانطلاق مهرجانهم الفني “براعم الطفولة”
الرقة – نورث برس
بلهجة فراتية تؤدي جونيور الفريّج (12 عاماً) من أطفال مدينة الرقة، شمالي سوريا، دورها المسرحي لشخصية “أم هويش”، الامرأة الرقاوية التي تنتظر قدوم ابنها من الداخل السوري بعد أن أنهى دراسته الجامعية.
تبدو الطفلة سعيدةً وهي تكرر تقديم مشاهد دورها في المسرحية رغم الأخطاء التي ترتكبها في كل مرة، إلا أنها تريد تكرار الدور حتى إتقانه.
وتستمر في مركز الرقة للثقافة والفنون، الاستعدادات والتدريبات لمهرجان “براعم الطفولة” في عامه الثالث، والذي من المفترض أن يُقدم خلال تموز/ يوليو القادم كما جرت العادة في كل عام.

وقالت “الفريج”، إنها شاركت في المهرجان في أعوامه الثلاثة على التوالي، وإنها سعيدة لمشاركتها هذه وتتمنى لو أن بوسع كل أطفال الرقة المشاركة أو على الأقل حضور المهرجان.
وأضافت لنورث برس، أنها ترغب في تحفيز الأطفال على تحقيق أحلامهم، “داخل كل طفل هنالك حلم يرغب في تحقيقه لكن من المؤكد أن الظروف تمنعه من ذلك”.
وخلال الأعوام السابقة كان المهرجان يقام على مدار ثلاثة أيام، ويبدأ اليوم الأول في إقامة فعالياته بمركز الرقة للثقافة والفنون وسط المدينة، بينما جرت العادة على تقديم اليومين الثاني والثالث في أرياف الرقة.
وفي تموز/ يوليو من العام 2020، نظم مركز الرقة للثقافة والفنون أول مهرجان للأطفال تحت عنوان “براعم الطفولة”، بعد أن افتقدت المدينة لفعاليات من هذا النوع طوال سنوات الحرب السورية.
وقال سعد كحيص المشرف على تدريبات المهرجان، إن التدريبات الآن على أشدها والأطفال يتدربون بشكل يومي استعداداً لتقديم الأفضل خلال المهرجان.
وأضاف لنورث برس، أن العروض تشمل فقرات غنائية وفنية باللغتين العربية والكردية، تمثل تراث مناطق شمال شرقي سوريا بمختلف مكوناتها.
وأشار إلى أن إدارة مركز الرقة للثقافة والفنون عملت على تأمين وسائل لنقل الأطفال من نقاط قريبة من منازلهم إلى قاعات التدريبات.
وذكر “كحيص” أن القائمين على المهرجان سيقومون بتقييم الأعمال التي يتم التدريب عليها حالياً لاختيار الأفضل منها وتقديمه خلال المهرجان.
وتقدم خلال المهرجان عروض مسرحية وفنية وغنائية يقدمها أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عاماً من مختلف مناطق الرقة وريفها، إضافة لمشاركة فرق فنية من مناطق شمال شرقي سوريا.
ولا تقل سعادة فرح كركوك (13 عاماً) عن سعادة بقية الأطفال المشاركين في تدريبات العروض المسرحية والغنائية للمهرجان.
وتؤدي “كركوك”، شخصية “الحبابة” (الجدة) في المسرحية التي حملت اسم “الشرية والحصاد” والتي تتحدث عن عادات وتقاليد سكان وادي الفرات خلال العقود الماضية.
وقالت الطفلة إنها تعيش فرحة غامرة بينما تتدرب على دورها المسرحي، وتنتظر اللحظة التي ستقف أمام الجمهور لتؤدي شخصيتها.