إنتاج متدنٍ لمحصول القمح المروي في ريف تل أبيض الغربي
كوباني- نورث برس
يراقب إبراهيم إسماعيل (40 عاماً)، الحصادة التي تحصد محصوله من القمح المروي في ريف تل أبيض الغربي، ويلتفت تارة إلى كمية إنتاج الهكتار، وتارة أخرى على كمية التبن التي ينوي بيعها لمربي ماشية.
وبعد انتهاء الحصاد، يجد المزارع وهو من سكان قرية خانه (بندرخان) بريف تل أبيض الغربي، كمية الإنتاج قليلة كما العام الفائت.
ووفقاً لمزارعين، فإن إنتاج الهكتار الواحد من القمح المروي في ريف تل أبيض الغربي خلال الموسم الحالي يتراوح بين 2500 و3000 كيلوغرام.
أما المحصول البعلي من القمح والشعير غير صالح للحصاد ولا يصلح سوى لضمانه وبيعه من أجل رعي المواشي، بحسب مزارعين من المنطقة.
ويشير “إسماعيل” إلى أن إنتاج القمح خلال 2020 كان أفضل من العامين الماضيين، حيث وصلت إنتاجية الهكتار الواحد إلى خمسة آلاف كيلوغرام (خمسة أطنان).
ويرجع المزارعون سبب تدني الإنتاج إلى قلة الهطولات المطرية، فضلاً عن قلة الأسمدة وتدني جودة المتوفر منها، وعدم توفر البذار المحسنة.

وكانت هيئة الزراعة في إقليم الفرات قد خصصت 350 كيلوغرام من البذار لكل هكتار من القمح المروي بسعر 1200 ليرة.
فيما خصصت لكل هكتار، 350 كيلوغرام من السماد من نوع يوريا بسعر تراوح ما بين 650 و700 دولار للطن الواحد، و٢٠٠ كيلوغرام من نوع فوسفات بسعر 650 دولار للطن.
وقالت الهيئة لنورث برس، إن عملية التوزيع تمت بحسب “الكميات المتوفرة”، في حين أن مزارعين من المنطقة قالوا لنورث برس، إنهم لم يستلموا مخصصاتهم، فلجأوا لشرائها من السوق السوداء.
وأنتج كل هكتار من أرض “إسماعيل” نحو ثلاثة أطنان من التبن، حيث يباع الكيلوغرام منه بـ300 ليرة سورية، وهو ما سيساعده في تحقيق “هامش ربح” من محصوله.
ولا يختلف حال المزارع عمر حج عثمان (33 عاماً) عن سابقه، فهو الآخر وجد الإنتاج بعد حصاد ثلاثة هكتارات من القمح المروي، من أصل خمسة هكتارات زرعها خلال الموسم الحالي بالقمح المروي في ريف تل أبيض، قليلاً مقارنة مع المواسم السابقة.
ويقول “حج عثمان” وهو من سكان قرية بغديك بريف تل أبيض الغربي، إن الهكتارات الثلاثة أنتجت 65 كيساً (جوالاً) من القمح أي أن إنتاج الهكتار الواحد تراوح ما بين 20 و25 جوالاً، ويزن الجوال (ما يقارب مئة إلى مئة وعشرة كيلو غرامات).
وخلال السنوات الماضية، كان إنتاج الهكتار الواحد من أرض “حج عثمان” يصل إلى 60 و65 جوالاً.
وهو الآخر سيعتمد على مبيع التبن في تحقيق الربح، ” كون هناك طلب على التبن بسعر جيد”.
وأثر تدني الإنتاج وسوء الموسم الزراعي سلباً على عمل الحصادات التي تعتبر مصدر رزق لأصحابها.
ويقول حجي حج محمود (47 عاماً) وهو صاحب حصادة تعمل بريف تل أبيض الغربي، إن كل حصادة تقوم بحصاد نحو ستة هكتارات يومياً، حيث أن عملهم لن يستمر أكثر من 15 يوماً.
وكانت الإدارة الذاتية في إقليم الفرات قد حددت في وقت سابق أجرة الحصادة بنسبة 5 بالمئة من إنتاج المحصول، لكن المزارعين لم يوافقوا على هذه النسبة كون سعر القمح مرتفع وعمل الحصادات قليل، بحسب “حج محمود”.
ويحصد أصحاب الحصادات في ريف تل أبيض الغربي الهكتار الواحد من القمح المروي مقابل 300 أو 350 ألف ليرة سورية.
ويجد “حج محمو”، هذا السعر “متدنٍ، ولكننا مجبرين على قبول ذلك بسبب تدني الإنتاج وقلة الأراضي المزروعة رياً”.
ولكن مزارعين التقت بهم نورث برس قالوا إن السعر “مناسب” لهم، وخاصة أن الحصادات تقوم بنقل التبن أيضاَ.
وأمام هذا الحال، لم يجهز البعض حصاداتهم للموسم الزراعي بسبب تدني الإنتاج.