سامر طه – إسطنبول – NPA
الدفاع المدني منظمة سورية عرفت بـ”الخوذ البيضاء” تأسست عام 2013 وتنشط بشكل خاص في أوقات عمليات القصف الجوي والبري والعمليات العسكرية من خلال عملها كفرق إنقاذ وإحصاء ضمن مناطق نفوذ فصائل المعارضة المسلحة.
نورث برس أجرت حواراً مع مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح، حول عمل المنظمة والتباين في المواقف الدولية ومستقبل المنظمة وموقفها من عناصرها الذين أجروا تسويات سابقة مع الحكومة السورية وعن مستلزمات استمرار الدفاع المدني.
حول المتغيرات والفروق من خلال العمل المستمر منذ العام 2013 بالنسبة للواقع السوري ورؤية الدفاع المدني أجاب الصالح أن “الواقع هو انعكاسات للصراعات الإقليمية والدولية, والمتغيرات هي المواقف السياسية والمصالح” مؤكداً ضرورة إيجاد حل سياسي “يضمن الحقوق ويلاحق المجرمين”.
وأشار إلى أن التدخل الروسي العسكري أحدث تأثيراً سياسياً وعسكرياً وعمَّق الشرخ الاجتماعي بين السوريين معتبراً ذلك “تحدياً مستقبلياً ستواجهه سوريا” كما لفت إلى أن “انهيار تنظيم الدولة ضاعف أعداد الضحايا في كامل سوريا وعمق الأزمة وقلب المفاهيم الدولية وشتت انتباه الكثيرين عن الجرائم المستمرة إلى اليوم”.
خطأ التقديرات وجهود الأصدقاء
وعن التعامل مع تباين آراء المجتمع الدولي في الوضع السوري قال الصالح أن أولوية الدفاع المدني هي “المدنيون في سوريا” مضيفاً أنه يستخدم نقد وآراء المجتمع الدولي لـ”تحسين العمل والخدمات للمدنيين”.
وأردف الصالح “أخطأنا حينما توقعنا ارتقاء آليات عمل المجتمع الدولي عند احتدام التحديات” مشيراً لوجود جهود على جانب المنصات الدولية الرسمية من قبل أناس مؤمنين بـ”حماية المدنيين وصدق حقوق الإنسان” معتبراً إياهم “أصدقاء الشعب السوري والدفاع المدني وحلفاؤهما”.
كما يرى الصالح أن المجتمع الدولي عاجز عن وقف تكرار فظائع الحربين العالميتين الأولى والثانية مؤكداً أن “دور الدفاع المدني هو تقديم الوثائق والدلائل حول المجرمين”.
خبرات مستثمرة في السلام
وأعرب مدير الدفاع المدني عن أن منظمته سيكون لها دور في وقت السلام كوقت الحرب نافياً أن تكون منظمة بحث وإنقاذ بل هي فرق تمتلك “خبرات فريدة على مستوى العالم” مشيراً إلى خبرات جرى امتلاكها لفتح طريق عودة النازحين واللاجئين للعودة إلى بيوتهم.
ولخص الخبرات بـ”إزالة الذخائر الغير منفجرة، وإعادة البنى التحتية من شبكات كهرباء ومياه شرب والإطفاء والإسعاف والتوعية والدعم النفسي وإعادة البناء والإعمار”.
وثائق تدين الحكومة
فيما اعتبر أن منظمة الدفاع المدني تعتبر تسوية عناصرها لوضعهم لدى الحكومة السورية “خيارات شخصية لا تملك التأثير عليها” وأردف أن “من اختار مصالحة النظام يتحمل تبعات هذا القرار متمنين لهم كل خير وسلامة”.
وعن تصنيف الدفاع المدني لنفسه كمنظمة إنسانية أم منظمة معارضة للحكومة السورية أوضح الصالح أن المنظمة “ليست جسماً سياسياً، وأخذ طرف ينافي مبادئنا ويمنعنا من الوصول لكل السوريين”، واعتبر أن المنظمة “تتوخى الحذر الشديد” وأنهم لا يتبعون لأي طرف مؤكداً امتلاك الدفاع المدني لـ”وثائق تدين الحكومة السورية”.
واعتبر رائد الصالح التفاهمات السياسية للقوى المسيطرة وآليات ضمان أمان متطوعي الدفاع المدني هو ما يمنع تمددها لكافة المناطق السورية مشيراً أنهم يقدمون خدمات لأربعة ملايين نسمة في حلب وإدلب حماة واللاذقية.
وختم الصالح أنهم يحتاجون بشكل مستمر للتدريبات المتقدمة وبخاصة في قضية الذخائر المتفجرة مع معدات وأدوات متطورة، فضلاً عن اضطرارهم لتعويض معداتهم التالفة نتيجة القصف المتكرر على مراكزهم في شمال غربي سوريا.