مزارعون في ريف حلب الشمالي يسارعون في الانتهاء من حصاد محاصيلهم

ريف حلب الشمالي- نورث برس

ضمن الأراضي المزروعة بالقمح بمحيط قرية أم حوش بريف حلب الشمالي، تعمل ست حصادات في نفس الوقت بهدف  الانتهاء بأقصى سرعة ممكنة من حصاد المحصول قبل أن تلتهمه نيران قصف القوات التركية والفصائل الموالية لها، كما حدث في أراضي قرى مجاورة.

وفي ريف حلب الشمالي، يستعجل المزارعون حصاد محاصيلهم، خوفاً من استهدافها بقذائف وخسارة الإنتاج وخاصة بعد التهديدات التركية الأخيرة بشن عملية عسكرية على بلدة تل رفعت التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن أراضيهم.

وبينما كان يقف بجانب حصادته بين أراض قرية أم حوش، يقول مصطفى الخطيب (57 عاماً) إنهم يعملون ليلاً ونهاراً بعد التهديدات التركية.

ويتخوف الرجل وهو من سكان قرية كفرنايا التي لا تبعد عن تل رفعت سوى 6 كم، كثيراً من الاستهداف التركي أثناء عمله في الأراضي وخاصة بعد تعرض غالبية القرى بالريف الشمالي لقصف متكرر من قبل القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها في الفترة القليلة الماضية.

وقبل أيام، سقطت عدة قذائف مدفعية في قرية حليصة بينما كان “الخطيب” يحصد محصول الشعير في أراض زراعية في تلك القرية.

وبداية هذا الشهر، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نية بلاده شن عملية عسكرية جديدة “للرد على الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي”، وحدد أردوغان تل رفعت ومنبج هدفاً للعملية.

وتشهد قرى ريف حلب الشّمالي تصعيداً عسكرياً تركياً، إذ يتم قصفها بشكل شبه يومي، بالتزامن مع بدء الحصاد في تلك القرى.

خسارة 60 هكتاراً

وبحسب هيئة الزراعة في إقليم عفرين والعاملة حالياً بريف حلب الشمالي، حيث يتوزع نازحو عفرين، فإن إجمالي المساحات المزروعة بالقمح تصل إلى 15 ألف هكتار، فيما بلغت مساحة الشعير نحو 10 آلاف هكتارٍ.

وارتفعت نسبة المساحات المحترقة والمتضررة جراء القصف التركي على المنطقة إلى 60 هكتاراً من مجمل الأراضي المزروعة بالقمح والشعير والكمون والحبة السوداء والكزبرة، بحسب الهيئة.

وتقع أغلب المساحات المحترقة في أراضي قرى ناحية شيراوا بريف عفرين، والتي لا تخضع لسيطرة تركيا والفصائل، إضافة إلى قرى وبلدات شيخ عيسى وتل رفعت وحساجك وسد الشهباء والحصية وحربل وقول سروج وأم حوش وأم قرى بريف حلب الشمالي.

ووفقاً للهيئة، فإن أكثر من ثلاثة آلاف هكتار لم تزرع منذ عام 2014 بسبب وقوعها على خط التماس ومجملها يعود لسكان تل رفعت وسد الشهباء وقول سروج والنيربية.

وفي الثامن من هذا الشهر، سقطت قذيفتان على الأطراف الغربية من قرية أم حوش، في أراضٍ محصودة سابقاً.

ويتخوف صاحب الحصادة كما جميع سكان المنطقة مما ستؤول إليه العملية العسكرية الجديدة في حال نفذت. ويقول بلهجته المحلية: “الخلق متخوفة ما عاد تعرف لوين بدها تروح”.

ويشير الرجل بيده يميناً ويساراً ويضيف: “أردوغان لا يملك شيئاَ في وطننا ليهددنا مراراً”.

إنتاج قليل

ومنذ ما يقارب الأسبوعين، بدأ المزارعون بالمنطقة حصاد محاصيلهم، حيث تعمل نحو 75 حصادة في ساعات مبكرة من الصباح وحتى المساء، بحسب محمود شيخ محمد وهو عضو لجنة شراء القمح التابعة للإدارة الذاتية.

عملية الحصاد بدأت أولاً في الأراضي الواقعة على خطوط التماس المعرضة للقصف أكثر من القرى الأخرى، ومن المحتمل الانتهاء بشكل كامل من حصاد المحاصيل في جميع الأراضي أواخر هذا الشهر.

وحتى الآن، استلمت اللجنة نحو 500 طن من القمح، وفقاً لما ذكره “شيخ محمد” الذي توقع أن تصل كمية إنتاج القمح هذا العام إلى ثلاثة آلاف طن.

وتشتري اللجنة القمح وفق تسعيرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وهي 2200 ليرة للكيلوغرام الواحد.

ويجد محمد صليبي (47 عاماً)، وهو مزارع من قرية تل قراح، نفسه “محظوظاً” إذ أنهى حصاد أراضيه التي كانت مزروعة بالقمح والشعير والكمون والكزبرة والعدس قبل أن تسقط قذيفة عليها.

ويقول المزارع إنه كان يعيش في خوف مستمر حتى انتهت عملية حصاد أرضه، ولكنه تفاجأ بكمية إنتاج القمح القليلة، “زرعت 20 هكتاراً وكانت كمية الإنتاج سبعون كيساً فقط”.

 إعداد: فايا ميلاد- تحرير: سوزدار محمد