الباذنجان البري ..عشبة تهدد زراعة الرقة

تعرض القطاع الزراعي في الرقة شمال شرقي سوريا في السنوات الأخيرة إلى عدة معوقات، أثرت سلباً على الإنتاج في مدينة يعتمد/80/ بالمئة من سكانها في دخلهم على ما تنتجه الأراضي من غلال زراعية.

أهم تلك المعوقات عشبة الباذنجان البري التي تعتبر من أخطر الآفات التي تهدد الزراعة في الرقة.

الباذنجان البري عشبة معمرة عريضة الأوراق تنتشر في الأراضي البور والمهملة وعلى أطراف قنوات الري وبجانب الطرقات، وتتصف بمقاومتها الشديدة للظروف المناخية القاسية كالحر الشديد والجفاف والصقيع.

انتشرت العشبة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بعد غياب المكافحة الزراعية الخاصة، مشكلة تهديداً حقيقياً للمساحات المزروعة في ريف الرقة.

ويبين عبد الرحمن المصطفى، مهندس زراعي، لـ”نورث برس” أسباب انتشارها بعدم مكافحتها وأن استمرارها بالانتشار قد يُخرج الكثير من الأراضي عن الخدمة.

ويوضح المصطفى أن العشبة بحاجة إلى مكافحة مستمرة “فقد كانت مديرية الزراعة سابقاً تكافحها بشكل منتظم ضمن فريق مختص لمكافحة الباذنجان البري”.

وتنتشر هذه العشبة بشكل سريع وذلك لقدرتها على التكاثر عن طريق البذور والجذور، التي يصل عمقها في الأرض إلى ثلاثة أمتار أحياناً مما يجعل القضاء عليها أمراً في غاية الصعوبة.

ويشير إلى ذلك المصطفى بقوله “تدوم حيوية البذور إلى فترة تصل إلى عشر سنوات كما أنّها تتكاثر بالجذور أثناء عملية الفلاحة”.

ويذكر المهندس الزراعي عبدالرحمن المصطفى مجموعة من طرق وقائية للحد من انتشارها قائلاً “يمكن تأخير انتشار هذه العشبة عن طريق التعشيب المستمر، وإزالة بقايا الجذور عند الفلاحة وحرقها؛ فيجب ألّا تصل هذه العشبة إلى مرحلة الإزهار”.

كما أنَّ سميّة هذه العشبة تجعل من القضاء عليها أمراً غاية في الصعوبة؛ فهي لا تصلح حتى للرعي الأمر الذي زاد في معاناة الفلاحين وصعوبة مكافحتها.

حسين الحمد أحد فلاحي قرية كبش تحدث لـ”نورث برس” عن معاناة معظم الفلاحين من السيطرة على العشبة، وعجزهم عن مكافحتها “لم نترك طريقة إلا وجربناها دون فائدة فهي سريعة التكاثر والانتشار”.

 ويردف قائلاً “بدأت العشبة بالظهور بجانب قناة الري؛ والآن تنتشر في معظم الحقل”.

الجدير بالذكر أن هذه العشبة قد حولت عشرات الهكتارات إلى أراضي صحراوية في منطقة السبخة وشنان والعلي في ريف الرقة الجنوبي، وهي الآن تنتشر في معظم الأراضي الزراعية؛ الأمر الذي يحتم اتخاذ الإجراءات المناسبة ووضع الخطط الوقائية للحد من انتشار هذه الآفة.