بعد افتتاح جسر الرقة.. انقطاع دخل أصحاب العبارات

الرقة – أحمد الحسن/عبدالرحمن الجاسم – NPA 
أعاد مجلس الرقة المدني تأهيل جسر الرقة القديم والذي تم افتتاحه في الـ 20 من نيسان/أبريل من العام الجاري، حيث انتهت مشكلة التنقل بين ضفتي النهر عن طريق العبارات، غير أن مشكلة أخرى ظهرت وتمثلت بانقطاع دخل أصحاب العبارات ما جعلهم يبحثون عن عمل جديد.
وكان جسرا الرقة على نهر الفرات شمال شرقي سوريا تعرضا للدمار إثر المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية (المدعومة من التحالف الدولي) وتنظيم “الدولة الإسلامية” لعزل الأخير عن خطوط إمداده, وانفصل ريف الرقة الجنوبي عن مركز المدينة، كما انفصلت المدينة عن باقي المدن السورية، الأمر الذي دفع أصحاب المنشآت والفعاليات الاقتصادية والصناعية لإيجاد طريقة لنقل بضائعهم ومنتجاتهم، فكانت ظاهرة العبارات.
العبارات “الباركيات”
وهي سفن ضخمة استخدمت لنقل السيارات الثقيلة والخفيفة بالإضافة إلى نقل الأهالي إلى أماكن عملهم أو لقضاء حاجاتهم بين ضفتي النهر.
وعملت على نهر الفرات في الفترة الواقعة بين 2017 وحتى تاريخ افتتاح الجسر القديم في الـ 20 من نيسان/أبريل من العام الجاري أكثر من/25/عبارة متعددة الأحجام والأغراض، فكانت بذلك حلاً إسعافياً ساعد في ربط الريف بالمدينة.
توقف العمل
بعد افتتاح الجسر القديم الذي تم تأهيله من قبل مجلس الرقة المدني انتهت مشكلة التنقل بين ضفتي النهر؛ إلا أنه أثر على بعض أصحاب العبارات وعوائلهم وانقطاع دخلهم؛ فلم تعد هناك حاجة لها.
 تحدث خالد الكويتي أحد أصحاب العبارات لـ”نورث برس” عن أوضاعهم قائلاً “بعد افتتاح الجسر توقفت العبارات عن العمل؛ لم يعد لدينا ما نقوم به”.
مردفاً بقوله “نحن أكثر من ست عائلات كنا نعتمد في دخلنا على ما نجنيه من العبارة”.


البدائل
بدأ أصحاب العبارات بالبحث عن بدائل لكسب رزقهم، فبعضهم عمل في مجالات أخرى كالتعهدات والتجارة وغيرها.
 يقول محمد الغازي، صاحب عبارة كانت تعمل على نهر الفرت لـ”نورث برس”، “بعد توقف العمل اشتريت شاحنة صغيرة وأعمل الآن في نقل مواد البناء”.
بينما أصر قسم آخر على العمل في نفس المجال بعد أن نقلوا عباراتهم إلى مدينة دير الزور شرقي البلاد، والتي لازالت تعاني من مشكلة التنقل بين ضفتي النهر.
حمولة الجسر واستثمارها
أما خالد الكويتي فقد وجد في منع الشاحنات الثقيلة من المرور على الجسر القديم؛ لعدم تحملها الأوزان الثقيلة، فرصة في إعادة العمل بعبّارته وتطويرها.
ويبين ذلك بقوله “نعمل على بناء عبارة ضخمة يتجاوز طولها /24/ م وبطاقة حمولة تزيد عن الـ/100/طن وذلك لنقل الشاحنات الثقيلة.”
هذا ولا زال أصحاب العبارات يحاولون التأقلم والبحث عن البدائل بعد توقفهم عن عمل اعتادوه طيلة العامين الماضيين.