بلديات الحسكة تزيل الأكشاك.. والأهالي يصفون القرار بالجائر

الحسكة – جيندار عبدالقادر- NPA
قامت لجان الضابطة في بلديات الشعب الثلاث (الشرقية والغربية والجنوبية) في مدينة الحسكة شمالي سوريا، بداية الأسبوع الماضي بتوجيه إنذارات لأصحاب الأكشاك والمحال التجارية المخالفة بضرورة إزالتها في مدة أقصاها /48/ ساعة.
الأكشاك والمحال التجارية التي بنيت على الأرصفة، أو في بعض الأماكن التي تعود ملكية أراضيها للبلدية كانت “منظر غير حضاري” حسب قول مسؤولين في البلديات.
إلى جانب العديد من الشكاوى التي وجهها المواطنون إلى اللجان المختصة في البلديات لما تسببه هذه الأكشاك من إزعاجات لهم.
شكاوي من الأهالي ومنظر غير حضاري
وكانت لجنة البلديات والبيئة في مقاطعة الحسكة، قد أصدرت بداية الأسبوع الماضي قرارها بإزالة الأكشاك والمحال التجارية المخالفة، وبالتالي توجيه كتاب رسمي لبلديات الحسكة الثلاث بضرورة تحرك اللجان المختصة لتوجيه إنذارات للمخالفين.
وأوضح عبدالغفور أوسو الرئيس المشارك للجنة البلديات والبيئة في مقاطعة الحسكة لــ”نورث برس” أن القرار جاء بعد تلقيهم شكاوي من الأهالي حول الأكشاك والمخالفات.
عبدالغفور أوسو الرئيس المشارك للجنة البلديات والبيئة في مقاطعة الحسكة
لافتاً إلى أنه بناءً على ذلك تم إصدار قرار إزالتها، “كما أنها كانت منظراً غير حضاري، ويتجمع في أماكن تواجد بعضها الكثير من القمامة ناهيك عن عدم اهتمام بعضها بالنظافة العامة”.
وأشار أوسو أن هذا القرار سيشمل حتى “أصحاب المولدات الكهربائية التي تم وضعها في منصفات الطرق العامة”, منوهاً بأن القرار يهدف أيضاً “لإعادة الحياة للمنصفات ومنحها جمالية من خلال زراعة الأشجار والأعشاب فيها”.
كما بيّن أوسو أنهم في لجنة البلديات والبيئة سيقومون بتوجيه إنذارات لأصحاب المحال التجارية التي تقوم بإشغال الأرصفة من خلال عرض منتوجاتها وبضائعها، قائلاً” الأرصفة هي ملك المواطنين، وأصحاب المحال بإشغالهم لهذه الأرصفة يدفعون الأهالي للسير على الطرقات مما يشكل خطراً على حياتهم”.
وبحسب مشاهدات مراسلنا في الحسكة فإن المئات من المحال التجارية في العديد من أحياء المدينة مثل الصالحية، تل حجر، الناصرة والمفتي، وغيرها قامت بإشغال الأرصفة من خلال عرض بضائعها ومنتوجاتها.
الأمر الذي يعيق حركة المواطنين في العديد من الأماكن الحيوية التي تشهد ازدحاماً للأهالي وللمركبات، مما يدفع بالأهالي للسير على الطرقات.
الحلول المطروحة والبدائل
وحول مسألة التأثير على المواطنين وأرزاقهم، لفت أوسو إلى أنهم بصدد “تأمين بعض المساحات ضمن المدينة وفي عدد من الأحياء بغية السماح لمن تمت إزالة أكشاكهم بوضعها في أماكن مخصصة لا تعيق حركة السير والمواطنين”,  مٌشيراً إلى أن غالبيتهم من “أصحاب الدخل المحدود والطبقة الوسطة والفقيرة”.
وأكد الرئيس المشارك للجنة البلديات والبيئة إلى أنّ هذا القرار سيعود بالضرر على البعض منهم “لكن المصلحة العامة فوق كل شيء”.
في حين لفت عبد الرحمن شكري إبراهيم (54 عاماً) من أهالي الحسكة إلى أن “الصناعيين في المدينة مضطرون لإشغال الأرصفة للقيام بأعمالهم، وذلك نظراً لضيق المنطقة الصناعية في المدينة، وبالتالي عملية التوسع تكون في مختلف الأحياء”.
عبد الرحمن شكري إبراهيم (54 عاماً) من أهالي الحسكة
وأضاف إبراهيم “بعد عملية إزالة الأكشاك خلال الأيام القليلة الماضية بات الأمر أفضل من خلال حركة سير المواطنين والسيارات”، لافتاً إلى أن الأرصفة هي للمشاة ومن الضروري عدم إشغالها من قبل أصحاب المحال لعرض منتوجاتهم وبضائعهم.
قرارات جائرة
في حين وصف البعض من أهالي مدينة الحسكة قرارات لجنة البلديات والبيئة بالجائرة؛ وأنها تسببت بقطع أرزاق العديد من سكان المدينة.
 
يقول المواطن أزدشير فاطمي (28 عاماً) من سكان المدينة إن “إزالة العديد من الأكشاك في المدينة خطأ وقطع لرزق الكثير من الأهالي الذين كانوا يعتاشون عليها”.
المواطن أزدشير فاطمي (28 عاماً)
كما لفت فاطمي إلى أن بعض الأكشاك التي كانت تتسبب بالضرر وتراكم النفايات “لا ضرر من إزالتها، ولكن بعض الأكشاك الخاصة بصنع القهوة على بعض الطرقات السريعة كانت تعتبر فسحة للأهالي للترويح عن أنفسهم في بعض المناطق، كالحدائق وغيرها من الأماكن الحيوية، هذا قرار خاطئ وجائر بحقهم”.
وبحسب مشاهدات مراسلنا في الحسكة فإن غالبية الأكشاك تم إزالتها في القسم الغربي الواقع ضمن صلاحيات بلدية الشعب في الناحية الغربية، في حين أنه لا يزال هناك العديد من الأكشاك موجودة في مناطق وأحياء ضمن مناطق عمل بلدية الشعب في الناحية الشرقية، والتي لم يتم إزالتها بعد حتى لحظة إعداد التقرير.
يشار إلى أنه انتشرت في مدينة الحسكة خلال السنوات الأخيرة الكثير من الأكشاك داخل المدينة وعلى بعض الطرقات السريعة خارجها، والتي كانت مصدر رزق لشريحة من سكان المدينة، وتقدم بعض الخدمات لأهالي المدينة.