مقرات ومستودعات ذخائر فصائل المعارضة تتسبب بخوف سكانٍ ونازحين بإدلب

إدلب نورث برس

يفكر أدهم الحسن (41 عاماً) وهو من نازحي مدينة حريتان غرب حلب ويسكن في مدينة إدلب، بتغيير مكان سكنه الذي يتواجد بالقرب من إحدى المقرات العسكرية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) لمخاطر تلك المناطق والاستهدافات والانفجارات التي تطولها.

وتتكرر حوادث انفجار مستودعات الأسلحة والذخائر في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وفصائل للمعارضة شمال غربي سوريا، والتي غالباً ما تنتشر بين التجمعات السكنية داخل المدن وقرب المخيمات، وفقاً لتقارير صحفية وسكان.

ويقول “الحسن” في حديث لنورث برس، إن “هذه الانفجارات باتت تشكل مصدر خوف وقلق لدينا”.

وبداية هذا الشهر، قتل شخص وأصيب آخرون، جراء انفجارات ضخمة في مستودع للأسلحة تابع لفصيل فيلق الشام بالقرب من بلدة بابسقا الحدودية مع تركيا ويقع بالقرب من تجمع لمخيمات النازحين، شمال غربي سوريا.

“قنابل موقوتة”

وأثار الانفجار جدلاً حول مخازن الأسلحة والذخائر التابعة لعشرات الفصائل العسكرية، والتي تتخذ من منازل هجرها سكانها، أو مبانٍ حكومية ومعسكرات سابقة، مقرات لها.

ويضيف” الحسن”، أن تلك المستودعات، “أصبحت بمثابة قنابل موقوتة تهدد أمن وحياة السكان في المنطقة”.

وفي الثاني عشر من أيار/ مايو عام 2018، قُتل 67 مدنياً وأُصيب 35 آخرون، جراء انفجار مستودع للذخيرة، تعود ملكيته لأحد التجار، في مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، وأدى أيضاً إلى انهيار أبنية يسكنها مدنيون.

ويقول النازح، إن وجود مقر عسكري ومستودع للذخيرة لهيئة تحرير الشام في الحي المقابل للمبنى الذي يسكنه، “بات يشكل هاجساً بالنسبة له ولكل سكان المباني المجاورة لا سيما بعد حادثة الانفجار الأخيرة”.

ويضيف “الحسن”: “تشغلني دوماً فكرة ماذا سيحل بأطفالي وعائلتي إذا حدث انفجار، وليس هذا فقط، بل إن فكرة تعرض الحي للقصف أيضاً تظل تراودني دوماً مع قرب منزلي من مقرات عسكرية”.

“شكاوى دون جدوى”

ويشير “الحسن” إلى أنهم تقدموا بعشرات الشكاوى إلى قيادة الهيئة وإلى حكومة الإنقاذ التابعة لها، لنقل المقرات العسكرية ومستودعات الذخيرة العائدة لهم، بعيداً عن التجمعات السكنية “ولكننا لم نسمع سوى الوعود”.

وأواخر آب/ أغسطس العام الفائت، أصيب الشاب عبد السلام القاسم (31 عاماً)، بجروح بليغة جراء انفجار قذيفة مدفعية داخل أحد المقرات العسكرية لفصيل “الجيش الثاني” التابع للجبهة الوطنية للتحرير، والمتواجدة في المبنى المجاور لمسكنه بمدينة جسر الشغور غربي إدلب.

ويخشى “القاسم” من تكرار الحادثة، حيث لايزال المقر موجوداً في ذات المكان.

ويقول الشاب، إن “سكان الحي حاولوا مراراً إخراج المقر العسكري من المنطقة، واحتجوا لدى حكومة الإنقاذ وهيئة تحرير الشام، إلا أن كل ذلك كان دون جدوى”.

ويضيف “القاسم” لنورث برس، أن “الهيئة لا تهمها حياة مئات الأطفال والنساء والشيوخ”.

وتنتشر تلك “المقرات العسكرية بشكل كبير في جسر الشغور، وذلك جعل المدينة طيلة السنوات الماضية تتعرض للقصف بحجة وجود تلك المقرات، علماً أن القصف يستهدف المدنيين فقط”، بحسب الثلاثيني.

كما لا يخفي”سومر عليان” (42 عاماً) وهو نازح في مخيم قريب من قرية كلبيت شمال إدلب، “قلقه” من وجود مقرات عسكرية بعضها تدريبية والأخرى مقرات دائمة لفصيل “جيش العزة”، بالقرب من المخيم الذي يعيش فيه.

ويقول “عليان” النازح من ريف حماة الشمالي، إن “تلك المقرات تشكل أهدافاً للقوات الحكومية والطيران الروسي، الذي ربما يستهدف المنطقة بشكل عشوائي، بالإضافة لأصوات التدريبات المتكررة، حيث يشكل الأمر رعباً للأطفال الذين نزحوا هربا من أصوات القصف والحرب”.

إعداد: بهاء النوباني- تحرير: قيس العبد الله