عودة أهالي هجين لمنازلهم رغم الدمار الكبير الذي لحق المدينة

دير الزور  – جيندار عبد القادر – NPA
يستمر أهالي مدينة “هجين” التابعة إدارياً لمنطقة “البوكمال” في دير الزور شرقي سوريا بالعودة لمنازلهم بشكل تدريجي بعد نحو /7/ أشهر من تمكن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة “واشنطن” من طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المدينة التي كانت أبرز معاقلها شرق الفرات.
النزوح والعودة
شهدت مدينة “هجين” معارك عنيفة بين تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات سوريا الديمقراطية مثلها مثل آخر معاقل التنظيم في شرقي الفرات، مسبّبة دماراً شبه كامل للبنى التحتية للمدينة، وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد التنظيم منها في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر 2018.
وبعد عملية تنظيف المدينة من الألغام والمفخخات وتأمينها بشكل كامل شهدت المدينة عودة للأهالي بشكل تدريجي ابتداء من الـ /19/ من كانون الثاني/يناير 2019. 
لكن عملية إعادة الإعمار والبناء لم تكن بالأمر السهل، إذ أن الدمار كان في غالبية أرجاء المدينة سواء بشكل جزئي أو بشكل كامل.
يروي حمود عبود العبد اللطيف /46/ عاماً من سكان مدينة “هجين”, تتألف عائلته من /6/ أشخاص, عملية النزوح لــ”نورث برس” قائلاً “بعد بدء المعارك في المنطقة خرجنا بشكل سري من المدينة (تهريب) عن طريق ظهرة – البادية في ظل معاناة شديدة ودفعنا مبلغ يقدر بنحو /400/ ألف ل.س ما يقارب /700/ دولار أمريكي، ولجأنا لأحد أقاربنا في منطقة الشدادي”.
وأضاف “العبد اللطيف” في حديثه لــ”نورث برس”: بقينا نحو سنة ونصف السنة في إحدى القرى بمنطقة الشدادي، وبعد تحرير المدينة عدّت وحيداً إلى المدينة لترميم منزلي المدمر الذي انفجر به لغم وتجهيزه بشكل إسعافي لإيواء عائلتي، تدمرت الكثير من منازل أقاربي مثلها مثل منازل غالبية سكان المدينة”.
الدمار وإعادة الإعمار
بدأ أهالي مدينة “هجين” بعملية إعادة الإعمار للمنازل المدمرة وترميم تلك التي أصابها ضرر جزئي نتيجة المعارك التي دارت في مدينتهم.
حيث يقوم “مشروع هجين” التابع لمجلس دير الزور المدني بعملية ترحيل الأنقاض نتيجة الدمار الذي طال منازل المدنيين، وبالتالي التخفيف من التكاليف المادية المترتبة على الأهالي الذين يرغبون بإعادة بناء منازلهم المدمرة بشكل كامل.
وحول نسبة الدمار في المدينة قال عبود جرجيس (77 عاماً) من سكان “هجين” لــ”نورث برس”: تقريباً /70/ بالمئة من مدينة هجين مدمر بشكل كامل، أما النسبة الباقية فالدمار فيها جزئي”.
ويصف جرجيس الأوضاع الاقتصادية لسكان “هجين” بأنها سيئة للغاية “خاصة السنتين الماضيتين، ولم يكن لديهم محصول ولا مياه وخاصة أن المدينة تعتمد على الزراعة وتربية المواشي بشكل كبير”.
من جانبه يقول عبد اللطيف أحمد العبد اللطيف (28 عاماً) من سكان المدينة “عانينا كثيراً خلال عملية النزوح، حيث اضطررنا للسكن في عدد من البلدات والمدن المحررة في ريف دير الزور، كانت عملية النزوح صعبة للغاية، بقينا /3/ أيام في البراري تحت القصف والمعارك”.
وأضاف عبد اللطيف “عدنا لمدينتنا ولكننا لم نجد منازلنا، حيث تحولت لتلة من الأحجار والأنقاض، فقمت بالسكن في إحدى المستودعات التي كنت قد خصصتها لتخزين علف للمواشي، ومن ثم بدأت بعملية بناء مسكن لي ولعائلتي ليقينا الكثير من حر الصيف وبرد الشتاء”.
وأشار عبد اللطيف بكل تفاؤل إلى أنهم عادوا ليبنوا منازلهم ومدينتهم بشكل أجمل مما كان عليه في السابق.
في حين قال مطشر الصفيح المحمد (59 عاماً) من سكان “هجين”: كان لدينا في هذه المساحة من الأرض /4/ منازل، لي ولأولادي، لم يبقى منها سوى عدد من الغرف وبعض الأبواب والكثير من الحديد، أما الباقي فكله بات دمار”.
خيمة في مكان المنزل
ويضيف مطشر المحمد: “قمت بإزالة الركام من مساحات واسعة من المكان الذي كان منزلاً لي لأقوم بنصب عدد من الخيم فيها لتكون مسكن لعائلتي وعائلات أولادي”.
وطالب المحمد، المنظمات والجهات المعنية بضرورة تقديم يد العون والمساعدة لأهالي مدينة “هجين” الذين عانوا كثيراً خلال فترة سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” وخلال عملية النزوح واستمرت معاناتهم مع تحرير المدينة.
يذكر أن أهالي مدينة هجين عادوا إلى منازلهم بداية عام 2019، بعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من استعادة المدينة، بعد إخراج تنظيم “الدولة الإسلامية” منها منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام المنصرم، وذلك بعد إطلاقها حملة لاستعادتها وريفها في الـ 11 من أيلول/سبتمبر الفائت سميت بحملة “تحرير هجين”.
وكانت هجين مركز الثقل للتنظيم في آخر جيوبه في الريف الشرقي لدير الزور بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية من طرده من الرقة “عاصمته المزعومة”. إضافة إلى استعادتها عشرات البلدات والقرى على الضفة اليسرى للفرات، وتجاوز عدد سكانها مئة ألف نسمة، أثناء تحصن عناصره في الجيوب الأخيرة لهم شرق الفرات.