بازار الغرباء.. سياسيون: التهديدات التركية لشمالي سوريا مصالح دولية على حساب السوريين

السويداء- نورث برس

في الوقت الذي ينتظر السوريون، وخاصة سكان المناطق المهددة بشن تركيا هجوماً عليها، بقلق ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام القادمة، تتباين آراء المحللين والصحفيين والسياسيين حول احتمالية تنفيذ تركيا لتهديداتها وتجتمع على أن ذلك يعتمد على “الضوء الأخضر” من روسيا وأميركا.

ويعتقد فواز خيو وهو كاتب وصحفي من السويداء، أن العمل العسكري التركي في مناطق بالشمال السوري يقترب من إمكانية تحقيقه.

ويستند الصحفي في استنتاجه على أن تركيا تستغل الحرب الروسية الأوكرانية، حيث امتنعت عن فرض عقوبات على روسيا، فيما سلمت طائرات مسيّرة قتالية إلى أوكرانيا، “فبوتين الآن بحاجة لأردوغان ويمكن أن يتغاضى عن عمل عسكري تركي في الشمال السوري مهما كان عمقه”.

وفي تصاعد واضح لحدة التصريحات التركية بشأن العملية العسكرية، قال الرّئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس الماضي، إنهم سيكملون، الأجزاء المتبقية مما أطلق عليه الـ”حزام الأمني”، على الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا.

وأضاف أردوغان أنه يعمل خطوة بخطوة لحماية حدوده، عبر خط أمني على عمق 30 كيلو متراً شمالي سوريا.

ويلفت “خيو” إلى ما سماه بـ”البازار الأردوغاني البوتيني” في سوريا، أنه “ليس بجديد، فقد شهدناه في الغوطة وحلب وغيرها”، في إشارة منه إلى مقايضة الرئيسين الروسي والتركي لمناطق في إدلب وأخرى في الشمال السوري خلال السنوات الماضية.

 أما بالنسبة لأميركا “فمصالحها مع تركيا أهم من مصالحها مع الكرد، ويمكن أن يتم التضحية بالأخير في البازار التركي الأميركي”، بحسب الصحفي.

“فرصة ثمينة”

وجاء موقف الدولة السورية على لسان رئيسها بشار الأسد الذي قال، الخميس الماضي، إن “أي غزو تركي لأراضي سوريا سيقابل بالمقاومة الشعبية بالمرحلة الأولى”.

ويضيف: “السوريون دورهم هو الأضعف مع الأسف على الساحة السورية، ثمة روسيا وإيران في الداخل وعدة جيوش في الشرق والشمال الشرقي وتركيا في الشمال، نحن رهن صراع ومقايضة وبازار الغرباء على الأرض السورية”.

ولا تختلف وجهة نظر سمير عزام وهو منسق تجمع السوريين العلمانيين الديمقراطيين في السويداء، عن سابقه، فهو الآخر يرى أن التهديدات التركية جاده نظراً لما سبقها من تهديدات وتبعتها اجتياحات لمناطق عفرين ورأس العين وتل أبيض.

 ولكن تركيا لا تستطيع القيام بأي اجتياح للأراضي السورية دون ضوء أخضر روسي وأميركي، بحسب “عزام”.

ويشير إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا وحاجة روسيا للموقف التركي الذي لم يصطف مع بقية أعضاء حلف الناتو بفرض العقوبات على روسيا أعطى تركيا “فرصه ثمينة” للحصول على ضوء أخضر روسي لغزو مناطق الشهباء وتل رفعت ومنبج.

ويعتقد “عزام” أن منح روسيا الضوء الأخضر لتركيا يتوقف على مواصلة الاعتراض التركي على دخول السويد وفنلندا إلى حلف الناتو أو تقديم تنازلات تركيه “للنظام السوري” في إدلب.

“الارتقاء بالعلاقات مع التحالف”

ويبدو أن “الحكومة السورية فقدت قرارها المستقل منذ استعانت بإيران وثم روسيا لحمايتها من السقوط ولهذا لا تستطيع الخروج عن الموقف الروسي والموقف الإيراني تجاه التهديدات التركية”، وفقاً لقول “عزام”.

ويؤكد منسق تجمع السوريين العلمانيين الديمقراطيين في السويداء، على ضرورة عمل قيادة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” للارتقاء بالعلاقات مع التحالف الدولي وأميركا، وذلك لمواجهة التهديد التركي.

وفي الرابع من الشهر الجاري، كشف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن لقاءات مع التحالف الدولي، وروسيا، وحكومة دمشق، لبحث التهديدات التركية حول شن عملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية.

وأضاف عبدي في تصريحات لفضائية “روناهي” الكردية، أن مواقف الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا وحكومة دمشق “ضد الهجمات التركية، حتى الآن”.

من جانبه، يحذر فايز القنطار وهو دكتور جامعي من السويداء من توسع تركيا في سوريا وقضم أجزاء أخرى من البلاد  وتنفيذ سياسة التغيير الديمغرافي “وإقامة شريط تحت مسمى عودة اللاجئين ليشكل حاجزاً بينها وبين المناطق الكردية”.

إعداد: رزان زين الدين- تحرير: سوزدار محمد