العملية العسكرية التركية المحتملة بشمالي سوريا.. حرب إعلامية أو ورقة تفاوض
درعا- نورث برس
تتصدر التهديدات بعملية عسكرية تركية على مناطق بالشمال السوري، المشهد الإعلامي المحلي والدولي، وتذهب قراءات متابعين ومهتمين إلى أنها لا تتجاوز الحرب الإعلامية، وأخرى إلى أنها ورقة تفاوض مع المجتمع الدولي.
وفي تصاعد واضح لحدة التصريحات التركية بشأن العملية العسكرية، قال الرّئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس الماضي، إنهم سيكملون، “الأجزاء المتبقية مما أطلق عليه الـ”حزام الأمني”، على الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا.
وأضاف أردوغان أنه يعمل خطوة بخطوة لحماية حدوده، عبر خط أمني على عمق 30 كيلو متراً شمالي سوريا.
وقبل تصريحات أردوغان، عقد وزيري خارجية روسيا وتركيا، اجتماعاً في أنقرة بحثا خلاله مواضيع مشتركة من ضمنها اللجنة الدستورية والعملية العسكرية التركية.
“مقايضة “
ويرى حسان الأسود مدير منظمة القانون من أجل سوريا، أن زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى تركيا “كانت لمقايضة بعض الملفات مقابل الموافقة الروسية أو غض الطرف أو الوصول إلى تفاهم ما”.
ومن وجهة نظر الحقوقي، فإن التهديدات بعملية عسكرية تركية في شمالي سوريا، هي “رسائل أردوغان للضغط على المعارضة التركية خاصة في ظل قرب موعد الانتخابات الرئاسية”.
فيما يرى إياد قدسي، رئيس ميثاق سوريا الوطني المقيم في الأردن،أن الوقائع على الأرض السورية، والتجهيزات ورفع الجاهزية كلها تدفع نحو عمليات عسكرية في الشمال السوري”.
ولكنها بنفس الوقت، تعتبر “رسائل سياسية تركية للضغط على المعارضة في الداخل التركي، كما أنها ورقة تفاوض مع المجتمع الدولي”، بحسب “قدسي”.
ويشير “قدسي” إلى أن الوضع السياسي الدولي والإقليمي فيما يخص سوريا، “معقد وقابل للتغيير حسب التغييرات المستقبلية”، وذلك بعد دخول الروس أوكرانيا، “وهو ما سمح لتركيا بطرح رؤيتها للمنطقة”.
ويضيف: “واشنطن لاتزال بوضع المراقب لما يجري في سوريا، والروس يعتبرون سوريا ورقة مفاوضات، والأتراك ليس لهم مصلحة بمواجهة أميركا في الشمال السوري”.
“قرار سياسي”
يقول الكاتب والباحث حسام البرم المقيم في فرنسا، إن العمليات العسكرية التي تنوي تركيا القيام بها في الشمال السوري، “بحاجة لقرار سياسي دولي”.
ويضيف لنورث برس، أن تركيا سوف تستغل الاختلاف الأميركي الروسي، وتحاول المناورة سياسياً، حيث “ستميل لأحد الطرفين على حساب مكاسب سياسية”.
ويرى أن الأتراك الآن في إطار التفاوض مع الروس والإيرانيين “للوقوف أو السكوت أو مساندة الروس في بعض المواقف”، بحسب الباحث.
ويعرب “البرم” عن اعتقاده أن تشهد المنطقة “عملية تفاهم وتفاوض لتسليم سياسي”، أما التحركات العسكرية “فهي تندرج تحت إطار تحركات إعلامية يتم استثمارها في عملية الانتخابات المقبلة في تركيا”.