داخل مخيم الهول وخارجه .. سوريات تروين رحلة السعي للأمان

مخيم الهول/الرقة – عبد اللطيف هلال – NPA
“كان الملاذ الآمن وأرض النجاة والحياة” هكذا تصف رجاء علي الأحمد، مخيم الهول، الذي خرجت منه قبل أيام، مع /800/ آخرين من نساء وأطفال مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وجاء التسليم من قبل إدارة مخيم الهول شمال شرقي سوريا اوائل الشهر الجاري, إلى هيئة الشؤون والعمل لإعادتهم إلى ديارهم استجابة لمطالب شيوخ عشائر المنطقة و”بكفالتهم”.
رجاء رفضت تصويرها من قبل مراسل “نورث برس” في الرقة، حيث عادت لتقيم مع بيت عمها (والد زوجها)، وبررت منعها بأنها تخشى أن يسبب ذلك مشاكل لها، خاصة من قبل الأهالي الذين تعرضوا لانتهاكات على يد مقاتلي التنظيم عندما كان يسيطر على المدينة.
تضيف رجاء “لكن بعد أن شعرت أنا ومن معي بالأمان داخل المخيم، بدأنا نراه كسجن لنا، وتمنينا الخروج منه”.
“لم أرَ شيئاً من هذه الخرافات”
وعن تجربتها التي عاشتها مع التنظيم، تقول رجاء إنهم أقنعوها “أن الناس هنا كفار، كما قالوا لنا إنهم يمنعون الناس من الصلاة والصيام، وأن المساجد هدمت، وأن النساء يمنعن من الحجاب”. لتردف بعد أن صمتت للحظات “لكني لم أرَ شيئاً من هذه الخرافات”.
وأشارت رجاء إلى أن الخدمة داخل المخيم، كانت لا بأس بها لكن كثرة الوافدين إليه، أدى إلى عدم توفر بعض الحاجات، موضحة أن الخدمة الطبية والإسعافات الأولية كانت “سيئة للغاية”.
بدورها تعبر زهرة علي المشعل عمة رجاء ( أم زوجها ) عن فرحتها بخروج زوجة ابنها وحفيدها قائلة “في اليوم الذي خرجت فيه رجاء من المخيم شهد بيتنا ازدحاما شديداً من الزائرين والمباركين”.
و استولى تنظيم “الدولة الاسلامية” على بلدة الهول عام 2015، خلال فترة توسعه في المناطق الشرقية من سوريا، ونظراً لأهميتها الاستراتيجية، أصبحت الهول واحدة من المعاقل الرئيسية للتنظيم في شمال شرقي سوريا.
 وفي تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من انتزاع البلدة من التنظيم بعد معارك طاحنة، وحملة كبيرة قامت بها الأخيرة بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ومع استمرار المعارك بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية في جيوب التنظيم الأخيرة، ولا سيما في منطقة الباغوز شرقي دير الزور، أصبح مخيم الهول ملاذاً آمناً للفارين والمعتقلين من التنظيم، خاصة نساؤهم وأطفالهم، وحددت إدارة المخيم يوم الأربعاء من كل أسبوع لزيارة عوائل التنظيم.
وفي الآونة الأخيرة وبعد التنسيق بين الإدارة الذاتية والعشائر العربية، بدأت إدارة المخيم بعملية إخراج/800/امرأة وطفل من المخيم إلى مناطقهم في الرقة والطبقة.
ماذا عن الباقين في المخيم 
أما جورية أحمد الموسى التي لازالت تقبع في المخيم، وهي أيضاً زوجة مقاتل سابق في صفوف التنظيم قام بتسليم نفسه, قالت لمراسل “نورث برس” إنه لم يتم إخراجها مع تلك الدفعة، لأن قيودها مسجلة في منطقة سفيرة شرقي مدينة حلب، الأمر الذي أَجل خروجها من المخيم.
وفي هذا السياق قال عفنان عيسى الرجب (عم جورية والد زوجها) أنه قام بزيارة عائلة أبنه في المخيم، لأكثر من مرتين ووصف المخيم بقوله “أنه أشبه بمدينة وتتوفر فيه كل مقومات الحياة من مواد غذائية ومواصلات وخدمة طبية وغيرها”.
بدوره  أكد شيخ عشيرة العفادلة البو شعبان “هويدي الشلاش”، أن التنسيق مع الإدارة الذاتية مازال مستمراً وأنه سيتم الأفراج عن البقية لكن بعد “التحري والتدقيق”.
ويشهد مخيم الهول حركةً واسعةً وازدحاماً شديداً، خلال فترة الزيارات ،رغم خروج دفعات متتالية من عوائل التنظيم وبحسب الإحصائية الأخيرة لمنظمة أطباء بلا حدود، بلغ عدد القاطنين نحو/73/ ألف شخص.
ويعود تأسيس المخيم الى عام 1991 أثناء حرب الخليج، حيث أنشأت المفوضة العليا للاجئين، مخيماً للاجئين العراقيين، جنوبي البلدة وتم تشغيله بالاتفاق مع الحكومة السورية حينها, وفي أعقاب حرب العراق 2003 أعيد افتتاح المخيم من جديد.
وبعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المنطقة قامت بإعادة تأهيله من جديد، وفي نيسان عام 2016 عاد مخيم الهول لفتح أبوابه أمام كافة اللاجئين وخاصة العراقيين منهم.