أمراض موسمية وأدوية قليلة تفاقم وضع نازحين بمخيم في ريف ديرك

ديرك- نورث برس

لا تدري مريم محمد (30 عاماً)، وهي نازحة في مخيم نوروز بريف مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، كيف ستتدبر أمور عائلتها المؤلفة من خمسة أطفال، وذلك بعد أن اضطرت لبيع قسم من المعونة التي استلمتها منذ مدة لمعالجة طفلها الذي أصيب بإسهال حاد وجفاف.

وراجعت السيدة الثلاثينية وهي نازحة من منطقة سري كانيه (رأس العين)، مركز الهلال الأحمر الكردي في المخيم لمعالجة طفلها بالمجان، ولكن عدم توفر أدوية فيه دفعها للذهاب به إلى مشفى في ديرك بعد بيع معونتها لتأمين تكاليف العلاج.

وفي المخيم الآنف الذكر، ومع حلول فصل الصيف تكثر الأمراض الموسمية وأهمها الإسهال والتهابات الأمعاء والتيفوئيد والجفاف، إضافة لزيادة حالات تحسس والتهاب القصبات والربو ورمد العين، بعدما ضربت المنطقة عواصف غبارية خلال الفترة الماضية.

وتتخوف “محمد”  التي انتقلت منذ قرابة الشهر إلى المخيم، من إصابة جميع أطفالها الصغار، في ظل افتقار خيمتها لوسائل تبريد.

وفي مخيم نوروز، بلغ عدد العائلات النازحة، 1020 عائلة، تضم 5460 شخصاً، ويزداد العدد مع توافد العائلات نتيجة استمرار القصف التركي على قرى خط زركان (أبو راسين) وتل تمر، شمالي الحسكة.

وأمام المركز الطبي التابع للهلال الأحمر الكردي، تشاهد العشرات من الأمهات برفقة أطفالهن قدمن بهدف معالجة أطفالهن دون دفع تكاليف العلاج، حيث يقدم المركز خدماته مجاناً للنازحين.

 ولكن عدم توفر أدوية يجبر البعض رغم الظروف المعيشية الصعبة لشرائها من الصيدليات خارج المخيم.

وتقول هلبست صاروخان، طبيبة في المركز الطبي بالمخيم إن الأمراض الموسمية أصابت بالغين أيضاً في المخيم.

ووصل عدد المرضى في المخيم خلال الشهريين الماضيين إلى  3416 مريضاً, ضمنهم 274 حالة تحسس, و242 حالة التهاب أمعاء وإسهال، بحسب إدارة المركز الطبي في المخيم.

والأسبوع الماضي، استقبل مخيم نوروز، 27 عائلة نزحت من خطوط التماس مع مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة شمالي الحسكة في قرى زركان وتل تمر، بحسب نديم عمر، مسؤول العلاقات في المخيم.

والخميس الماضي، أصيب شخصان من عائلة واحدة جراء قصف تركي استهدف بلدة أبو راسين، كما أصيب أيضاَ طفل إثر قصف استهدف قرى بريف الحسكة.

ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يتخوف النازحون في المخيم من تعرضهم للدغات الحيوانات السامة كالأفاعي والعقارب وغيرها، في ظل عدم  توفر مصل مضاد للسعات في المخيم.

ويشير “عمر” في هذا الصدد إلى أنهم قدموا طلباً للمنظمات المعنية برش المبيدات الحشرية المكافحة للحيوانات في المخيم, إلا أنهم لم يتلقوا أي رد حتى الآن.

وفي ذات المخيم، تشكو روضة خليف (45 عاماً) وهي نازحة من قرية دردارة  بريف بلدة تل تمر من إصابة طفليها بالتهاب قصبات وعدم تمكنها من معالجتهما بسبب الضائقة المادية.

تقول “خلف” وهي والدة ستة أطفال عن  أوضاعهم في المخيم، “عايشين عيشة سم”، حيث ارتفاع الحرارة داخل الخيم وخارجه وعدم توفر مياه باردة كافية، إضافة لعدم توفر الكهرباء بشكل مستمر في ظل موجة الحر الشديدة التي تضرب المنطقة.

تضيف السيدة الأربعينية التي تسكن في المخيم منذ تسعة أشهر، “أقضي الليل بكامله وأنا أضع الكمادات الباردة على جسدي طفلي وأعطيهما خافض الحرارة ولكن دون جدوى”.

إعداد: دلال علي- تحرير: سوزدار محمد