كوباني: مزارعون قلقون من خسارة محاصيلهم وآخرون يعزفون عن الزراعة الصيفية بسبب التهديدات التركية
كوباني- نورث برس
بفارغ الصبر، ينتظر صالح أحمد (60 عاماً)، مزارع بريف كوباني الشرقي، دوره لحصاد محصوله من القمح وتسويقه إلى مراكز الاستلام لضمان ما تكلف به من مصاريف وتجنب خسارة كل ما يملك في حال نفذت تركيا عمليتها العسكرية ضد المنطقة.
ويتخوف “أحمد” كما جميع مزارعي منطقته من خسارة إنتاج محاصيلهم الزراعية في حال نفذت تركيا لتهديداتها وخاصة أن موسم حصاد القمح بدأ فقط منذ نحو أسبوع ولم يتم حصاد جميع الأراضي.
وفي المقابل، عزف مزارعون آخرون عن زراعة المحاصيل الصيفية وخاصة الذرة والسمسم، نظراً للقلق حول ما ستؤول إليه المنطقة بعد الهجوم التركي.
يقول المزارع الذي يملك نحو ثمانية هكتارات مزروعة بالقمح، إنه سيتكبد “خسارة كبيرة لا تقدر ولا يمكن تعويضها” في حال هجمت تركيا المنطقة قبل أن يجني موسمه ويسوقه إلى مراكز الاستلام لدى الإدارة الذاتية.
ويشير إلى أن تكلفة شراء البذار وصلت لنحو مليون وسبعمائة ألف ليرة سورية، إضافة إلى مصاريف المحروقات والحراثة والأسمدة وغيرها من التكاليف.
ويضيف، “وضعنا كل ما نملك في زراعة الأرض مع ترتب بعض الديون علينا أيضاً، جاءت التهديدات التركية لشكل هاجس من الخوف لدينا في خسارة المحصول ورأس المال والعودة لنقطة الصفر”.
وبحسب مزارعين، فإن إنتاج الهكتار الواحد من القمح يصل لنحو 10 طن وسطياً، ويصل سعر الطن لنحو مليونين ليرة سورية، وخسارة كل مزارع لهذا المبلغ الذي تنتجه أرضه الزراعية سيكون “دمار اقتصادي تسعى إليه تركيا”، بحسب قولهم.
وأثرت التهديدات التركية الأخيرة على كافة جوانب الحياة في كوباني، كما معظم مناطق شمال شرقي سوريا، حيث توقفت معظم أعمال البناء والزراعة الصيفية وغيرها من المشاريع خوفاً من النزوح.
مخاوف “أحمد” دفعته لعدم المغامرة في زراعة أرضه بالذرة الصفراء والاحتفاظ بالمبلغ الذي سيتكلف به في الزراعة لمساعدته في تحمل مصاريف عائلته في حال هاجمت تركيا المنطقة.
وبداية هذا الشهر، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نية بلاده شن عملية عسكرية جديدة “للرد على الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي”، وحدد أردوغان تل رفعت ومنبج هدفاً للعملية.
وفي هذه الأثناء، يحاول المزارعون في كوباني الإسراع لحصاد محاصيل أراضيهم وحجز دور لهم لدى أصحاب الحصادات.
وبعد نقاش طويل وبحث دام عدة أيام، تمكن مصطفى حمو (40 عاماً)، مزارع من ريف كوباني الشرقي، من حجز دور له لدى أحد أصحاب الحصادات وذلك بعد عشرين يوماً لحصاد محصوله من القمح والفول والذي استدان معظم المبلغ من أصدقائه على أن يكون موعد تسديده بعد حصاد الموسم وتسويقه.
ويخشى “حمو” كما سابقه أن لا يتمكن من جني موسمه في حال بدأت تركيا بهجومها على المنطقة،
يقول الرجل الأربعيني، “في حال نفذت تركيا عمليتها العسكرية التي تلوح بها سأخسر كل شيء، محصولي وأرضي الزراعية التي تساعدني في تدبر مصاريف عائلتي وعائلات أخوتي، إضافة إلى تحمل ديون بمبالغ كبيرة”.
ويضيف، ” تعب محصول القمح من الممكن أن يذهب سدى نظراً لما تتبعه تركيا من سياسة الغزو للأراضي السورية”.
ويطالب المزارع الدول الفاعلة باتخاذ موقف ضد التهديدات التركية التي سيتضرر كل سكان المنطقة منها والتي يعتمد أكثر من نصفهم على الزراعة كمصدر دخل، وتجنب خسارة أراضيهم ومنازلهم بسبب ادعاءات تركيا بإنشاء “منطقة آمنة”.