ديرك: مخاوف سكان من فرار نساء “داعش” من مخيم روج في حال نفذت تركيا التهديدات

ديرك- نورث برس

على بعد 300 متر فقط من مخيم روج الذي يضم نساء وأطفال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تسكن ميديا بكر في منزلها بقرية تل أسود بريف مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، وهو ما يجعلها تعيش في حال قلق دائمة.

ولكن قلق السيدة ازداد أكثر بالتزامن مع التهديدات التركية لشن عملية عسكرية في مناطق بالشمال السوري، “إذ قد تستغل نساء “داعش” الهجمات على المنطقة ويهربن من المخيم”، بحسب “بكر”.

وقالت السيدة الثلاثينية بينما كانت تشير بيديها إلى المخيم،  نخاف كثيراً من مخيم روج والتهديدات التركية في استهداف المنطقة يزيد من خطورته علينا وعلى القرى المحيطة”.

وأضافت، “عند حدوث أي فوضى في المنطقة سنواجه مجازر جماعية التي سوف تقوم بها داعش بحقنا”.

ويتخوف سكان مدينة ديرك وأريافها، كما جميع مناطق شمال شرقي سوريا من تنفيذ تركيا لتهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة في المنطقة، وسط احتمال تمكن معتقلي التنظيم من الفرار من السجون، كذلك هروب نساء وأطفال “داعش” من مخيمي روج والهول.

ويضم مخيم روج، 727 عائلة، تضم 2310 فرداً، بينهم 1582 طفل، وينحدر هؤلاء من 62 دولة عربية وأجنبية، كانوا قد انضموا لـ “داعش” خلال إعلان الأخيرة إعلان “الخلافة الإسلامية” عام 2014.

انتظار الهجوم للهروب

ووفقاً لإدارة مخيم روج فإن النساء لا تتوقفن عن محاولاتهن الهروب من المخيم عبر التواصل مع مهربين، حيث يتم إفشال جميع تلك المحاولات.

وأشارت الإدارة إلى أن 80 % من النساء ينتظرن شن تركيا هجوماً على المنطقة للفرار من المخيم وإعادة تنظيم أنفسهن والانضمام إلى “داعش”.

 وبداية عام 2020، تمكنت امرأة من الجنسية الأجنبية الهروب من المخيم، فيما باقي محاولات الفرار تم فشلها، بحسب إدارة المخيم.

ونهاية العام الماضي، شهد المخيم حالتا شغب، حيث هاجمت نساء قوات الأمن في المخيم وقمن برشق الحجارة عليهم وعلى موظفين في المخيم, مطالبات بمعرفة مصيرهن وإرسالهن إلى دولهن.

وحينها، أطلقت بعض النساء عبارة، “أردوغان أخرجنا من المخيم”، عند محاولة فض عملية الشغب، وفقاً لما ذكرته إدارة المخيم لنورث برس.

وتحذر إدارة المخيم من زيادة نشاط نساء “داعش” في المخيم ومحالتهن الفرار وإحداث عمليات شغب مع التهديدات التركية الأخيرة.

وفقاً لقاطنين في المخيم، تحدث خلافات بين نساء “داعش” المتشددات وبين اللواتي ابتعدن عن فكر التنظيم وعدم التزامهن بتطبيق قوانين وقواعد التنظيم.

وعلى خلاف السنوات التي قضتن في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تظهر نساء في مخيم روج بلا حجاب ونقاب ويرتدين لباساً “غير شرعياً”، فيما تحرص أخريات وهنن الغالبية بتطبيق فكر التنظيم والالتزام بقواعده.

وبحسب إدارة المخيم فإن بعض النساء يقمن بإخفاء أبنائهم الذين تصل أعمارهم لسن 12 عاماً وذلك حتى لا يتم إرسالهم إلى مركز “هوري” لإعادة تأهيل أطفال “داعش” بريف القامشلي.

مناشدات

ولا يقل مخيم روج خطورة عن مخيم الهول وخاصة أن جميع ساكنيه الآن تم جلبهم من الهول.

وأمام هذه المخاطر، يناشد سكان المنطقة التحالف الدولي والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بمنع تركيا من تنفيذ عمليتها العسكرية.

ولم تنكر إحدى النساء في المخيم التقت بها نورث برس من امتلاك بعضهن لهواتف نقالة في المخيم، “تقوم هؤلاء بمتابعة ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي, وكذلك لديهن صفحات خاصة بهن لإعادة نشاطهن”.

وأضافت المرأة  التي فضلت عدم الكشف عن اسمها أو الظهور أمام الكاميرا، “في حال حدوث أي فوضى في المنطقة أنا متأكدة أنه سيخلق توتر في المخيم، بعض النساء جاهزات للهرب من المخيم ولديهن تواصل مع الخارج ومع مهربين”.

وفي ذات المخيم، تتخوف أم أحمد وهي امرأة مغربية من “حدوث عمليات انتقامية بين سكان المخيم أثناء الهجوم التركي وخاصة من قبل المتشددات.”

 وفي وقت سابق نشرت نورث بلاس تقريراً مصوراً، يظهر خوف سكان القرى المجاورة لمخيم روج، من النّساء المقيمات فيه، نظراً لحالة الفوضى التي يحدثنها بشكل مستمر، عبر حرق الخيام.

ولا تختلف مخاوف وسيلة عبدالعزيز (60 عاماً)، عن باقي السكان في قرية تل أسود وتقول، “نسمع أصوات شجار بين نساء المخيم وإحراق الخيام بين الحين والآخر”.

تقول السيدة الستينية، “يحاولون إحداث الفوضى للهروب من المخيم، وكلما ازدادت التهديدات التركية نسمع بأصوات شجار في المخيم”.

وطالبت “عبدالعزيز” بنقل مخيم روج إلى مكان آخر بعيد عن منازل السكان المدنيين، “فموقعه الحالي يشكل خطورة على سكان قريتنا والقرى المجاورة, ولا نريد أن تتكرر مجزرة سجن غويران”.

إعداد: دلال علي- تحرير: سوزدار محمد