تفاقم أزمة مياه الشرب في مدينة درعا وسط غياب الحلول

درعا- نورث برس

تشهد أحياء درعا البلد جنوبي سوريا، منذ أكثر من شهر نقصاً حاداً في مياه الشرب بسبب أعطال في شبكات المياه الرئيسية وتجاوزات من قبل مزارعين ناهيك عن اعتمادها على خزان وحيد، بحسب سكان.

وتنقسم مدينة درعا جنوبي سوريا إلى قسمين رئيسيين درعا البلد ودرعا المحطة.

تتضمن درعا البلد أحياء “البحار، والعباسية، والأربعين، والمنشية، الكرك” .

فيما درعا المحطة تتضمن أحياء “الكاشف، والسبيل، والمطار، والقصور، والضاحية” وتتركز فيها الأفرع الأمنية للحكومة السورية والدوائر التابعة لها.

ويقول المهندس محمد البردويلي (48 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد المهندسين المشرفين على الأوضاع الخدمة في مدينة درعا، إن “السبب الرئيسي وراء شح المياه هو عدم صيانة الأعطال ضمن الشبكة الداخلية للأحياء”.

ولم يغفل “الردويلي” عن ذكر التجاوزات التي يقدم عليها مزارعون، على طول خط الضخ البالغ 30 كيلو متراً من منطقة الأشعري غربي درعا إلى الخزان الرئيسي في درعا البلد، كسبب آخر لشح المياه.

 ويشير إلى أن “مدينة درعا كانت في السابق تعتمد في مياه الشرب على خمس خزانات رئيسية”.

لكن القصف المتبادل بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة قبل التوصل إلى اتفاقية التسوية 2018، تسبب في تدمير أربعة منها، ويتم اليوم الاعتماد على خزان واحد فقط، بحسب “الردويلي”.

ويضيف أن اللجنة المشرفة على الخدمات في مدينة درعا، تقدمت بعشرات الطلبات لصيانة الخزانات الرئيسية المدمرة “إلا أن الرد كان يأتي من قبل الجهات المعنية بأن الإمكانيات ضعيفة”.

ويضطر موسى شهاب (37 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة درعا، إلى شراء المياه بسعر عشرة آلاف ليرة سورية للمتر المكعب الواحد وهو ما يعادل (ألف ليتر).

ويقول “شهاب” إنه “في الأسبوع الواحد يقوم بشراء ما يقارب من خمسة أمتار من المياه بتكلفة 50 ألف ليرة سورية” لتصل تكلفة شراءه للمياه خلال الشهر إلى 200 ألف ليرة”.

و”يتم إمداد الأحياء بالمياه الرئيسية مرة كل عشرة أيام، وتكون ضعيفة جداً”، بحسب “شهاب”.

ويضيف لنورث برس أن “المياه التي يتم شراءها عن طريق الصهاريج غير صالحه للشرب، لأسباب أبرزها أن مياه الآبار المتواجدة في محيط مدينة درعا كبريتية”.

ويعلل أسامة الغويران، (57 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد مالكي الآبار سبب ارتفاع سعر مياه الشرب المباعة عبر الصهاريج، لـ”توقف حوالي سبعة آبار عن العمل نتيجة سرقة محتوياتها”.

ويضيف لنورث برس، أن “السرقة تزامنت مع الفوضى والفلتان الأمني الذي رافق دخول القوات الحكومية قبل عشرة أشهر، حيث سرقت محتويات قرابة سبعة آبار، ما تسبب بتوقفها عن العمل حتى اللحظة”.

ويشير” الغويران”، إلى أن “البئر العائد له، كان من بين الآبار التي سرقت محتوياته كاملة، كمولدة الكهرباء، ومضخة المياه، وأكبال الكهرباء والخراطيم”.

وقدر قيمة المسروقات بحوالي، “50 مليون ليرة سورية”، معتبراً، أن المبلغ كبير جداً وهو الآن غير قادر على إعادة تأهيل البئر.

وبحسب الرجل، يتركز اعتماد أصحاب الصهاريج، في الوقت الحالي، على بئر “الشياح” حيث يعتبر من أقرب الآبار إلى أحياء مدينة درعا، ويبعد عنها ما يقارب من خمسة كيلو مترات.

ويضيف: “يشهد البئر أزمة خانقة ولا يستطيع الصهريج الواحد، الحصول على أكثر من دفعتين من المياه يومياً”.

 إعداد: مؤيد الأشقر- تحرير: قيس العبد الله