الحديد المستخرج من أنقاض الرقة المدمرة تعويض بسيط لخسارة البيوت

الرقة – أحمد الحسن – NPA 
تسببت الحرب التي دارت في مدينة الرقة بين تنظيم “الدولة الاسلامية” وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة الإرهاب، بدمار كبير للمدينة.
وفتح تدمر الأبنية والبنى التحتية، المجال للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال لاستثمار هذا الدمار من خلال خلق مشاريع صغيرة.
ويعد معمل حديد الحموي في قرية الصكورة /10/ كم غربي الرقة، شمال شرقي سوريا، أحد تلك المشاريع، إذ يعاد فيه تصنيع الحديد المستخرج من البنايات المدمرة بعد مروره بعدة مراحل.
تعويض بسيط لخسارة البيت
يقول علي الفرحان المدير التنفيذي للمصنع لـ”نورث برس” إن الطاقة الإنتاجية للمعمل تبلغ حوالي أربعة أطنان حديد يومياً، “نشتري الحديد المستعمل من أصحاب المنازل المدمرة الذين يرون في بيعه تعويضاً بسيطاً عن خسارتهم لبيوتهم”.
وعن سير العمل في المعمل يوضح الفرحان “نشتري الحديد الذي يتراوح قطره بين الـ/35-16/ مم، وبعد إعادة التصنيع نحصل على حديد يتراوح قطره بين  الـ/16-8/ مم وهذه المقاسات هي الاكثر طلباً في عملية البناء”.
وتمر عملية إعادة التصنيع بعدة مراحل تبدأ بتقويم الحديد لكي يسهل استعماله ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة تقطيعه لأجزاء لا يتجاوز كل جزء الثلاثة أمتار لكي يسهل إدخاله إلى أفران ضخمة تعمل على النفط الخام.
واوضح المدير التنفيذي بأن الحديد يعرض لدرجة حرارة تصل الى /400/ درجة مئوية ثم يتحول الى آلة الضغط والسحب ليأخذ شكله النهائي دون أن يفقد صلابته وجودته. لافتاً إلى أن المعمل ينتج أيضاً الحديد المصفح الذي يدخل في المجال الصناعي. 
سوق التصريف 
يتم بيع الحديد إلى كافة مناطق الشمال السوري، حيث يوفر هذا المصنع، بالإضافة إلى مصنعين آخرين أقيما لنفس الغرض، كمية كبير من الحديد اللازم لإعادة الإعمار، وقد أوضح الفرحان طريقة تصريف الإنتاج بقوله “ننتج الحديد بحسب الطلب في كافة مناطق الشمال السوري إذ يصل إنتاجنا إلى منبج غرباً وإلى عامودا والقامشلي في الشمال الشرقي بالإضافة الى السوق المحلية في الرقة”.
خالد الحسين مدير شركة تعهدات صغيرة يعمل في مجال إزالة أنقاض البنايات المدمرة حدث “نورث برس” عن كيفية العمل والشروط التي يقدمونها لأصحاب البيوت المدمرة قائلا “نزيل أنقاض البنايات المدمرة مقابل أخذ نسبة من الحديد المستخرج، تتراوح النسبة التي نحصل عليها بين /80-60/ بالمئة من كميّة الحديد المستخرج بحسب نوعه وسماكته وجودته”.
ولفت إلى أنه يبيع النسبة التي يحصل عليها إلى تجار الحديد بأسعار تتراوح بين/180-160/ ليرة سورية للكيلو الواحد، بحسب سماكة الحديد، علماً أن سعر الحديد الجديد يبلغ/320/ ليرة سورية.
فؤاد العلي صاحب بناية مدمرة في حارة البدو تحدث حول هذا الموضوع قائلا “كميّة الحديد التي استُخرِجتها من بنايتي خففت علي تكلفة الإزالة، وقد حصلت على نسبة /30/ بالمئة من حديد بنايتي”.
يوفر معمل حديد الحموي العمل لأكثر من /60/ عاملاً، موزعين بين التقويم والتقطيع والصهر وإعادة التصنيع ويساهم هذا المشروع المحلي بالتخفيف عن الأهالي الذين يواجهون شتى المصاعب في مهمة إزالة أنقاض بيوتهم المدمرة.