عروض مخفضة لأسعار الملابس إلى ما دون رأس المال بسبب التهديدات التركية

كوباني- نورث برس

منذ بداية الصباح حتى حلول المساء، يجلس سمير بوزي (48 عاماً)، صاحب محل ألبسة في كوباني، شمالي سوريا، أمام محله على أمل أن يدخل زبون يطلب قطعة من الثياب، ولكنه لا يوفق بذلك منذ نحو أسبوعين.

 يقول الرجل الذي يعمل في مهنة بيع الألبسة منذ أكثر من عشرين عاماً، “من ساعات الصباح الأولى لنهاية اليوم ولا زبون يدخل للمحل، الجميع خائف ويعيشون على أعصابهم من يوم ما بدأت التهديدات التركية”.

ويتخوف بائع الألبسة من خسارة بضائعه المتواجدة داخل المحل وكيفية تعويض رأس ماله الذي يوفر له مستلزمات منزله وأطفاله، في حال نفذت تركيا عملية عسكرية جديدة ضد مناطق في الشمال السوري.

وفي الأول من الشهر الجاري، جددت أنقرة تهديداتها بشن عملية عسكرية على مناطق في شمالي سوريا وذلك بعد نحو أسبوع من إعلانها لأول مرة شن تلك العملية، لاستكمال إنشاء “المنطقة الآمنة” بعمق 30 كيلومتراً على طول حدودها مع سوريا.

وأثار ذلك مخاوف سكان ونازحين في مدينة كوباني وريفها من حركة نزوح وخسارة مصادر دخلهم وبضائعهم المكدسة في المحال.

وأثر ذلك على الحركة التجارية في المدينة، حيث، اتجه أغلب أصحاب المحال لعرض البضائع بتخفيضات يقولون إنها غير متناسبة مع سعر الشراء من المستورد.

 لكن التخوف من العملية العسكرية دفعهم لهذه العروض في سبيل تصريف البضائع وتجنب تكبد خسائر في رأس المال، بحسب أصحاب محال تجارية.

ولكن ووفقاً لما يذكره “بوزي”، فإن “عرض تنزيلات على البضائع  لم يجدِ نفعاً، حركة البيع والشراء للسكان شبه معدومة”.

وخفض صاحب محل الألبسة أسعار محله، إذ عرض قطعة من الثياب كان ثمنها نحو أربعين ألف ليرة سورية، لتصبح 25 ألف ليرة سورية بعد شلل الحركة الشرائية، لكن بدون أن يتمكن من بيعها.

وأشار إلى أنه قبل التهديدات التركية واستقرار الأوضاع الأمنية في المدينة، كانت حركة البيع والشراء نشطة في كل المحلات والأسواق، حيث كان يبيع من بضاعته نحو أربع قطع بشكل يومي في حال كانت الحركة جيدة.

ومنذ بدء التهديدات، تراجع المردود اليومي لـ”بوزي” من المحل، بسبب تراجع الحركة التجارية في المدينة نظراً لتخوف السكان.

وليس بعيداً كثيراً عن محل “بوزي”، ينتظر عادل شيرو (26 عاماً)، أن يحظى بزبون، فهو الآخر لم يبع قطعة ثياب منذ عدة أيام.

يقول الشاب العشريني، إن أصحاب المحلات بدأوا بخسارة أموالهم بسبب تخفيض سعر البضائع التي وصلت لما يقارب نصف القيمة في سبيل التخلص منها وكسب ما أمكن من أموال تجنباً لخسارة عشوائية عقب التهديدات التركية.

ويملك الشاب محلاً لبيع الألبسة الرجالية، لكنه بدأ يفقد زبائنه بنسبة كبيرة منذ التهديدات ويشير إلى أن حركة البيع تراجعت بنسبة 70 بالمئة بعد التهديدات.

ويتخوف “شيرو” كما جميع التجار في كوباني من تكرار سيناريو هجوم “داعش” للمدينة خلال السنوات الماضية، حيث اضطروا لترك بضائعهم  والفرار من منازلهم.

ويضيف الشاب: “التهديدات التركية تشكل حالة قلق لدينا، أصبحنا نبيع القطعة برأس المال حتى لا نتكبد خسائر كبيرة”.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: عمار حيدر