سكان بريف الحسكة يتخوفون من مساهمة التهديدات التركية بعودة “داعش”

الشدادي- نورث برس

في منزل لا يبعد سوى ثلاثة كيلومترات فقط من مركز احتجاز الآلاف من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، يسكن وائل العفر (29 عاماً) برفقة عائلته، ما يجعله في حالة قلق دائمة بسبب مخاوفه من فرار المعتقلين وتسللهم إلى أحياء مدينته كما حدث قبل بضعة أشهر في الحسكة.

مخاوف الشاب العشريني وهو من سكان مدينة الشدادي، جنوبي الحسكة، ازدادت أكثر خلال الفترة الماضية مع تهديدات أطلقتها تركيا بشن عملية عسكرية ضد مناطق في الشمال السوري من بينها منبج وتل رفعت.

يقول “العفر” الذي لم ينسَ بعد ما عاشاه خلال فترة سيطرة تنظيم “داعش” على مدينته قبل سنوات من الآن، إنه يتخوف من عودة التنظيم المتشدد مع تصاعد حدة القصف التركي على مناطق بشمال شرقي سوريا والتهديدات بعملية عسكرية تركية جديدة.

وفي الشدادي وأريافها، يتخوف السكان من تنفيذ تركيا لتهديداتها، إذ يرون أن خلايا “داعش” ستستغل ظروف الهجمات، لتهريب المعتقلين من السجون التي تأوي عناصر التنظيم وفرض سيطرته على الشدادي من جديد.

وتضم مناطق شمال شرقي سوريا عدة سجون خاصة بعناصر التنظيم، ويقدر عدد المحتجزين فيها بالآلاف، وأبرزها سجن الشدادي وسجن الصناعة في حي غويران بالحسكة.

ويقع سجن الشدادي المركزي، ثلاث كيلومترات شمال شرق المدينة، ويضم عناصر “داعش” الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية في معارك سابقة، وتعلن الأخيرة بين الحين والآخر القبض على عناصر وقادة للتنظيم في المدينة.

وخلال الأيام الماضية، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده شن عملية عسكرية جديدة ضد مناطق في الشمال السوري بهدف “إنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إليها”.

وبعد سنوات على طرده من الشدادي، لا تزال المدينة وريفها تشهد نشاطاً لخلايا “داعش”، تستهدف بين الحين والآخر نقاط عناصر قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة لاستهداف القاعدة الأميركية في الشدادي بعدة صواريخ خلال الشهور القليلة الماضية.

وفي شباط/ فبراير 2013، خرجت الشدادي عن سيطرة الحكومة السورية، بعد معارك خاضتها قواتها مع فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دُمرت خلالها البنية التحتية للمدينة ونُهبت الدوائر الحكومية.

وبعد عام من سيطرة المعارضة المسلحة عليها، شنّ “داعش” هجوماً عنيفاً عليها ودارت بينهما معارك طاحنة دامت لأيام سيطر بعدها التنظيم على المدينة.

وفي 2016، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الشدادي، وطرد التنظيم منها.

ويشاطر صالح الخليف (50 عاماً)، من سكان ريف الشدادي، سابقه في الرأي على أن التهديدات والهجمات التركية على مناطق في شمال شرقي سوريا “تتيح الفرصة لإعادة وإحياء تنظيم داعش من جديد”.

ولا يستبعد هو الآخر، فرار معتقلي “داعش” من السجون المنتشرة في شمال شرقي سوريا، وسط انشغال القوات الأمنية بصد “العدوان التركي”.

وكان سجن الصناعة قد تعرض في العشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي، لهجوم من قبل خلايا التنظيم بهدف تهريب المعتقلين.

وعلى إثرها دارت اشتباكات قوية استمرت نحو عشرة أيام، إلى أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) وبدعم جوي من التحالف الدولي من السيطرة على الموقف.

ويقول “الخليف” إنهم عانوا سابقاً من التنظيم “ولا نريد إعادة هذه المعاناة من جديد، رجوع داعش للمنطقة سيكون كارثة على العالم أجمع”.

إعداد: باسم شويخ – تحرير: سوزدار محمد