دير الزور– جيندار عبدالقادر – NPA
عثرت فرق الطبابة الشرعية في (مشروع هجين) التابع لمجلس دير الزور المدني على جثث جديدة في مقابر قرب الضفاف الشرقية لنهر الفرات.
إذ انتشلت /10/ جثث جديدة ليرتفع العدد إلى /65/ جثة تم انتشالها في منطقة هجين منذ الـ 27 من نيسان / أبريل من العام الجاري.
وأكدت المصادر الطبية لـ”نورث برس” العثور حتى تاريخ الـ 15 من حزيران/يونيو على /3/ مقابر جماعية في المجنة وسنبل والحسانية.
هويات مجهولة
أوضحت المصادر الطبية أن الجثث كانت قد دفنت بشكل عشوائي في مقابر بعضها جماعية والبعض الأخر في الحقول والمزارع خلال الفترة الأخيرة من سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” على المدينة أواخر العام 2018.
كما أكد فريق الطبابة أن الجثث التي انتشلت هي لضحايا التنظيم الذين قُتلوا بأوقات متفرقة خلال العام الماضي، وبعضها نتيجة المعارك التي درات في المدينة إبان عملية طرد التنظيم منها منتصف كانون الأول/ديسمبر الفائت.
ومعظم هذه الجثث هي لأشخاص مجهولي الهوية دُفنوا بشكل جماعي في هجين حسبما أكدت تلك المصادر.
وقال الممرض “علي جدوع الحمد” من فريق الطبابة الشرعية بـ (مشروع هجين) لـ”نورث برس” “باشرنا بعملية انتشال الجثث في مدينة هجين في الـ/27/ من نيسان/أبريل الماضي في مقبرة جماعية موجودة وسط مدينة هجين تعرف بمقبرة المجنة”.

وأضاف الحمد “حتى تاريخ الـ 10 من حزيران/ يونيو تم انتشال /55/ جثة من عدة قطاعات في مدينة هجين”.
وفيما يخص مسألة الأعداد الكبيرة للمقابر الجماعية والجثث الموجودة تحت الأنقاض وفي المزارع أشار الحمد إلى وجود عشرات الجثث في أماكن متفرقة، وأنهم حصلوا على معلومات بأماكن وجود مقابر أخرى.
وحول آلية انتشال الجثث وإعادة دفنها بيّن الحمد أنه يتم تسجيل اللباس الذي يرتديه الشخص المتوفى والبحث عن بطاقات أو أي إثباتات موجودة في لباسه ليتم تسجيلها ضمن التقرير، ويسجل على الكفن العمر تقريبياً والتاريخ ومكان انتشال الجثة، ومن ثم يتم نقلها إلى مقبرة مخصصة لدفن الجثث المنتشلة.
“انتشار الروائح”
لفت الممرض علي جدوع الحمد إلى أن عمليات الانتشال في بعض المقابر جاءت بناء على طلبات تم تقديمها من قبل الأهالي إلى مكتب الطبابة، لضرورة انتشال الجثث من بعض الأماكن السكنية القريبة منها. نظراً لانتشار الروائح، “لذلك بدأنا بالعمل على عملية الانتشال بناءاً على درجة الأهمية”.
كما أكد على أن عملية البحث لاتزال مستمرة “ولكن تتم بشكل بطيء نظراً لقلة الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة حالياً لدى فريق الطبابة مقارنة مع مساحة هجين وأعداد المقابر التي تم اكتشافها وتلك التي لاتزال قيد البحث”.
وطالب الحمد المزيد من الدعم من مجلس دير الزور المدني سواءاً مادية أو فيما يخص زيادة عدد الفريق، مكون من /17/ شخص من عاملين وممرضين وأطباء، بالإضافة لزيادة مدة العمل في مشروع الانتشال نظراً لوجود الكثير من الطلبات التي قدمها الأهالي، والتي تفيد بوجود عشرات ولربما مئات الجثث في أماكن متفرقة.
وتنقسم الجثث المنتشلة إلى ثلاثة أنواع بعضها يُنتشل من تحت أنقاض المنازل المدمرة، ليتم دفنها بعد تسجيل التقرير الشرعي, وقسم يعود لجثث موجودة في المقابر، وهي إما لأشخاص انتشلت بقاياهم من تحت الأنقاض، أو جثث قديمة دُفنت بشكل عشوائي أثناء المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية والتنظيم “الدولة الإسلامية” .
أما القسم الثالث لمعتقلين لدى التنظيم، تم التأكد من ذلك من خلال وجود أصفاد في أياديهم، والبعض منهم كان قد أعدم بشكل ميداني ويظهر ذلك من خلال اللباس البرتقالي الذي كانوا يرتدونه، والذي كان يستخدمه التنظيم في عمليات التصفية للمعتقلين لديه، من خلال العديد من الإصدارات المرئية التي بثها التنظيم خلال فترات سيطرته على مساحات واسعة من سوريا والعراق.
ويذكر أن تنظيم “الدولة الاسلامية”، كان قد تمكن من السيطرة على مدن وبلدات دير الزور الشمالية الشرقية، ومنها مدينة “هجين” خلال فترات متفرقة من عام 2014، بعد انتزاعها من فصائل جبهة النصرة وجيش الإسلام وأحرار الشام وفصائل اخرى.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشطن من السيطرة عليها في منتصف كانون الأول/ديسمبر 2018، بعد نحو ثلاثة أشهر من البدء بحملة السيطرة على المدن الواقعة على الضفة الشمالية الشرقية لنهر الفرات، والتي سميت بحملة “هجين”.