اشتداد المعارك والقصف العنيف لا يوقفان عجلة الحياة في مدن وبلدات سهل الغاب بريف حماة

حماة- سام الأحمد-NPA 
تستمر الحياة بشكلها الطبيعي في مدن وبلدات شطحة وجورين والجيد وقطر الريحان ونبل لخطيب في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي, بالرغم من المعارك التي تشتد على أطرافها والقصف العنيف والمتواصل الذي تتعرض له.
فالمدارس والمراكز الامتحانية  للشهادة الإعدادية في مدينة شطحة كبرى مدن سهل الغاب, تستقبل يومياً المئات من الطلبة المتقدمين للامتحانات قادمين من بلدات شتى في سهل الغاب وريف حماة الشمالي وحتى من بعض القرى الواقعة في الجبال الساحلية.
قرب بلدة شطحة من الساحل السوري، وجباله الخلابة وامتدادها نحو السهل، جعل منها مركزاً تجارياً هاماً لقرى أرياف حماة وبعض بلدات وقرى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
فالمحال التجارية والأسواق تشهد نشاطاً على مدار اليوم، لاسيما في الصباح الباكر، حين يتوافد قاطنو الأرياف لابتياع حاجياتهم من ألبسة وأقمشة ومواد تموينية ولبيع منتجاتهم الزراعية لاسيما الخضروات والفواكه ومشتقات الحليب.
أبو محمود الذي دأب على بيع الألبان والحليب في سوق شطحة قادماً من قريته الجيد الواقعة شرقها, يقصد سوقها صباحاً بشاحنته الصغيرة وعلى متنها العشرات من علب اللبن والجبن, يقول إن حركة البيع والشراء في أسواق شطحة وجورين تتضرر بشكل كبير في أوقات القصف وفي ذروة الاشتباكات والمعارك في ريف حماة الشمالي, لكنها تعود لطبيعتها بمجرد حلول الهدوء الذي وصفه بالنسبي والغير مطمئن.
القصف المتواصل
وتقع هذه المدن والبلدات ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية وعلى مقربة من مناطق الاشتباك بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة, وظلت طيلة سنوات هدفاً لقصف الفصائل، لاسيما الحزب الإسلامي التركستاني المتواجد في جسر الشغور شمالي سهل الغاب.  
 أبو ميار, من سكان شطحة, الموظف المتقاعد  الذي خسر بيته المتواضع بقصف عنيف طال بلدته قبل عدة اشهر, يقول لـ”نورث برس” إن القصف بات أكثر شراسة مع بدء الحملة العسكرية التي نفذتها قوات الحكومة السورية ضد مواقع هيئة تحرير الشام وجيش العزة في ريف حماة الشمالي المحاذي لسهل الغاب.
هذا السهل الذي كان منذ بداية الصراع المسلح في سوريا مسرحاً لعمليات عسكرية متصاعدة، وصلت ذروتها عندما اجتاحت المعارضة المسلحة بدعم تركي معظم بلدات هذا السهل في صيف العام 2016، ووصلت لحدود بلدة جورين التي تعتبر بوابة الساحل السوري.
فمناطق سهل الغاب تكتسب أهمية استراتيجية كبرى لدى طرفي النزاع في سوريا, نظراً لموقعها ما بين جبال الساحل وأرياف إدلب الغربية لاسيما جسر الشغور.
تضرر القطاع الزراعي
الموقع جعل من سكان بلدات شطحة وجورين والجيد وغيرها عرضة لقصف واستهداف المعارضة المسلحة التي ترابط على تخوم هذه المدن والبلدات, ويتسبب القصف المتبادل بينها وبين القوات الحكومة، بإتلاف الاراضي الزراعية، إضافة الى الخسائر في الارواح والممتلكات. 
ظروف الحرب هذه زادت من معاناة سكان هذه المناطق، الذين تعتبر الزراعة الركن الأساسي لاقتصادهم ومعيشتهم, لاسيما وأن سهل الغاب يعتبر من أكثر الأماكن الزراعية خصوبة وانتاجاً زراعياً في سوريا.
الحرب التي تدور رحاها في هذا السهل الزراعي وعمليات القصف المتبادل كانت سبباً في تراجع الانتاج الزراعي وانحدار مستوى المعيشة لسكان هذه المناطق، الذين تتنوع معاناتهم ما بين الحرب ودمارها والفقر وآلامه.
وخلال جولة “نورث برس” في المنطقة، اغلب  سكان سهل الغاب الذين التقتهم تمنوا أن يعم الهدوء  الدائم، وأن يتوقف حمام الدم وأهوال المعارك ومآسي القصف والدمار.