في الذكرى الرابعة لخروجها عن سيطرة تنظيم الدولة ..أهالي تل أبيض يروون لـ نورث برس مآسيهم
تل أبيض- يحيى عمر – فياض محمد / NPA
يصادف اليوم الذكرى الرابعة، لخروج مدينة تل أبيض /كري سبي، شمالي الرقة /100/ كم، عن سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وشهدت المدينة الحدودية مع تركيا معارك قبل أربعة أعوام, بين وحدات حماية الشعب المدعومة من التحالف الدولي, وتنظيم “الدولة الإسلامية” مما سبب دماراً كبيراً في المدينة, ما اضطر الأهالي للنزوح إلى تركيا.
و تمكنت الوحدات من السيطرة على المدينة في الـ/15 / من حزيران /يونيو 2015, بعد حوالي سنتين من سيطرة التنظيم عليها.
وشهدت المدينة خلال مرحلة سيطرة كتائب “الجيش الحر”, ومن بعدها تنظيم “الدولة الإسلامية” عمليات تهجير للكرد والأرمن.
حسب شهادات الأهالي لـ”نورث برس”.
محمد صوفي الرجل الستيني من كري سبي/تل أبيض، يروي في حديثه لـ”نورث برس” قصة خروجهم من المدينة حيث يقول “إنه مع بداية اندلاع الأحداث في سوريا ووصولها إلى المدينة سيطر فصيل “أحرار الشام” عليها، وبعد أن دعمتهم تركيا بالعتاد والسلاح أمام أعيننا, طلبت الجماعة من خلال مكبرات الجوامع خروج كل المواطنين الكرد من المدينة”.
وأردف صوفي “اعتقلوا مئات الشباب, أطلقوا سراح بعضهم, وما زال مصير الآخرين مجهولا حتى اليوم, ومنهم ابن أخي”.
وأشار صوفي إلى أن “أحرار الشام” قاموا بمصادرة البيوت والمحال التجارية والأراضي الزراعية, العائد ملكيتها لأهالي المدينة, لافتاً إلى أن “تنظيم الدولة والكتائب التي كانت موجودة في المدينة لا تختلف عن بعضها, هم نفس الأشخاص ولكن تغيرت التسميات”.
وعن حال المدينة بعد أربعة أعوام من خروجها من سيطرة تلك القوى يقول صوفي “الآن أوضاعنا جيدة, ويتوفر الأمن, وكافة الخدمات الأخرى”.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” في ذلك الحين اتخذت من الكنائس المتواجدة في المدينة معتقلات ومعسكرات تدريب للأطفال يتم تجنيدهم ضمن صفوف التنظيم تحت مسمى “أشبال الخلافة”.
وبهذا الخصوص يروي سركيس كويركيان البالغ من العمر حوالي الأربعين عاما من وجهاء الأرمن في كري سبي/ تل أبيض قال “عندما سيطر تنظيم الدولة على المدينة هجرنا جميعاً وكنا أكثر من /75/عائلة, وصادر أملاكنا, وسيطر على كنيستنا (خورين فارجانيان) وحولها إلى معسكر لتدريب الأطفال (أشبال الخلافة) وبنى حول سور الكنيسة غرفا صغيرة وحولها لسجون فردية”.
وأشار كويركيان إلى أن التنظيم سمح لهم بالعودة بعد ثلاثة أشهر “شريطة دفع جزية مقدارها من/150/ ألف ليرة سورية إلى مليون ليرة سورية, ما يعادل (2000-300 دولار أمريكي) بحسب ما يملكه كل شخص”, لافتاً إلى أنه “قبيل خروج التنظيم من المدينة قام بحرق الكنيسة”.
وأضاف كويركيان أنه “بعد سيطرة الإدارة الذاتية على المدينة، تمكنا من ترميم الكنيسة وعادت حياتنا جيدة”.
بدوره قال فواز الهرمية أربعيني من قرية الجذلة التابعة لمدينة كري سبي/ تل أبيض “نحن عانينا من الإرهاب, وذقنا المآسي بداية من الجيش الحر مروراً بجبهة النصرة وانتهاءً بداعش”.
مضيفاً أن أعضاء التنظيم كانوا يفرضون الأتاوات بحجة الزكاة, ويهدمون الأماكن الأثرية والدينية كمقام النبي إبراهيم.
يذكر أن “أحرار الشام” و”كتائب الفاروق” كانت قد سيطرت على المدينة 2013، وبعدها بسنة تقريبا طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” هذه الكتائب وسيطر على المدينة, لتأتي في النهاية وحدات حماية الشعب المدعومة من التحالف الدولي فتسيطر عليها, وتشكل إدارة مدنية ومؤسسات خدمية في المدينة.