هرباً من القصف التركي.. عائلات في مخيم بريف ديرك لا تجد خيماً تأويها

ديرك – نورث برس

منذ عدة أيام، يستقر إبراهيم محمد (46 عاماً) في خيمة استقبال في مخيم نوروز بريف مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، برفقة عشرات العائلات الفارة من قراها، مؤخراً، بسبب قصف القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها.

 ونتيجة تصعيد القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها من وتيرة قصفها مؤخراً على قرى مأهولة ومرافق حيوية في أرياف تل تمر وزركان (أبو راسين)، شمالي الحسكة، يتواصل توافد عائلات جديدة إلى المخيم.

لكن لعدم وجود خيم جاهزة، تضطر تلك العائلات للسكن في خيمتي الاستقبال وهما عبارة عن خيمتين كبيرتين، تضمان نحو 17 غرفة، وتتشارك عدة عائلات السكن في غرفة واحدة، وسط افتقارها لوسائل تبريد.

وعلى أرضية تلك الغرف، تفترش نساء ما تمكنَّ من إخراجه معهن أثناء الفرار، من حصائر وبطانيات للجلوس عليها.

 فيما تستعين أخريات بقطعة كرتون أو منشفة صغيرة لتحريك الهواء فوق رؤوس أطفالهن لتخففن عنهم شدة حرارة الجو في تلك الغرف المكتظة.

وبينما كان يقف أمام الخيمتان، يقول “محمد” وهو نازح من قرية قبر كبير، شرقي ريف تل تمر، إنهم اضطروا للنزوح برفقة عائلات أخرى إلى المخيم بعد القصف العنيف على القرية.

فيما نزحت عائلات أخرى من القرية الآنفة الذكر إلى مناطق مختلفة في الحسكة وبلدة تل تمر وغيرها.

ويضيف: “لم نعد نستطيع البقاء تحت القصف أكثر، خوفاً على  حياه أطفالنا”.

وكانت قرية الرجل الأربعيني وقرى أخرى بريف تل تمر وأبو راسين تتعرض للقصف منذ سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها على سري كانيه وتل أبيض عام 2019.

وغالباً ما كان سكان تلك القرى ينزحون من منازلهم ويبقون في العراء حتى يتوقف القصف.

 ولكن بعد إعلان الحكومة التّركية عن عملية عسكرية جديدة في شمال شرقي سوريا، زادت حدة القصف مسببة ضحايا بشرية وأضراراً مادية.

والخميس الماضي، أصيب طفل من قرية أم حرملة التابعة لبلدة أبو راسين، شمال الحسكة، جراء استهداف عدة قرى بعشرات القذائف التركية، بالتزامن مع قصف قرى بلدة تل تمر.

والأسبوع الماضي، نزحت 27 عائلة من قرى تل تمر وأبو راسين إلى مخيم نوروز، ليصل عدد العائلات إلى 1020 عائلة، تضم 5460 شخصاً, بحسب نديم عمر، مسؤول العلاقات في المخيم.

ويشير “عمر” لنورث برس إلى عدم توفر خيم منذ عدة أشهر لتقديمها للنازحين الجدد، حيث هناك نحو 200 عائلة بلا خيم خاصة منذ شهرين.

ويلفت مسؤول العلاقات في المخيم،  النظر إلى أنهم منذ عدة أيام استلموا خيماً جديدة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على أن يتم توزيعها على النازحين، بعد تجهيز أرضيتها وقواعدها، دون أن يحدد مدة للانتهاء من ذلك.

ولكن الخيم الجديدة التي يتم تجهيزها تفتقر للكهرباء والمياه والمطابخ والحمامات.

ومن المقرر وبحسب “عمر” أن تقوم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” خلال الفترة القادمة على توسيع المخيم وبناء نحو 22 وحدة، تضم كل واحدة 23 خيمة، مع تجهيز الصرف الصحي وبناء مطابخ وحمامات خاصة بها.

ويبدو حال عبدالكريم طه (28 عاماً) وهو نازح من قرية تل الذياب بريف سري كانيه، أسوأ من سابقه، حيث يسكن منذ شهر في غرفة ضمن خيمة الاستقبال مع زوجته.

وكان “طه” قد نزح من سري كانيه أثناء العملية العسكرية التركي ضد منطقته إلى قرى تابعة لأبو راسين ومع تكرار القصف، هرب بعائلته إلى مخيم نوروز.

ويقول الشاب، واصفاً حياته في المخيم، “الحياة هنا معدومة، لكن ماذا نفعل؟ هُجرنا هرباً من القصف التركي”.

 إعداد: دلال علي- تحرير: سوزدار محمد