ألمانيا ـ شرفان علو ـ NPA
صدرت عدة قرارات مؤخرا في ألمانية بخصوص السوريين ومنها قرار مكتب الهجرة واللاجئين حول منح الوافدين الجدد من السوريين “منع ترحيل” بدلاً من “إقامة حق اللجوء” ثلاث سنوات أو إقامة حماية سنة واحدة.
وزادت هذه القرارات من تخوف السوريين المتواجدين في ألمانيا من صدور قرارات أخرى قد تؤدي إلى التغيير في السياسية الألمانية وفتح مجال الترحيل بشكل عام وسط الحديث من مكتب الهجرة وسياسيين ألمان أنه بات في سوريا مناطق آمنة يمكن العودة إليها.
وحول أوضاع اللاجئين السوريين في ألمانيا وتخوفهم من القرارات المتتابعة التي تصدرها الحكومة الألمانية بحقهم، يتحدث سامر ربيع لاجئ سوري من دمشق لـ”نورث برس” أنه ومنذ عام 2015 يقيم في مدينة كولن الألمانية هو وعائلته.
ويتابع، “في بداية الأمر كانت ألمانية ترحب باللاجئين وسياستها واضحة، لكن ما يتم تداوله مؤخرا بين الأحزاب السياسية الألمانية أنه بات هناك مناطق آمنة في سوريا، وعلى السوريين المغادرة، أصبحت تشكل محل خوف للاجئين خاصة في ظل الدمار الذي شهدته معظم المناطق”.
كما أوضح ربيع بأن مستقبل أطفاله وهم يدرسون في ألمانيا أفضل خاصة في ظل الحياة الآمنة التي ينعمون بها.
وعرج ربيع في حديثه على الناحية الاقتصادية باعتبار “أنه لا يتوفر عمل جيد في سوريا. وقرار العودة إن صدر سيكون مأساة للسوريين”.
مشاكل أخرى تمنع العودة
يرى الكثير من اللاجئين السوريين بأن مصير عودتهم لا يرتبط فقط بانتهاء الحرب في بلدهم، فهناك أسباب أخرى تخوفهم من العودة أهمها الخدمة العسكرية.
أكرم حج علي من محافظة حلب يقول لـ”نورث برس” إنه وصل إلى ألمانيا أواخر عام 2014 ويقيم حاليا في مدينة كوبلينز.
ويشير أكرم إلى أن سبب تخوفه من العودة يعود لاعتباره “أحد النشطاء الذين شاركوا في المظاهرات ضد الحكومة السورية في عامي 2011- 2012.
وأكد علي أنه في حال تم “إجباره من الحكومة الألمانية على العودة إلى سوريا فسيكون مصيره الاعتقال نظرا لنشاطه السابق ضد الحكومة”.
وتابع “أن المشكلة في سوريا ليس فقط وقف الحرب بل هناك فوضى على كافة الصعد لا يوجد مناطق آمنة كما تزعم بعض الجهات الألمانية”.
وقدمت وزارة الخارجية الألمانية تقريرها إلى وزارة الداخلية والتي تصدر القرارات بشأن ما يتعلق باللاجئين السوريين، بناء عليه، والذي تضمن بأنه لا مناطق آمنة في سوريا في الوقت الحالي، وهو ما تم الموافقة عليه من قبل وزارة الداخلية في اجتماع لهم في مدينة كيل.
وبناء على التقرير تم تأجيل إمكانية فتح باب الترحيل إلى نهاية العام الجاري 2019 للبحث مجددا في ملف اللاجئين السوريين.
وأيضا تم إعادة منح طالبي اللجوء من السوريين القادمين مجددا إلى ألمانيا إقامة ثلاث سنوات “حق اللجوء” أو إقامة سنة “حماية “واحدة وإلغاء قرار منح منع الترحيل فقط.
وبالرغم من هذه القرارات إلا أن التخوف لدى اللاجئين السوريين لا يزال قائمة من تغيير مفاجئ قد يحدث في أي لحظة.
الترحيل وأخطاره
المحامي السوري أنور البني رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أوضح لـ”نورث برس” أنهم قاموا بتقديم رسالة لوزير الداخلية مع عدة منظمات أخرى حول الحديث عن إمكانية ترحيل السوريين إلى بلدهم.
وبيّن البني أن الأخطار القانونية التي ستواجه السوريين في حال عودتهم تتمثل بأن “غالبيتهم لجئوا إلى ألمانيا هربا من الحكومة السورية، وأساس تخوفهم من العودة مبني على تعرضهم للاعتقال والقتل.”
وتابع المحامي بأنهم قاموا بتحديد بعض الشروط في حال تم إقرار العودة، منها:
- – وقف كامل العمليات القتالية والكشف عن مصير المعتقلين والمعتقلات من جميع السجون في سوريا.
– إخراج كافة القوى الخارجية الغير سورية.
– سحب السلاح العشوائي من يد المجموعات الغير منظمة وضبط الأمن.
– إنشاء قضاء مستقل تماما ومحايد يتمتع بالنزاهة.
– محاسبة كافة المسؤولين عن الجرائم في سوريا.
– تغيير قانون الحكم بدء من الدستور إلى رفع الحصانة عن شخصيات أمنية وإلغاء محكمة الإرهاب.
– وقف عمليات الاعتقال الغير القانونية مع وجود آلية دولية لمتابعة ومراقبة عودة اللاجئين.
وأضاف البني أنه في حال عدم الموافقة وتطبيق هذه الشروط “فمن الصعب المخاطرة في ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم، لأنه في حال تم الترحيل سيتسبب بكارثة إنسانية أكثر مما يحصل في الوقت الحالي”.
دراسات لترحيل مؤيدي الحكومة السورية
من جهة أخرى اقترحت ست ولايات ألمانية (زارلاند، بافاريا، فورتمبرغ، شمال راين، فيستفاليا، سكسونيا) على وزارة الداخلية دراسة ترحيل السوريين من مؤيدي الحكومة السورية إضافة للذين يجرون زيارات إلى سوريا خلال المناسبات باعتبار أن هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أي معوقات في العودة.
كما قال وزير داخلية ولاية بافاريا في جنوب ألمانيا “يواخيم هيرمان” إن ملف إبعاد اللاجئين السوريين إلى سوريا “يجب ألا يبقى مستبعداً نهائيا وعلى الأقل في ما يخص المجرمين ومن يشكلون خطرا على المجتمع الألماني”.
وبحسب مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا وصل عدد السوريين في عام 2018 إلى قرابة /700/ ألف لاجئ سوري.