كهرباء الرقة .. واقع مدمر وابتزاز أصحاب المولدات

الرقة – أحمد الحسن/عبد الرحمن الجاسم –NPA 
نتيجة ظروف الحرب القاسية التي مرت بها مدينة الرقة تضرر قطاع  الكهرباء في المدينة بنسبة تصل لسبعة وتسعين بالمئة حسب التقديرات الأولية.
ومنذ تأسيس مجلس الرقة المدني في نيسان عام/2017/ باشرت لجنة الطاقة عملها وقامت بإيصال الكهرباء إلى محطة الفروسية الرئيسية، كما تم تأهيل محطة كهرباء “الرقة اثنان” الواقعة جنوب نهر الفرات، ومحطة كهرباء “الرقة ثلاث” الواقعة شمالي مدينة الرقة حيث تم إيصال الكهرباء إلى ريف الرقة بالكامل كخطوة أولية لعمل اللجنة. 
أمّا المرحلة الثانية فكانت تغذية المدينة بالكهرباء، والتي تمت بدعم من منظمة الخدمات الأساسية، والتي استهدفت أحياء المشلب والمختلطة والصناعة في القسم الشرقي من المدينة، إذ بلغ عدد المستفيدين من هذه الخطوة /3750/ مشترك.
إلا ان هذه الأحياء الثلاثة لا تشكل أكثر من نحو  /15/  بالمئة من مساحة المدينة، في حين لاتزال الأحياء الكبرى التي تشكل صلب المدينة دون كهرباء للعام الثالث على التوالي، كحي الطيار والسباهية الشرقية والحصيوة والدرعية والرومانية والإدخار في القسم الغربي.
وكذلك حي الفردوس والثكنة والحرامية والبدو والرميلة والحني والسخاني والعجيلي وأحياء السور القديم في وسط المدينة، وحي الأكراد والتوسعية والرميلة والقطار في القسم الشمالي، بالإضافة الى أحياء مركز السوق مثل شارع تل أبيض والمنصور و/23/ شباط والقوتلي وغيرها من الأحياء الأخرى التي تشكل مركز المدينة.
حيث لازال سكان هذه الأحياء يعانون من انقطاع الكهرباء وابتزاز أصحاب مولدات الاشتراك.
وفي هذا الخصوص بين المهندس عيسى الحسن رئيس مركز كهرباء المدينة لـ”نورث برس” قائلا “سبب التأخير في إيصال الكهرباء إلى أحياء الرقة يعود إلى حجم الدمار الهائل في شبكة الكهرباء مع قلة الامكانيات المتوفرة”.
مردفاً قوله “فلجنة الطاقة في الرقة تعاني من نقص حاد في الآليات الهندسية المناسبة والخبرات البشرية في مجال الكهرباء، كما أنّ الشبكات الأرضية في وسط المدينة تحتاج إلى معدات خاصة ولا نملك من تلك المعدات إلاّ سيارة واحدة وهي في طور الصيانة”.
أمّا بالنسبة للخطط المستقبلية لإنارة المدينة أوضح الحسن “نعمل الآن على المرحلة الثالثة التي تستهدف الأحياء الغربية من المدينة والتي تضم حي الدرعية والطيار والبانوراما والسباهية الشرقية حيث تم إيصال شبكة مزدوجة توتر /20/ كيلو فولط تقطع نهر الفرات قادمة من محطة /الرقة اثنان/ جنوب نهر الفرات إلى الجهة الشمالية من النهر في منطقة الجسر الجديد”.
ويضيف الحسن “كما أن المشروع في مرحلته الأخيرة بعد ان تم تمديد /200/م من الكابلات الأرضية في الجهة الجنوبية من النهر ونصب برجين في الجهة الشمالية”.
وبين الحسن أن ورش الكهرباء تقوم الآن بتمديد الشبكات الهوائية لتغذية الأحياء الغربية من المدينة. كما يتم العمل على تأهيل محطة كهرباء/الرقة أربعة/ الواقعة في شارع القوتلي جنوب وسط المدينة والتي تغذي وسط المدينة بالكامل، وأيضاً صيانة وتجهيز المحطة الرئيسة الواقعة بجوار معمل السكر شمال المدينة لتغذية الأحياء الشمالية.
وأشار الحسن إلى أن فرق مختصة في مجال الكهرباء تقوم حاليا بإجراء دراسات شاملة لواقع الكهرباء في أحياء المدينة تشمل إحصاء الأضرار، ووضع الميزانية من أجل البدء بمشروع الإنارة.
في حين يعاني سكان مدينة الرقة من ابتزاز أصحاب مولدات الاشتراك (الامبيرات)، حسب قولهم، إضافة إلى تفاوت في الأسعار وساعات التشغيل بين مولدة واخرى، كما يوجد تباين في أسعار المولدة الواحدة بين الأسبوع والآخر. 
عبد الرحمن السالم من سكان حي الرميلة تحدث عن معاناته من انقطاع الكهرباء وابتزاز أصحاب المولدات قائلا” تتفاوت الأسعار كل أسبوع بين /700-500/ ليرة سورية( حوالي دولار ونصف الدولار)  للأمبير الواحد، مع مدة تشغيل لا تتجاوز الثماني ساعات”.
مضيفاً “كما تتفاوت الأسعار بين حي وآخر إضافة إلى أن كل منزل بحاجة الى  امبيرات على الأقل لسد احتياجه من الكهرباء والاستفادة من البرادات والمكيفات”.
أمّا شعبان الاسماعيل من سكان شارع المعتز فقد بين معاناته لـ”نورث برس” قائلا “قلّة ساعات التشغيل وعدم انتظامها يؤدي في معظم الأحيان إلى تلف الطعام بسبب حرارة الجو مما يجعلنا نضطر الى شراء قوالب الثلج للحصول على الماء البارد”.
هذا بالإضافة إلى الضجيج والتلوث الذي تسببه المولدات الخاصة التي تكون في معظم الأحيان عند أبوب البنايات أو في الشوارع العامة.
وقد علل عبد الكريم الخميسي صاحب مولدة اشتراك (أمبيرات) في شارع القطار سبب التباين في الأسعار قائلا “يعود الفرق في الأسعار الى حجم المولدة ومكانها فبعض المستثمرين يستأجرون الأرض من البلدية مما يدفعهم الى زيادة الأسعار احياناً”
مردفاً “كما انّنا نستلم في بعض الأحيان دفعات مازوت سيئة الأمر الذي يؤدي إلى اعطال في المولدات وكل تلك الأمور تنعكس على المواطن”.