سكان في كوباني: مئة دورية روسية تركية مشتركة لم تحمينا من القصف التركي

كوباني – نورث برس

يرى سكان في مدينة كوباني، شمالي سوريا، أن تسيير الدوريات الروسية التركية المشتركة لم تحقق هدفها في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وإلزام تركيا بوقف قصفها للقرى الآهلة بالسكان، بالرغم من اتفاقية وقف إطلاق النار.

وفي الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019، أعلنت موسكو وأنقرة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل ابتعاد قوات سوريا الديمقراطية 30 كيلومتر عن الحدود السورية- التركية.

ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، بدأ الجانبان الروسي والتركي بتسيير دورية مشتركة واحدة كل أسبوع بالتناوب بين ريفي كوباني الشرقي والغربي، وغالباً ما كان سكان في المنطقة يعترضون تلك الدوريات ويرشقون العربات بالحجارة تعبيراً عن رفضهم لها.

وأمس الأربعاء، أصيبت سيدة وطفلة، بجروح، جراء قصف القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، لقرية ششه، 55 كم جنوب شرقي كوباني، وذلك بعد يومين فقط من تسيير الطرفان الدورية المشتركة المئة في ريف كوباني الغربي.

الدورية المئة جاءت بعد أكثر من شهر على قصف تركي استهدف محلاً تجارياً في مدينة كوباني، أسفر عن إصابة صاحبه بجروح، بالإضافة لأضرار مادية لحقت بالمحل.   

ويرى فرحان شيخو (46 عاماً)، من سكان ريف كوباني الغربي أن عدم تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار يرجع لأن “روسيا لا تنفذ مسؤولياتها تجاه الاتفاقية بالرغم من معرفتها بالقصف العشوائي التركي للمنطقة”.

وفي الثامن من كانون الثاني/ يناير الفائت، تعرضت قرية قره موغ، 20 كيلومتر شرقي كوباني لقصف من قبل القوات التركية، أسفر عن إصابة ستة أشخاص من عائلة واحدة بجروح بينهم الطفل عبدو حنيفي (أربعة أعوام) الذي بترت ساقه.

وبعد هذا القصف بنحو عشرة أيام، سُيرت دورية روسية تركية في ريف كوباني الغربي.

“استقرار مفقود”

ويشير “شيخو” إلى حالة الذعر والخوف التي يسببها القصف التركي على قرى السكان وخاصة أنها تسفر عن ضحايا بشرية وإصابات.

ويضيف: “الأمن والاستقرار مفقود في المنطقة، لأن تركيا هدفها الرئيسي استهداف المدنيين وتهجيرهم من المنطقة لتحقيق مصالحها والتوغل بمزيد من أراضي الشمال السوري”.

ويطالب الرجل الأربعيني كما غيره من سكان منطقته، الدول الضامنة وعلى رأسها روسيا التي “تعتبر المسؤول المباشر عن الاتفاقية بالضغط على تركيا واتخاذ موقف جدي تجاه الانتهاكات التركية”.

وتطرح تلك الدوريات المشتركة عند سكان كوباني العديد من التساؤلات عن أهميتها والهدف منها، وخاصة أنها لا تمنع القوات التركية من قصف المنطقة.

وفي الثاني عشر من الشهر الماضي، قصفت القوات التركية، بعشرات قذائف المدفعية والهاون، قرى بريف مدينة كوباني الغربي، ومواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية.

وحينها سقطت القذائف في قرى آشمة وخراب عطو وزيارة وزور مغار وجارقلي فوقاني وبياضية في ريف كوباني الغربي، إضافة لسقوطها على مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية في قريتي زور مغار وآشمة.

وتسبب القصف حينها بأضراراً مادية في المقرات ونشوب حرائق في الأراضي الزراعية.

ويقول محمود كوباني، قيادي في مجلس كوباني العسكري، إن هناك تواصل دائم بين المجلس والقوات الروسية، “ولكن الرد الروسي لا يكون بموجب ما تم الاتفاق عليه من إجراءات في اتفاقية وقف إطلاق النار”.

ويرى القيادي في مجلس كوباني العسكري أن الخروقات الدائمة من قبل تركيا للاتفاق، تدل “على عدم التزام الضامن بالاتفاقية”، في إشارة منه إلى روسيا.

ويشدد محمود كوباني، على ضرورة لعب الدول الضامنة كروسيا وأميركا ولجان حقوق الإنسان دورها “لإلزام الطرف التركي بتطبيق بنود الاتفاقية”.

 ضامن لا يقوم بدوره

وأمس الأربعاء، قصفت القوات التركية، أطراف معمل كوباني للإسمنت في ناحية جلبية، 35كم جنوب شرقي كوباني.

ويعبر محمد شيخو (42 عاماً) وهو من سكان ريف كوباني الغربي، عن مخاوفه من استمرار القصف على المنطقة، وخاصة في ظل التهديدات التركية المتكررة باجتياح كوباني.

وخلال الفترة الماضية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “سنبدأ باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي بدأناها لإنشاء مناطق آمنة في عمق 30 كيلومترا على طول حدودنا الجنوبية”.

ويضيف محمد باستياء، “الدوريات تم إقرارها لحماية السكان والحفاظ على أمن المنطقة، لكن ما ظهر على أرض الواقع يثبت غير ذلك لأن تسييرها إجراء روتيني”.

ويشير الرجل إلى أنه أثناء القصف، ينزح السكان من القرى، خوفاً من تعرضهم للإصابات، “بات القصف يشكل هاجس الخوف والرعب في نفوسنا”.

ويحمل هو الآخر، روسيا مسؤولية الخروقات التركية في المنطقة باعتبارها ضامن للاتفاق، ولكنه في الوقت نفسه لا يأمل محمد كثيراً من هذا الضامن وخاصة أن روسيا “لا تقوم بدورها، وتسيير الدوريات لم يحقق مطالب سكان وهو مجرد روتين معتاد”.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: عمار حيدر