حلب.. لا مواصلات مخصصة لمراكز الامتحانات ومراقبون يكابدون عناء الوصول

حلب – نورث برس

أكثر من ساعتين هو الوقت الذي تحتاجه المعلمة عفاف خالد (28 عاماً) للوصول إلى مدرستها التي عينت فيها كمراقبة امتحان الشهادتين الإعدادية والثانوية في حي مساكن هنانو بأحياء حلب الشرقية.

تضطر المعلمة لمغادرة منزلها في حي حلب الجديدة في الساعة السادسة صباحاً للبحث عن وسيلة نقل تقلها إلى مكان عملها.

بحثٌ فيه الكثير من المعاناة والانتظار لاسيما مع قلة وسائط النقل العام والازدحام الشديد عليها في أيام الامتحانات.

وتصف “خالد” فرزها في مركز امتحاني في حي هنانو “أشبه بالعقوبة”.

ويعاني معلمون ومعلمات في حلب من صعوبة الوصول إلى مراكز امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية التي تم فرزهم فيها كمراقبين للعملية الامتحانية، وذلك بسبب قلة الموصلات وبُعد تلك المراكز عن مكان سكنهم.

وقبل أيام، بدأت امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في مناطق سيطرة الحكومة السورية لدورة عام 2021- 2022 في 2778 مركزاً امتحانياً، ومن المقرر أن تستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.

 ومن حي حلب الجديدة تمشي “خالد” لمسافة طويلة للوصول لموقف السرفيس أو الباص لكي تصل إلى حي باب جنين.

وفي باب جنين، تكون “خالد” مع معاناة جديدة حيث يتحتم عليها الانتظار أحياناً لمدة ساعة كاملة، حتى تصل الحافلة الممتلئة، “بالكاد أستطيع الوقوف وسط ازدحام شديد داخلها”.

وتضيف المدرسة: “تأخري أو تغيبي عن مركز الامتحان يعرضني لمسائلة من التربية والتعرض لعقوبة مسلكية، ولكن من البديهي أن أتأخر عن مركز عملي بسبب المواصلات وبعد المسافة”.

وتتساءل: “لماذا لم تخصص لنا مديرية التربية وسيلة نقل إلى مراكزنا الامتحانية أو على الأقل تخصص لنا مراكز قريبة من مكان سكننا”.

وتشهد مدينة حلب منذ الأيام الماضية حركة شبه معدومة للسرافيس والسيارات التي تعمل على مادة المازوت لنقل السكان نتيجة نقص مخصصات المادة الوارد للمدينة من قبل الحكومة.

وتعملُ معظم السيارات التي تحصل على مخصصاتها من المازوت في فترة الصباح والظهيرة بسبب قلة الكمية التي لا تكفي عملهم في أوقات أخرى.

وتمنح شركة المحروقات السيارات العاملة على الخطوط الداخلية في المدينة 15 ليتراً يومياً، وهي كمية غير كافية بحسب سائقين، للعمل طيلة النهار.

وتعاني مناطق سيطرة الحكومة السورية من مشكلة شح المازوت، التي أثر على المواصلات لتصبح شبه مفقودة في أوقات الذروة. 

ويقول عبد الله العيسى (45 عاماً) وهو مدرس يسكن في حي الهلك بحلب، إنه يستقل تاكسي أجرة للوصول إلى المركز الامتحاني الذي عين فيه مراقباً في حي ميسلون في حلب، حيث لا تتوفر حافلات نقل عامة بين الحيين.

وتتراوح أجرة التاكسي بين الحيين ما بين ست وثماني آلاف ليرة، حيث يدفع المعلم في كل يوم مراقبة حوالي 12 ألف ليرة، بينما أجر المراقبة لدى الحكومة يبلغ ثلاثة آلاف ليرة عن كل يوم امتحاني.

ومع كل هذه المعاناة والمشاق المادية والمعنوية التي يتكلفها الطلبة وذويهم والمراقبين تغيب عنها أي إجراءات حكومية مساعدة أو مخففة سواء لزيادة أعداد الحافلات في ساعات الامتحان أو تخصيص وسائل نقل لكل مركز امتحاني.

ويجد إبراهيم النايل (38 عاماً) وهو موظف في دائرة امتحانات حلب، أنه لو تم “رفع أجور المراقبة إلى مبالغ معقولة تراعي الأوضاع المعيشية للمراقبين من مدرسين وموظفين لخففت من معاناتهم نوعا ما”.

وتشهد أيام تقديم الامتحانات إقبالاً شديداً على وسائط النقل مع وجود أعداد كبيرة من الطلبة وذويهم، إضافة للمراقبين وموظفي الامتحانات وموظفي التربية وغيرهم.

وأمام هذا الحال، يضطر طلبة ومراقبون للمشي لمسافات طويلة للوصول إلى مراكزهم الامتحانية المنتشرة في معظم أحياء حلب.

إعداد: جورج سعادة – تحرير: سوزدارمحمد