دير الزور- جيندار عبدالقادر- NPA
يعاني السكان في مدينة هجين شرقي دير الزور/110/ كم، من صعوبات في تأمين مياه الشرب والغسيل بعد نحو /7/ أشهر من تمكن قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي من طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها والسيطرة عليها.
يضطر الأهالي لشراء المياه الصالحة للشرب والغسيل، علاوةً عن صعوبات الحياة في مختلف الجوانب الأخرى من كهرباء ومحروقات وطبابة في المدينة التي دمرت بشكل كبير نتيجة المعارك التي درات في المنطقة أواخر العام المنصرم.
تضرر شبكات المياه
تحتوي مدينة هجين على ثلاث محطات رئيسية لتصفية وتحلية المياه، وهي المحطة الشرقية والجنوبية ومحطة الوسط، هذه المحطات الثلاث خارجة عن العمل تماماً.
وتعرضت المحطات لأضرار كبيرة وبدرجات متفاوتة، فالأولى مدمرة بشكل كامل والثانية بشكل جزئي والثالثة معطلة وتحتاج للكثير من الأجهزة والمعدات الخاصة لتشغيلها، فضلاً عن تضرر جزء كبير من شبكة المياه.
وأشار المشرف التقني بسام محمد سلطان في فريق “مشروع هجين” التابع لمجلس دير الزور المدني لـ”نورث برس” فيما يخص إعادة تأهيل محطة هجين للمياه إلى أنه “كان يتم تغذية المدينة بثلاث محطات، الأولى محطة أبو الحسن الخارجة عن العمل، والثانية محطة هجين غربي وهي مدمرة بالكامل، ومحطة هجين الوسط”.
كما أوضح سلطان أنّ المحطات الثلاث لا تشترك مع بعضها أبداً، كل محطة شبكتها خاصة بمنطقة معينة.
وفيما يخص الأعمال التي يقوم فريق به “مشروع هجين”، أضاف بسام سلطان أنهم يعملون حالياً في محطة الوسط التي تتطلب إعادة تأهيل كامل واستبدال بعض المضخات التالفة. بحسب سلطان.
ولفت إلى حاجتهم لجهود ونفقات مالية ومدة أطول، وقال “اذا تم تصليحها بناء على تقديم المجلس المدني في دير الزورمبالغ كافية لإتمام المشروع، فلن تحل المشكلة بالكامل؛ إنما ستخفف من معاناة السكان في المنطقة المرتبطة شبكتها بالمحطة الوسط.”
شراء نوعين من المياه
يقوم أهالي المدينة بشراء نوعين من المياه، مياه منتقاة محلاة خاصة للشرب، ومياه نهر الفرات والتي يشترونها من صهاريج المياه بأسعار متفاوتة بحسب بعد المنطقة، الأمر الذي يزيد من معاناة السكان وتكلفهم بمصاريف إضافية.
يقول عمر الدودة من سكان هجين لـ”نورث برس” إن ” الأهالي عادوا إلى المدينة منذ نحو ستة أشهر، المدينة مدمرة، وشبكة المياه مدمرة بشكل كامل، الأمر الذي يزيد من معاناة السكان”.

وأشار الدودة إلى أن معاناتهم مستمرة وأنهم بحاجة لمياه صافية للشرب يومياً؛ إذ يشترون مياه شرب المفلترة /50/ ليتر بـ/400/ ليرة سورية (حوالي0.70 دولار) بالإضافة لقالب الثلج بـ/600/ ليرة سورية (حوالي1.04 دولار).
كما يحتاجون كل /4 – 3/ أيام أن يقوموا بشراء خزان مياه بـ/1500/ ليرة سورية كحد أدنى (حوالي 2.6 دولار) في الوقت الذي لا يملكون فيه دخلاً كافياً لتحمل هذه الأعباء.
استمرار الأزمة مصدر رزق للبعض
تضرر محطات المياه والشبكات الموزعة نتيجة المعارك العنيفة التي دارت في المدينة التي كانت معقل للتنظيم قبل خسارته لها نهاية العام الفائت دفعت بالأهالي إلى القيام بمشاريع اقتصادية من خلال إنشاء محطات لتنقية وتحلية المياه وبالتالي بيعها للأهالي بأسعار تختلف من محطة إلى أخرى.
عبد عبود العيسى صاحب “محطة هجين” لتنقية المياه أوضح لــ “نورث برس” أن “مياه نهر الفرات عكرة وتصب فيها مياه الصرف الصحي في بعض المناطق وغير صالحة للشرب بدون تصفية وتحلية وتنقية”.

مضيفاً أنهم قاموا بتنفيذ مشروع كبير ليكون مصدراً لرزقهم ومساعدة لسكان المدينة، وذلك من خلال العمل على مبدأ التنقية المنزلية “بدأنا بتكبير هذه المصافي من أحواض ترقيد المياه ومن ثم التنقية الرملية والكربون والفحم ومصافي قطنية ومرحلة المعالجة، وكان المشروع ناجحاً مغطياً حاجة سكان المدينة”.
وفيما يخص أسعار عبوات المياه لفت العيسى إلى انهم يقومون ببيع كل /25/ ليتر بـ/50/ ليرة سورية (حوالي 0.09دولار)، “كمساعدة للأهالي خلال هذه الفترة جنباً إلى جنب مع فريق “مشروع هجين” الذي يقوم بدوره بتوزيع كميات من المياه على سكان المدينة مجاناً بشكل دوري”.
وأكد على أن غالبية السكان يستخدمون المياه المنتقاة (المفلترة) للشرب فقط، والغسيل والطبخ يتم من خلال استخدام مياه الصهاريج التي تقوم بسحب المياه بشكل مباشر من الفرات وتبيعها للأهالي دون تصفية.
من جانبه قال أحمد عبيد الأسود من قاطني حي “الحوامة”، وصاحب جرار قام بتركيب خزان مياه لاستخدامه تجارياً في بيع المياه “أعمل على هذا الصهريج وأقوم بتعبئة الخزان بـ/100/ ليرة سورية ( حوالي0.18 دولار)، من ثم أببعها للأهالي في منازلهم بـ/1500-2000/ ليرة سورية(حوالي 3.2 دولار)”.
كما برّر شكاوي الأهالي من غلاء الأسعار وضرورة خفضها بالقول “يشتكي السكان من غلاء الأسعار لكن في الحقيقة هي ليست غالية فتكاليف التصليح والمازوت باهظة جداً”.
يذكر أن هجين كانت مركز الثقل للتنظيم في آخر جيوبه في الريف الشرقي لدير الزور بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية من طرده من الرقة “عاصمته” المزعومة، وتحرير عشرات البلدات والقرى على الضفة اليسرى للفرات، وتجاوز عدد سكانها /100/ ألف نسمة، خلال عملية تحصن عناصره في الجيوب الأخيرة لهم شرق الفرات.